يوم الأحد الحادي عشر من الشهر الأول للعام 2015، فوض الشعب الكرواتي أمره إلى كوليندا غرابار كيتاروفيتش، وأدلى بأصواته لصالح أن تكون صاحبة السنوات الـ46 والباع السياسي والدبلوماسي الطويل السيدة الأولى الأصغر سناً التي تتربع على سدة رئاسة البلاد، وتفوز بقلوب الكثيرين عبر محطات مضيئة متعددة من مسيرتها ومآثرها الرئاسية التي حطت آخر رحالها في منصة كبار الشخصيات في ملعب سوتشي الروسي، حيث شاهد الملايين حماسة منقطعة النظير لرئيسة قلّ نظيرها، كما في عدد من المجالات، في الإعراب عن روح رياضية عالية وفخر عارم بوصول منتخب بلادها لنهائيات كأس العالم.
حمسّت كوليندا ربما باللغات الثماني التي تتقنها انتقال منتخب كرواتيا للنهائي، فالسيدة الكرواتية الأولى تتقن العديد من اللغات من بينها الفرنسية والألمانية والإيطالية اكتسبتها بعد سنوات طويلة من الدراسة خارج موطنها الأم.
ولدت كيتاروفيتش في 29 أبريل 1968 في رييكا، ثالث أكبر المدن الكرواتية، لصاحب مزرعة وملحمة في قرية لوباكا حيث ترعرعت. وانتقلت في سن السابعة عشرة كجزء من برنامج تبادل الطلاب إلى لوس ألموس في نيو مكسيكو، وتخرجت من ثانويتها عام 1986، وأنهت عام 1993 تخصصها الجامعي تحمل شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي والإسباني من جامعة العاصمة، زغرب. وحصلت في العام 2000 على شهادة الماجستير من الجامعة عينها في مجال العلاقات الدولية.
وتابعت بموجب منحة علومها في جامعة جورج واشنطن. وحصلت على منح من جامعتي هارفرد وجونز هوبكينز. كما أنها تسجلت عام 2015 في جامعة زغرب للحصول على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية.
تنقلت كيتاروفيتش في عدد من المناصب الحكومية والدبلوماسية قبل توليها رئاسة البلاد، حيث شغلت بعد وصولها في العام 2003 إلى السابور أو البرلمان الكرواتي وحتى العام 2005 مقعد وزارة الخارجية، وكانت أول امرأة تحتل مقعد وزيرة الخارجية والتكامل الأوروبي من عام 2005 حتى 2008. دبلوماسياً، مثلت كيتاروفيتش كرواتيا كسفيرة في الولايات المتحدة بين 2008 و2011، وقادت مفاوضات عضوية كرواتيا في الاتحاد الأوروبي وحلف «ناتو» حيث شغلت لمرتين منصب مساعدة الأمين العام للشؤون الدبلوماسية العامة.
وما فتئت كيتاروفيتش، منذ أن رشحها الحلف الديمقراطي الكرواتي اليميني الوسطي لمنصب الرئاسة، تجهد عملاً بشعار الحملة «من أجل كرواتيا أفضل». كوليندا غرابار متزوجة منذ العام 1996 بجيكوف كياتروفيتش ولديهما ولدان. ابنتها كاتارينا البالغة من العمر سبعة عشر عاماً واحدة من أبطال عالم التزلج في فئة الشباب، أما ابنها لوكا فولد عام 2003.
وتعتبر كيتاروفيتش ناشطةً جداً على منصات التواصل الاجتماعي، وتحظى بعدد هائل من المتابعين عبر كل من فيسبوك وانستغرام وتويتر الذي يسجل وجود 73 ألف متابع، إضافةً إلى وجود ما يزيد عن 150 ألف متابع لها عبر انستغرام، وأكثر من 560 ألف شخص يبقى على اطلاع بأخبارها عبر موقع فيسبوك.