حماس تتحدث عن تجنيد واخراج مئات من المتظاهرين، للمشاركة في مسيرات العودة يوم الجمعة القادم. في إسرائيل يقدرون بأنه حتى لو خرجت المظاهرات عن السيطرة، ونجح الفلسطينيون في اختراق الجدار، لن يكون هناك أكثر من مئة قتيل.

الحديث بالجثث يبدو جنونا، ولكن الطرفين يتجهان نحو هذا الصدام، فهذه الأعداد لا تبدو غير واقعية لمن رأى الأحداث يوم الجمعة الماضي، فهؤلاء الشبان من الصعب التحكم بهم، حتى حماس فقدت السيطرة عليهم.

حماس تقول بأنه في أيام الذروة للمواجهات، التي ستحدث يوم النكبة وفتح السفارة الأميركية في القدس، ستنجح في تجنيد مئات آلاف الاشخاص، في إسرائيل يقدرون بأنه رغم الجهد في الجانب الفلسطيني، لن تنجح حماس في أن تجند أكثر من مئة الف شخص.

في مسيرات يوم الجمعة الماضية، رغم المواجهات  العنيفة واقتحام الجدار في عدة اماكن، لم يقتل أي فلسطيني. هذا لم يكن صدفة. فالجيش يبذل بالفعل جهودا جبارة لتخفيض كمية المصابين بالنار الحية، باستثناء حالات شاذة.

فعلى كل مجموعة قناصة تم وضع المسؤولية بيد قائد كتيبة، وهو فقط يقر متى يجب فتح النار. كل رصاصة تطلق تعد وتسجل. كل رصاصة تتسبب بإصابة تتجاوز الاصابة في الارجل يجري التحقيق فيها لدى قائد الفرقة، العميد يهودا فوكس، هو الذي يوجه القناصة بشكل شخصي.

الكل يستعد للانفجار الذي سيقع، الأسبوع القادم، وكأن الحديث يدور عن قدر محتم. المنظومة الأمنية الإسرائيلية منشغلة جدا بأحداث يوم 15 ايار.

في الجيش يتوقعون سيناريويهن محتملين: 

الأول: كمية المصابين في الجانب الفلسطيني تخلق وضعا لا تقدر فيه حماس على لجم الذراع العسكري، ومن ثم اندلاه مواجهة عسكرية، قد تتطور الى حالة حرب جديدة في القطاع.

والثاني: بعد انفجار الـ 15 ايار، والذي يبدو أنه لم يعد ممكنا منعه، ستظهر في الساحة مبادرة سياسية – اقتصادية تعطي جوابا للحصار. ويدور الحديث بالأساس حول تنفيذ الخطة التي بادر اليها منسق أعمال الحكومة في المناطق في السابق، بمباركة الحكومة، التي تجند مجموعة من الدول التي تبدي الاستعداد منذ الان لتنفيذ مشاريع بنية تحتية في القطاع بحجم غير مسبوق في مجال المياه، المجاري والكهرباء. ويوفر تدفق الأموال حلا تشغيليا لسكان القطاع وبصيص نور للمستقبل.

حتى اليوم، فإن كل مسيرة اعمار غزة مرت عبر آلية مرتبطة بالمؤسسات الدولية وبالسلطة الفلسطينية.  فليس للدول الاوروبية وللولايات المتحدة أي قدرة على العمل مباشرة مع حماس في القطاع، طالما كان المفتاح في يد أبو مازن.

يتعين على حكومة إسرائيل أن تتخذ قرارا مصيريا: هل تسمح بنشاط انساني في القطاع باستثمار مئات ملايين الدولارات، من خلال آليات تتجاوز السلطة الفلسطينية؟ لا يبدو أن هذه الحكومة مبنية لذلك.

لكل هذا الجنون قد يفرض الحل، اليوم تنقل حماس لإسرائيل رسائل أنها معنية بهدنة. وهناك في حماس من يرغب بالحديث عن الهدنة، لكن هناك عدة أنواع من التخمينات حول مضمون هذه الهدنة. 

إسرائيل غير مستعدة للحديث مع حماس، أما مصر فمستعدة، لعل هذا هو الوقت لتجاوز السلطة الفلسطينية، لإعطاء احتمال للحوار الذي قد ينجح في وقت يدور فيه الحديث عن حرب ضد القطاع.

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

  1. Duclimi
    2021-03-12

    http://vsdoxycyclinev.com/ - buy doxycycline for humans

أترك تعليقاً