بريتيش كولومبيا واحدة من بين عدد من المقاطعات الكنديّة التي تعمل على احتواء أزمة مخدّر الفانتانيل وأشباه الأفيونيّات بصور إجماليّة.
وتنقل وسائل الإعلام من حين لآخر أخبارا عن وفيات تحصل بسبب تناول جرعات مفرطة من مخدّر الفانتانيل، وهو في الأصل دواء مستخدم للتخفيف من آلام مرضى السرطان.
والفانتانيل متوفّر في الصيدليّات ويتعذّر الحصول عليه من دون وصفة طبيب، ويستخرج المدمنون مادّة تدخل في صنع الفانتانيل المباع على شكل لصاقات جلديّة ويستخدمونها على شكل حقن مخدّرة.
وفي بريتيش كولومبيا، تلقّت خدمات الإسعاف في يوم واحد الأسبوع الماضي، 130 اتّصالا تتعلّق بتناول جرعات مفرطة، رغم أنّ عدد الوفيات الناجمة عنها تراجع خلال العام الحالي مقارنة بالعام الفائت 2017.
ويعود آخر رقم قياسي من الاتّصالات في يوم واحد في المقاطعة إلى نيسان ابريل من العام الفائت.
ويشكّل عدد الاتّصالات المرتفع برقم الطوارئ في حالات الجرعات المفرطة تحدّيا لموظّفي خدمة الطوارئ في الخطّ الأمامي كما قالت ليندا لوبيني نائبة رئيس إدارة هذه الخدمة.
والأزمة كانت صعبة في بريتيش كولومبيا حتّى قبل أن تعلن المقاطعة حالة الطوارئ لمواجهتها عام 2016.
تقول المسؤولة الطبيّة في بريتيش كولوبيا بوني هنري في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة إنّ الوضع صعب رغم جهود حكومة المقاطعة لاحتوائه.
وما حدث الأسبوع الفائت شكّل ذروة في ارتفاع عدد الاتّصالات بسبب جرعات مفرطة حسب قولها.
وتعزو السبب إلى مجموعة من العوامل، من بينها وجود كميّات من المخدّرات السامّة في الشوارع، فضلا عن أنّ الحالات لم تكن محصورة في منطقة معيّنة.
وثمّة حسب رأيها، أبعاد إيجابيّة تتمثّل في ارتفاع عدد المتّصلين، ممّا أتاح تجنّب حدوث وفيات من جهة، وعبّر من جهة أخرى عن ثقة المتّصلين بالسلطات الصحيّة وقدرتها على مساعدتهم عند الحاجة.
وكان جون هورغان رئيس حكومة بريتيش كولومبيا قد أثنى على مهنيّة مسعفي الخطّ الأوّل وفعاليّة نظام المساعدة الذي وضعته المقاطعة لحماية المدمنين ومساعدتهم.
وأشار إلى أنّ الحكومة زوّدت المسعفين بمادّة نالوكسون، ترياق المخدّرات، وبتقنيّات تساهم في تجنّب وفاة المدمنين الذين يتناولون الجرعات المفرطة.
ولا تخفي المسؤولة الطبيّة بوني هنري أنّ المشكلة ما زالت قائمة، ولكنّها جهود الحكومة لاحتوائها بدأت تؤتي ثمارها شيئا فشيئا.
"مراكز الوقاية من الجرعات المفرطة التي وفّرتها الحكومة للمدمنين ساعدت الكثيرين على تجاوز محنتهم ومساعدة بعضهم البعض على استخدام مادّة نالوكسون عندما يستدعي الأمر ذلك": بوني هنري المسؤولة الطبيّة في بريتيش كولومبيا.
وتعتبر أنّ أزمة أشباه الأفيونيّات تؤثّر على المجتمع بأسره، والحديث عنها يساعد في الحلول، وما زالت هنالك حسب قولها وصمة عار مرتبطة باستخدام المخدّرات، ممّا يؤثّر كثيرا في المدمنين الشباب الذين يحجمون عن الإفصاح عن مشكلتهم.
وترى بوني هنري أنّ إضفاء صفة الجرميّة على المدمنين لا يساعد في الحلّ، لا سيّما في الحالات التي تعثر فيها الشرطة على كميّة صغيرة مع المدمن لاستخدامه الشخصي.
وتشير إلى أنّ حكومة بريتيش كولومبيا طوّرت استراتيجيّتها الخاصّة بمعالجة الأمراض العقليّة، وترى أنّ تضافر كلّ هذه العوامل يساعد في التخفيف من حدّة الأزمة في المقاطعة.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)