سالم كردوقلي يطلق على نفسه اسم سام كيردوغلي. ليس حباً بمناداته سام، وإنما لتجنب الأحكام المسبقة والتمييز في التوظيف. يقول سالم في صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «سالم ليس اسماً غربياً. فإذا قلت إن اسمي سالم كيردوغلي، فلن يتم استدعائي إلى مقابلة بسبب انتمائي الأتني، وهذا أمر مؤكد». ويضيف: «في كيبيك يعتبر التمييز حقيقياً لدى البحث عن فرص عمل للمرشحين من بلدان شمال أفريقيا». ويستند إلى إحصاءات كندا التي تشير إلى أن معدل البطالة بين المغاربة هو 11.5 ٪، مقارنة بـ5.6 ٪ لمواطنيهم الكيبيكيين أي حوالى الضعف.
ولد سالم في الجزائر. ووصل إلى كيبيك مع عائلته في سن العاشرة، وعمره اليوم 29 سنة. تخرج في مدرسة مهنية عامة في بلاتو مونت رويال. ويحمل شهادة في الخدمات اللوجستية الفنية. وعندما انخرط في سوق العمل كان يعاني من تدني راتبه (25 ألف دولار سنوياً) وهو أقل من رواتب معظم زملائه وأصدقائه الذين تخرج معهم، على رغم أنه كان الأفضل بينهم في الدراسة.
أربع شكاوى:
بعد خمس سنوات عمل في شركة SNC-Lavalin. وحظي بمقابلات عديدة مع أرباب العمل. وفي كل مرة كان يسأل فيها «من أين أتيت؟»، وكان يعلم في قرارة نفسه أنه لن يحصل على وظيفة. واقترحت عليه إحدى أقاربه تقديم شكوى إلى محكمة حقوق الإنسان. فتقدم بأربع شكاوى ضد ألستوم- Alstome ، ومن قبلها شركة «La Vie en Rose . وبعدها شركة Multibar Foods. وأخيراً شركة Access International. وتم الاستماع لدى المحكمة تباعاً إلى القضايا الأربع.
وطالب سالم شركة LA Vie en Rose بمبلغ 75.000 دولار أميركي و50.000 دولاراً كضرر معنوي و25000 دولار كتعويض عقابي. ووجدت محكمة حقوق الإنسان أن مبلغ 5000 دولار «كافٍ للتعويض عن الأضرار المعنوية» التي تعرض لها.
ومن المتوقع صدور القرار في قضية Multibar Foods قريباً.
أما بالنسبة إلى شركة Access International، فلم تنجح الدعوى، لأن صاحب العمل نفى أن يكون قد «سألني عن أصلي واسمي» كما يقول.
وخلاصة ما توصل إليه سالم من قناعة هو: «عندما يكون لديك سيرتان ذاتيتان، واحدة باسم سالم كيردوغلي والثانية باسم ينتمي إلى عائلة كيبيكية مثل (مارتان ترامبليه)، وكلاهما لهما المؤهلات العلمية والمهنية والتجارب والمهارات نفسها، فمن الطبيعي أن يتم اختيار الثاني».
ويعتقد سالم أن هناك نسبة عالية من العنصريين في المجتمع وسوق العمل الكيبيكيين.
«وأعتقد ككيبيكي جزائري أن هذا التمييز المشين ينبغي أن يتوقف ولا يليق بمكانة كيبيك وكندا الإنسانية».
ويعلق سالم على قرارات محكمة حقوق الإنسان الكندية بالقول: «أرى أن هذا التمييز العنصري ينبغي أن يتوقف ولا يليق بمكانة كيبيك وكندا الإنسانية. وأنا أتفق مع المحكمة. والطريقة الوحيدة لمحاربة التمييز هي فرض غرامات كبيرة على أرباب العمل الذين يحرمون الشباب فرص العمل على أساس عرقهم أو اسمهم أو دينهم أو لهجتهم».
وفي سياق مماثل أصدرت الأسبوع الماضي محكمة لجنة حقوق الإنسان وحقوق الشباب (CDPDJ) لدى مقاضاتها لواحد من أكبر أرباب العمل في القطاع الخاص في منطقة كيبيك (شركة Aluminerie de Bécancour (ABI)، حكمها بانتهاك العديد من مواد ميثاق الحقوق والحريات، وبعدم دفعها للطلاب الأجر نفسه بالساعة كما هو الحال بالنسبة للموظفين العاديين. ويعمل في المصنع أكثر من 250 طالباً (بينهم عشرات من الطلاب العرب) في دوام عمل جزئي (في العطل اليومية والأسبوعية وفي عطلة الصيف). ويقصدونه على رغم بعده عن مونتريال، لارتفاع أجره اليومي البالغ حوالى 40 دولارا بالساعة. إلا أن المصنع لا يدفع لهؤلاء الطلاب سوى 31 دولاراً في الساعة، مع أنهم يقومون بالعمل نفسه. الأمر الذي دفعهم إلى رفع شكوى ضد إدارة المصنع. وتوجب عليه أن يدفع لمجموع الطلاب مبلغاً يتراوح بين مليون ومليونين ونصف دولار.
(CATV-الحياة)