مئات الإصابات في «جمعة العمال» على حدود غزة… والمتظاهرون يتحدون قرارات إطلاق النار الإسرائيلية
الهيئة التنسيقية تشيد بإنجازات «مسيرة العودة»... والصحة تتهم الاحتلال بارتكاب «جرائم ممنهجة»
اندلعت مواجهات عنيفة على حدود قطاع غزة، في سياق إحياء فعالية «جمعة عمال فلسطين»، وهي الجمعة السادسة لـ «مسيرات العودة»، أسفرت عن إصابة العشرات من المتظاهرين بجراح وحالات اختناق، وذلك بعدما وصلت حشود بشرية كبيرة من المشاركين إلى منطقة السياج الفاصل، ورشقوا هناك جنود الاحتلال بالحجارة، رغم التهديدات الشديدة التي أطلقها قادة إسرائيل، في مسعى لإخافة المتظاهرين الذين يستعدون لـ «يوم الزحف الكبير» منتصف الشهر الجاري.
وقالت وزارة الصحة إن أكثر من 350 شخصا من المشاركين في المسيرة أصيبوا بجراح متفاوتة، خلال المواجهات التي اندلعت في عدة مناطق حدودية تقع إلى الشرق من قطاع غزة، بينهم من نقل إلى المشافي، فيما عولج آخرون ميدانيا.
وأكد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، ان الاحتلال ارتكب «جرائم ممنهجة» بحق المشاركين في مسيرة العودة السلمية خلال الأيام الماضية.
واندلعت المواجهات تلبية لدعوة الهيئة التنسيقية لمسيرة العودة، وقيادة الفصائل بإحياء الجمعة السادسة تحت شعار «»جمعة عمال فلسطين»، بهدف تسليط الضوء على أوضاع هذه الطبقة جراء الحصار الذي رفع من معدلات الفقر والبطالة.
وفي مسعى لترويع المتظاهرين، أطلق جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت، تحذيرات للمتظاهرين من الاقتراب من السياج الفاصل، توعدتهم بإطلاق النار من قبل القناصة.
تجهيزات إسرائيلية مبكرة
واستبق جيش الاحتلال اندلاع المواجهات، وعزز من قواته العسكرية الموجودة على طول الحدود مع قطاع غزة، بغية وقف زحف المتظاهرين.
وأصيب ثلاثة جنود من جيش الاحتلال، حسب ما أعلنت مصادر عسكرية، إثر انقلاب شاحنة عسكرية كانوا على متنها قرب قطاع غزة.
ورغم الانتشار الكبير لجنود القناصة الذين أطلقوا النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، إلا أن شبانا من المشاركين في فعاليات الأمس، تمكنوا من اقتلاع أجزاء كبيرة من السياج الشائك الذي وضعه جيش الاحتلال في مناطق حدودية عدة، بهدف صد المتظاهرين ومنع وصولهم إلى منطقة السياج الإلكتروني الفاصل بهدف اجتيازه.
وقام هؤلاء المتظاهرون بجر هذه الأسلاك إلى داخل حدود غزة، فيما قام آخرون بإشعال النيران في إطارات السيارات، ورفعوا الأعلام الفلسطينية قرب الحدود، فيما شهدت المواجهات تمكن الشبان المشاركين من إطلاق «طائرات ورقية حارقة» أسقطوها في القسم الآخر من الحدود، ما أدى لاندلاع حرائق في الأحراش الإسرائيلية، فيما تمكن آخرون شرق مدينتي خان يونس ورفح من إسقاط طائرتين صغيرتين من التي يستخدمها جيش الاحتلال في عمليات التصوير.
جاء ذلك فيما أبقت قيادة جيش الاحتلال على إطلاق النار المشدد تجاه المتظاهرين، وأعلنت عن اعتقال أحد الشبان، بعد اجتيازه الحدود الفاصلة شمال غزة، كما أصدرت أوامر باستهداف مطلقي الطائرات الورقية المحترقة، التي تسببت خلال الأيام الماضية في اشتعال الحرائق في الكثير من الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الجيش يدرس «عملا عسكريا» لوقف الطائرات الورقية المحترقة، التي يطلقها النشطاء المتظاهرون، فيما طالب وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان الجيش باستهداف مطلقي الطائرات الورقية عبر «طائرات الاغتيالات».
واستعداد لتلك المواجهات التي تتعمد فيها قوات الاحتلال استخدام «القوة المميتة»، ضاعفت وزارة الصحة من جهودها في المشافي والمراكز والنقاط الطبية المقامة على الحدود، رغم معاناتها من وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، لكثرة أعداد المصابين.
وشرعت منذ مساء الخميس بتنفيذ «خطة الطوارئ» بتجهيز مشافي قطاع غزة، لاستقبال الحالات والمصابين، لتسهيل التعامل معهم وإجراء العمليات اللازمة.
الفصائل تطالب بالدعم
إلى ذلك فقد دعا أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إلى «أخذ الدروس والعبر مما يسطره الفلسطينيون أطفالا وشيوخا ونساء بصدورهم العارية»، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى توجيه بوصلتهم من جديد نحو فلسطين.
وشدد المدلل في تصريح صحافي على ضرورة تقديم كل الدعم لقطاع غزة، مؤكدا على الاستمرار في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» حتى تحقيق الأهداف التي وضعت لها.
وأشار إلى زيادة الحشود المشاركة في فعاليات «مسيرة العودة»، مشيرا إلى أن تسمية عنوان الجمعة السادسة «جمعة العمال» يأتي في سياق «تفاصيل القضية الفلسطينية ومفرداتها بدءا بيوم الأرض، مرورا بجمعة الشهداء والأسرى، وليس انتهاء بجمعة عمال فلسطين».
وأشار إلى «إبداعات» الشعب الفلسطيني في هذه المسيرات بدءا بـ «الطائرات الورقية» و»الكاوتشوك»، التي قال إنها «أربكت العدو المحتل على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية».
من جهته أكد عضو اللجنة التنسيقية العليا لمسيرات العودة محمد الحرازين، أن المسيرات «حققت نتائج كبيرة»، لافتا إلى أن هذه الفعاليات تعد «محطة مهمة من محطات شعبنا الجهادية»، لافتا إلى أن منتصف الشهر الجاري سيكون «محطة كبرى فيها».
وقال في تصريح صحافي «الاحتلال الإسرائيلي مرتبك أمام مشهد الصمود وإبداعات الشباب الثائر في الميدان»، مشددًا على «ضرورة المواصلة والمراكمة على الإنجازات التي تحققت»، مشيرا إلى أن المعركة تحتاج إلى «نفس طويل»، وإكسابها مزيدا من الزخم الجماهيري.
وأضاف «الميدان هو أكثر ما يرعب الاحتلال»، مشيرا إلى ما حققته «الطائرات الورقية « من التسبب بخسائر مادية فادحة، استنزفت ميزانية الاحتلال وأرعبت مستوطنيه حول غزة.
من جانبه كان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أجرى جولة مكالمات هاتفية مع رؤساء البلدات المجاورة لقطاع غزة، والذين طالبوه بإيجاد حل سريع للطائرات الورقية التي كبدتهم خسائر فادحة.