حزب المحافظين الذي يمثل المعارضة الرسمية في مجلس العموم الكندي لم يأل جهدا في انتقاد الحكومة التي يتزعمها جوستان ترودو حول خطتها في استقبال طالبي اللجوء (غير النظاميين) أو غير الشرعيين الذين يحاولون دخول كندا عن طريق الولايات المتحدة في حين أكّدت الحكومة الكندية بلسان وزير الأمن العام رالف غودايل أن الحكومة اعتمدت خطة استراتيجية صلبة لمواجهة تدفق اللاجئين وخاصة من الولايات المتحدة.
ودعا حزب المحافظين لعقد جلسة طارئة للجنة الهجرة للبحث في ملف الهجرة غير النظامية التي مصدرها الحدود المشتركة مع الولايات المتحدة في أعقاب مذكرة قدمتها الناطقة الرسمية باسم حزب المحافظين في مجال الهجرة واللجوء ميشيل ريمبيل.
وتعتبر ميشيل ريمبيل وزملاؤها من حزب المحافظين الأعضاء في اللجنة أن تدفق طالبي اللجوء الحالي إلى الحدود البرية لكندا يضع خدمات الاستقبال في المدن الكندية الكبرى مثل تورنتو ومونتريال أمام تحديات كبيرة بسبب نقص التخطيط والموارد وغياب استراتيجية فعالة للحكومة لمواجهة تدفق اللاجئين بوضع غير نظامي إلى الحدود الكندية.
ويؤكد نواب المعارضة أن "أزمة" طالبي اللجوء الذين يحاولون الدخول بصورة غير شرعية إلى كندا من الولايات المتحدة عبر الحدود البرية لأونتاريو وكيبيك لم تنته فصولها بعد بل تم "تطبيعها" من قبل حكومة ترودو حسب رأيهم.
من جهتها تقول الحكومة الكندية ممثلة بوزير الأمن العام رالف غودايل ووزير أمن الحدود الجديد بيل بلير إن الهجرة غير النظامية ليست شأنا كنديا بل هي مشكلة عالمية يواجهها العديد من البلدان.
"يتوجب عدم الاندهاش بأن هذه المشكلة تطاول كندا أيضا ولا يمكننا أن ننتظر وجود حلول سريعة وسهلة لهذه المشكلة المعقدة والشامل"
وحسب المعلومات التي لديه أكّد رالف غوديل أن عدد طالبي اللجوء الموقوفين على الحدود الكندية هو في أدنى مستوى منذ مطلع العام الحالي.
وأشار رالف غودايل بالمناسبة إلى أن الحكومة الكندية مستعدة لتعديل الاتفاق مع الولايات المتحدة الذي مضى عليه ما يقرب من 20 عاما حول البلد الثالث الآمن وأن الاتصالات مع الولايات المتحدة لم تنقطع.
وأكّد غودايل أن كندا لا تواجه أزمة حسب المحافظين بل تحديا وضمن بأن حكومته تملك خطة استراتيجية صلبة لمواجهة ارتفاع محتمل لعدد طالبي اللجوء إلى الحدود الكندية.
واعتبر رالف غودايل أن الاستراتيجية التي صاغتها حكومته "مرنة" وقادرة على التكيف حسب الحاجات والأوضاع الطارئة.
من جهته، وزير أمن الحدود الجديد بيل بلير الذي قام بزيارة لنقطة عبور طريق روكسهام في لاكول في كيبيك أوضح كيف أن كافة الوكالات الحكومية الموجودة على الأرض تتعاون في ما بينها بشكل مثالي وبدون ثغرات مبديا إعجابه بالطريقة التي تتم فيها العمليات.
أما في ما يتعلق بوزير الهجرة الفدرالي أحمد حسين فقد مثل هو أيضا أمام اللجنة ليشرح ما يتعلق بوزارته من استراتيجية الحكومة.
كما تستمع اللجنة إلى موظفين من خدمات الحدود وعناصر من الشرطة الكندية ومحامين عن اللاجئين وموظفي بلديات وممثلين عن أمنستي أنترناسيونال ووكالة الأمم المتحدة للاجئين في كندا (مفوضية الأمم المتحدة)
بالإضافة لوزيرة الطفولة والخدمات الاجتماعية في أونتاريو ليزا مكلاود.
من جهته ممثل الأمم المتحدة للاجئين نيكولا بوز أعلن من جهته بأن كندا لم تستقبل سوى 0.2% من أصل 25 مليون لاجئ حول العالم مؤكدا أن كندا لا تعاني من أزمة لجوء وأن كندا تملك الوسائل الكفيلة باستقبال لاجئين جدد.
يشار إلى أن حزب المحافظين يطالب حكومة جوستان ترودو بالكشف عن الكلفة الحقيقية المترتبة على اللجوء والخطة لإدارة تدفق طالبي اللجوء.
راديو كندا/راديو كندا الدولي