للمرأة العراقية تاريخ كبير ومساهمات فعالة في كافة مجالات الحياة الثقافية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. وقد حققت الكثير من الانجازات وكان لها دور فاعل في بناء المجتمع العراقي خاصة في الفترة منذ عام ١٩٢٣ ولغاية ٢٠٠٣ بالطبع لم تخلو هذه الفترة من العقبات كالمشاكل الاجتماعية والنفسية لكنها عملت جاهدة لكي تثبت للجميع انها قادرة وانها تستحق المساواة مع الرجل في كافة المجالات وأجبرت الجميع أن يلتفت لها ولا يغفل قدراتها..
المرأة العراقية كانت السباقة دائما..لنستذكر بعضهن. في عام ١٩٢٣ اسست المرأة العراقية أول تجمع نسوي اطلق عليه آنذاك «نادي النهضة النسائية» من بين من اسسن هذا التجمع «نعمة سلطان حمود» «وأسماء الزهاوي» وغيرهن..
عام ١٩٣٣ ظهرت أول مجلة نسائية « مجلة ليلى» رئيسة تحريرها بولينا حسون
في عام ١٩٣٩ تخرجت أول فتاة في بغداد من جامعة الطب لتكون أول طبيبة عراقية تعينها وزارة الصحة هي الدكتورة آناستيان..
ولا ننسى بالذكر الدكتورة نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية بعد ثورة 14 تموز 1958 بحكم عبد الكريم قاسم وبالفعل اثبتت المساواة بين المرأة والرجل كما تم تعيين أول قاضية وهي زكية اسماعيل في العام ذاته..وغيرهن من الاسماء العريقة…وانتهاءا بالمعمارية زهاء حديد التي توفيت قبل نحو عامين وتركت وراءها ارثا معماريا ضخما في مختلف انحاء العالم, يحكى ويتحاكى به, فقد ابهرت حديد مختلف العواصم العالمية بإبداعها واعتبرتها الأوساط المعمارية أنها أكبر مهندسة معمارية عرفها العالم.
صممت العديد من البنايات في أوروبا وآسيا وأميركا كذلك جسر أبوظبي بالإمارات ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا وأوبرا دبي التي تركته قبل افتتاحه والمبنى العائم بدبي والمسرح الكبير في الرباط.
هؤلاء هن نساء العراق يشهد لهم العالم بانجازاتهن.. ورغم كل ما قدمن خلال السنوات الماضية الا أن اوضاعهن تغيرت بعد عام ٢٠٠٣ حيث دخل العراق في نفق تتكدس فيه الاحزاب والكتل السياسية وعلى رأسها الدينية التي غيرت قوانين واصدرت قرارات لم تأخذ فيها بعين الاعتبار دور المرأة وحقوقها..فكانت الضحية الاولى ..
ها نحن في عام ٢٠١٨ في زمن وصلت فيه نساء العالم إلى سدة الحكم وتساوت في حقوقها مع الرجل ..فيما البرلمان العراقي يناقش قوانين تتعلق بتعدد الزوجات وزواج القاصرات والتعديل في قانون الاحوال الشخصية ليتماشى حسب المذهب والطائفة..
وبدلا من أن تكمل المرأة العراقية انجازاتها التي قدمتها منذ عشرينيات القرن الماضي عادت إلى الوراء بقرون عدة..ناهيك عن ما فعله تنظيم داعش عندما سيطر على مناطق عدة في العراق وكانت المرأة ايضا هي الضحية الاولى فقد باع واشترى فيها التنظيم بحسب عقائده واغتصبن وخطفن وعذبن من دون رحمة من منا لا يتذكر مشهد بيع النساء الأيزيديات في ما يشبه سوقا للنخاسة..خرج من هذه المأساة نساء مغتصبات واخريات مرضى نفسيين لازلن يتعالجن وجيل من الاطفال المجهولي الهوية..
تحاول المرأة العراقية حاليا تضميد جروح الماضي الأليم وتسعى للنهوض من جديد والمطالبة بحقوقها ومنع التشريعات التعسفية بحقها ..وتعلم أن الطريق امامها طويل للحصول على حقوقها التي تكفل لها العيش بكرامة وتحقق المساواة مع الرجل في ظل مجتمع ذكوري تحكمه احزاب دينية..
ولن تتحق هذه الاحلام إلا بعد أن تحدث تغييرات مجتمعية تؤمن بدورالمرأة والمشاركة والمساواة والعدالة والقضاء على كل الأساليب التي تقيدها وتتعامل معها كإنسانة لها الحق في الحياة…لتعود المرأة العراقية مثل ما عرفها العالم ..وكما عهدناها..كل عام ونساء العالم بخير

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً