"الاستقرار في مدينة صغيرة سهّل بالنسبة لنا الاندماج في المجتمع الكندي ".
هذا ما قاله لي الأستاذ غيث بشارة الذي وصل قبل نحو سنة مع عائلته إلى كندا واستقرّوا جميعا في مدينة ريموسكي الصغيرة الحلوة الواقعة في شرق مقاطعة كيبيك.
وشكّل عدم معرفة اللغة الفرنسيّة التحدّي الأوّل على طريق اندماجهم، لأنّه يستحيل التعامل مع أيّ جهة من دون اللغة كما قال غيث بشارة في حديث أجريته معه.
وباشر مع زوجته بمتابعة دروس اللغة، ونجحا بفضل ذلك في إقامة علاقات صداقة مع أبناء المدينة.
وتتولّى لجنة استقبال القادمين الجدد في ريموسكي مساعدة الواصلين حديثا، سوريّين كانوا أم غير سوريّين كما يقول ضيفي.
وتسهّل اللجنة على الواصل حديثا التعرّف إلى كيفيّة تدبّر الأمور اليوميّة مهما كانت بسيطة، والأمور الأصعب كالبحث عن منزل وتسجيل الأولاد في المدرسة وفي الحضانة، وإتمام المعاملات الحكوميّة والتعرّف إلى كيفيّة إجراء المعاملات المصرفيّة وسواها.
واليوم وبعد بضعة أشهر على وصول العائلة، أصبحت الأمور سهلة وعاديّة بالنسبة لها، وتمكّن غيث بشارة من الانخراط بسهولة في سوق العمل.
فمدينة ريموسكي بحاجة لليد العاملة كما يقول، ووجد سهولة في مزاولة عمله كمصفّف للشعر وحلاّق للنساء والرجال.
و التعامل مع الزبائن لا يختلف كثيرا عمّا هو عليه في الوطن الأمّ سوريّا، ومع تحسّن لغته الفرنسيّة، أصبح التواصل معهم سهلا كما يقول، ويثني على لطافة الكنديّين وانفتاحهم على الآخرين.
ويقول غيث بشارة إنّ الجالية العربيّة في ريموسكي صغيرة العدد ، و لا يمكن مقارنتها بالطبع بمدينة مونتريال، ومن بين الذين التقاهم، أشخاص من أصول سوريّة وجزائريّة ومغربيّة وسواها كما قال.
ويجد الجميع كلّ ما يحتاجونه تقريبا من منتوجات شرق أوسطيّة، وبالإمكان على شراؤها من مونتريال في كلّ الأحوال، وهذه أمور ثانويّة كما يقول غيث بشارة.
والحديث عن الاندماج لا يكتمل دون الحديث عن فصل الشتاء الكندي، ويقول غيث بشارة إنّ السنة الأولى لم تخل من الصعوبة لأنّه لم يختبرإطلاقا في بلده هذا البرد القارس ولا هذا التدنّي في درجات الحرارة:
ولكنّ الشتاء سهل من ناحية أخرى لتوفّر كلّ أسباب الراحة لمواجهته، وبإمكان من يشاء أن يخرج في درجات دون العشرين مئويّة تحت الصفر شرط أن يرتدي ثياب الشتاء الملائمة.