القاهرة – أحمد رمضان: «حسبي الله ونعم الوكيل، ماذا سنفعل، وماذا ينتظرنا، وهل سيكون هناك أي تحرك لإعادة العمل في الموقع من جديد، لدينا التزامات ولا يوجد أي دخل مادي آخر غير ما نتحصل عليه من عملنا في الموقع، حتى النقابة لا تعترف بنا»، هذا ما قالته صحافية شابة تعمل في موقع «المصريون» رفضت ذكر اسمها.
صحافية أخرى في «المصريون» نور محمد – اسم مستعار – قالت إن الإدارة أبلغتها أنها لا تعرف ماذا عليها أن تفعل أمام الالتزامات الخاصة بالزملاء الصحافيين، نشعر بخيبة أمل، لم ندعم الإرهاب أو حتى نروج له، كل ما فعلناه أننا مارسنا عملا صحافيا ليس على هوى السلطة القائمة.
فيما قال الشاب أحمد أمين، الصحافي بموقع «البداية»، إن معلومات شبه مؤكدة وصلت إليهم تؤكد أن المواقع الصادر في حقها قرارا بالحجب لم تنته، أنها تشمل أيضا «البداية» و»البديل»، ولكن حتى الآن لازال الموقعان يعملان دون أي مشاكل تقنية.
ويضيف: «تشاورنا حول المسارات المتاحة أمامنا، إما التحرك القانوني – حال انضمام الموقع لقائمة الحجب – أو حتى مساندة الزملاء في المواقع الأخرى، أو حتى تأسيس موقعا جديدا يحمل سياستنا التحريرية نفسه، ولكن ذلك كله متوقف على ماذا سنفعل كجماعة صحافية أو مجموعة مواقع تعرضت للحجب.
ركز الصحافيون على الأوضاع المالية السيئة التي يمر بها المحجوبون والتي ستتصاعد الأيام المقبلة مع تشريدهم وحجب مواقعهم، إلى جانب التأكيد على إدانة الواقعة وانتهاكها للحريات الصحافية ولكل المواثيق الدستورية والقانونية التي تكفل حرية الصحافة وعدم مصادرتها أو النيل منها.
وحسب المصادر، فإن موقع «مصر العربية» يضم حوالي 62 صحافيا، 30 منهم من أعضاء نقابة الصحافيين، بالإضافة إلى حوالي 70 صحافيا في موقع «المصريون»، حوالي نصفهم أعضاء بالنقابة، وأيضا 30 صحافيا وتقنيا يعملون في «مدى مصر»، أما موقعا «البورصة» و«دايلي نيوز ايجيبت» – التابعان للشركة والإدارة – فيعمل فيهما ما يقرب من 230 صحافيا وفنيا وعاملا.
صحافي شاب آخر في أحد المواقع المحجوبة، قال إن الإدارة خيرتهم، إما تصفية الموقع تماما وتسريح كافة العاملين فيه، أو تقليل النفقات عبر خفض المرتبات لأقل من النصف.. « لم يكن أمامنا خيار آخر، وافقنا على خفض المرتبات، أقل من النصف أفضل بكثير من التسريح».
ويقول صحافي آخر، من موقع «البداية»: «نواجه منذ اللحظة الأولى لتأسيس الموقع أزمة فيما يتعلق بالميزانية، نستطيع أن نقول إن الموقع يتم تمويله ذاتيا، ولكن الأزمة تفاقمت بعد الحجب».
ويضيف: «ربما علينا أن نبحث عن أدوات جديدة للاستمرار في العمل، ولأن القرار الأكيد هو الاستمرار وعدم التسريح أو التصفية، نعمل تحت الضغوط الكبيرة ولكن سنرى ماذا سيحدث».
كان قرار مواقع مثل «مدى مصر» و«مصر العربية» و»البداية»، من اللحظة الأولى الاستمرار في تقديم الخدمة عبر صفحاتها على «فيسبوك»، مؤكدين أنهم مازالوا يبحثون عن طريقة لمواجهة الحجب، تكون بسهولة الدخول على الموقع مباشرة.
وقبل فترة، دشن صحافيون وسياسيون وحزبيون، حملة تدوين واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، على هاشتاغات #ضد_الحجب و#الصحافة_مش_جريمة، حققت انتشارا واسعا في وقت قصير جدا، وبعثت برسالة إلى السلطات المعنية.
لكن الحملة الإلكترونية خفتت كثيرا، والصحافيون «المحجوبون» وجلهم من الشباب مازال ينتظرهم مصير مبهم لا يبدو أنه سوف ينفرج في القريب العاجل.