أعلن رئيس سلطة المياه م. مازن غنيم، اليوم الثلاثاء، أن مؤتمر المانحين الدولي، الذي عقد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، نجح في جمع 565 مليون دولار، لاستكمال الدعم المالي لأضخم مشروع مائي في فلسطين، لصالح برنامج المحطة المركزية لتحلية مياه البحر.
وأعلن م. غنيم، والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان، والمستشارة د. خيرية رصاص نيابة عن رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، وسفير فلسطين لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي عبد الرحيم الفرا، انطلاق مؤتمر المانحين الدولي.
وانعقد المؤتمر بحضور دولي واسع، واستضافة من الاتحاد الأوروبي، بحضور الداعمين والشركاء الأساسيين في تحقيق برنامج التحلية المركزي، من خلال مواكبة مختلف المراحل السابقة، والتنسيق المتواصل في محاولة لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه البرنامج، وهم بنك التنمية الإسلامي والاتحاد من أجل المتوسط، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الدولي.
وقال م. غنيم: إن إنقاذ حياة 2 مليون نسمة في غزة من الكارثة الإنسانية الوشيكة، يتطلب المضي قدماً في دعم خطة سلطة المياه، وتذليل كافة العقبات أمام تنفيذ أحد أهم أركانها، برنامج محطة التحلية المركزية، والتي ستُنتج 55 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً، بالإضافة إلى المساهمة في وقف استنزاف الخزان الجوفي، والتخفيف من التدهور البيئي لمياه البحر وتوفير آلاف فرص العمل، مما سيسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف م. غنيم: على الرغم من الظروف الصعبة، فان الحكومة الفلسطينية وبمساندة الدول المانحة والصديقة، نجحت في تنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية، التي كان لها الأثر في التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة، وكمثال حقيقي إنجاز مجموعة كبيرة من المشاريع ومجموعة أخرى قيد التنفيذ وشملت إنشاء ثلاث محطات تحلية صغيرة الحجم، وثلاث محطات معالجة لمياه الصرف الصحي، وستة عشر خزاناً للمياه، وكل ما رافق هذه المشاريع من خطوط ناقلة ومضخات التي تأتي جميعها ضمن خطة سلطة المياه المتكاملة لمواجهة الوضع المائي الكارثي.
وفي كلمة رئيس الوزراء، أكدت د. خيرية رصاص، أن المؤتمر يحمل رسالة أمل لشعبنا في غزة، وأن المجتمع الدولي يلعب دوراً أساسياً في عدم إهمال هذه المعاناة، بل يعمل بجد وتصميم لمعالجة الوضع المائي السيئ في غزة.
وأضافت د. رصاص إن البدء في تنفيذ برنامج المحطة المركزية سيساهم في الاستقرار السياسي في قطاع غزة، فندرة المياه يمكن أن يكون لها تداعيات قاتمة وتثير مزيد من التوترات.
من جانبه، أكد يوهانس: "لقد تم تصميم هذا المشروع لتلبية غالبية احتياجات المياه في غزة، وتوفير مياه الشرب والمساهمة في نفس الوقت في النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية والاستقرار".
وأضاف يوهانسن "أنا فخور بأن الاتحاد الأوروبي تعهد بمبلغ 70 مليون يورو، بالإضافة إلى 7.1 مليون يورو للأمور الإدارية، وأعتز بنجاح مؤتمر المانحين اليوم، ليصبح تحقيق البرنامج أقرب إلى الواقع".
من الجدير ذكره أن نجاح المؤتمر اليوم في حشد التأييد الدولي، وتكاتف كافة الجهود من أجل إنقاذ غزة، يأتي بعد الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه الأسبوع الماضي خلال احتفال الحكومة وشركائها الدوليين بافتتاح (محطة معالجة المياه العادمة لشمال قطاع غزة) بقيمة 125 مليون دولار، وهذا ما لا يدع مجالا للشك بقدرة سلطة المياه الفلسطينية، بإدارة وتنفيذ المشاريع المائية الكبرى.
يذكر، أن انعقاد المؤتمر، يأتي بالتزامن مع مشاركة فلسطين ممثلة بسلطة المياه في منتدى المياه العالمي الثامن في البرازيل لطرح قضية المياه الفلسطينية، والتحديات التي تواجهها كدولة تحت الاحتلال