اتجه الشباب في العالم العربي إلى استغلال الإنترنت في الجانب التعليمي، كونه يساهم في تبسيط العلوم الجامعية بما يواكب تطور العلم، وما يثريه المحتوى الالكتروني من دورات تدريبية تعليمية لقت رواجاً واسعاً في الآونة الأخيرة، نظراً لجودة التعليم والمحتوى العلمي المتميز والمتطور، ولرخص المقابل المادي مقارنة بجودة المحتوى، حتى إن بعض الدورات التعليمية الافتراضية تكون مجانية.
يتم تقديم تلك الدورات عبر مواقع مخصصة لذلك، وتلك المواقع كثيرة ومتنوعة في محتواها وفي طريقة شرحها وطريقة الدفع والاستلام، وقد تظن أن تلك المواقع أو الدورات باللغة الإنجليزية فقط، لكن بالفعل هناك مواقع عربية تقدم نفس الخدمة ومحتواها ليس أقل من محتوى المواقع الأجنبية.
يساهم حصول الفرد على الدورات التدريبية المتخصصة، على الصعيد الوظيفي،أو التعليمي إلى زيادة وتحديث معلوماته، واكتساب مهارات جديدة وخبرات تزيد من كفاءة أدائه، سواء في عمله الحالي، أو تحسين مستوى ثقافته مستقبلاً، لذا دائماً يسعى الفرد إلى البحث عن التطور بما يناسب طموحه وأهدافه، ولا يكون ذلك إلا من خلال الدورات التدريبية المتخصصة التي تمنحه الخبرة العلمية والتطبيقية الحديثة، وتحويل المهارات المكتسبة التي لديه إلى واقع عملي ملموس، ليكون بذلك مواكباً لمتغيرات وظروف سوق العمل، بجانب أنها تساعده على أداء الواجبات المطلوبة منه والمتوقعة بطريقة صحيحة.
أهداف الدورات التدريبية ولماذا يجب أن نلتحق بها؟
بعد أن يتخرج الطالب من الجامعة ويدخل لسوق العمل، قد يجد نفسه غير مؤهل بعد، ولا يتم قبوله في أي وظيفة لضعف سيرته الذاتية.
لذلك تمثل الدورات التعليمية الافتراضية مكملا للدراسة الجامعية، ويمكن إضافتها في السيرة الشخصية أسفل عنوان التعليم الذاتي، يعطي هذا انطباعا لدى مديرك بأنك شخص طموح ويهتم برفع قدره وزيادة علمه، كما يدل ذلك على اعتمادك على نفسك واطلاعك على كل ماهو جديد حولك للحاق بركب التطور العلمي والصناعي الرهيب الذي يحدث في العالم أيامنا هذه. بالطبع هذا بجانب استفادتك الشخصية من العلم وجعلك إنسانا متحضرا ذو قدر رفيع.
أنواع الدورات التدريبية
الدورات التدريبية متنوعة، وليست مقتصرة على مجال معين، فهناك الدورات القيادية والإدارية والتخطيط الإستراتيجي، ودورات الذكاء القيادي والتنفيذي، وغيرها الكثير، وهذه الدورات تخضع لمعايير علمية وتقييم، بحيث يحرص المتخصصون قبل بدء أي دورة تدريبية على تحديد احتياجات المستفيدين منها بما يتوافق مع الأهداف والخطط التي يتم وضعها من قبل المدرب، وفي نهاية الدورة التدريبية، يتم تحديد العائد الرئيسي منها، وهو مدى اكتساب المستفيد من هذه العلوم التي خضع لها لفترة وجيزة.
وتعتبر الدورات التدريبية واحدة من أهم السبل التي ينبغي على الفرد البحث عنها والالتحاق بها بما يتناسب مع إمكانياته؛لأنها ستساعده على زيادة المعلومات والأفكار المتجددة عن طبيعة عمله، بجانب أنها ستساهم في تغير سلوكه بشكل إيجابي، وبالتالي عندما يلتحق بأي وظيفة، ستساعده هذه الخبرات على رفع مستوى الكفاءة الإنتاجية بالنسبة له، وأيضاً زيادة المهارات التي تمكنه من الوصول إلى مستوى الإبداع.
تقييم الاستفادة من الدورات التعليمية الافتراضية:
تعد عملية التقييم للمحتوى الذي تعلمته هي الدليل على أنك استفدت من المادة العلمية حق استفادة، وتشربت معلوماتها والإثبات على أنك حققت المطلوب، لكن كيف تتم عملية التقييم؟ قبل بداية التقييم يجب أن يكون تقييمك موضوعي وخاليا من أي آراء شخصية أو قناعات مسبقة، دون الوقوع في خلط المفاهيم.
أولا:
قارن بين معرفتك وسلوكك ومهاراتك قبل وبعد الدورة التعليمية يمكنك أن تفعل ذلك عن طريق الكتابة وتدوين كل أمر جديد تعلمته أو اكتسبته، وتكون عملية المقارنة سهلة وموضحة لمدى استفادتك.
ثانيا:
التحديات والصعاب التي واجهتك، حدد مشاكلك التي اعترضت طريقك أثناء عملية التعلم، ولا تخشى من التحديات فهي ضرورة ولابد التغلب عليها، وبعد التغلب عليها يبدو حجم التغير واضحا.
ثالثا:
اسأل كثيرا استخدام الأسئلة من أقدم وأفضل الطرق المستخدمة في التقييم، اسأل أسئلة دقيقة ومحددة وجاوب عليها بنفس الدقة، مثلا: ما هو الاعتقاد الخاطيء الذي صوبته لي تلك الدورة؟ وهذا السؤال من عشرات الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك.
ويشكل التقييم أهمية كبيرة، فعن طريق تلك العملية يمكن التعرف على درجة كفاءة الدورة والموقع الممول لها، وبناء علي ذلك تحدد إن كنت ستكرر التجربة أم لا، ومعرفة الخطوة القادمة، فستوضح لك إن كنت ستسلك طريقًا آخرًا بعيدًا عما تعلمته في الدورة أم أنها فتحت أمامك بابًا لم تكن تراه.
إن التعليم عملية مستمرة مادام الإنسان حيًا، و الدورات التعليمية الافتراضية غير مرهونة بسن معين، أو بمكان معين، لذلك فإنها تعد فرصة عظيمة جدًا لتعلم ما فاتك، أو علامة تخبرك أن الوقت قد حان لتغير حياتك بتغيير اهتماماتك.