تجتاز العلاقات الكندية السعودية أزمة غير مسبوقة اندلعت واستعرت على خلفية موضوع حقوق الإنسان في المملكة السعودية.
فالرياض اعتبرت أن دعوة أوتاوا السلطات السعودية لـ"الإفراج الفوري" عن ناشطين حقوقيين سعوديين يشكل تدخلاً سافراً في شؤون المملكة السعودية وتجاوزاً لسلطتها القضائية.
وكانت السفارة الكندية في الرياض قد أعربت عن "قلقها الشديد" إزاء موجة جديدة من الاعتقالات طالت ناشطين حقوقيين في المملكة السعودية، من بينهم الناشطتان نسيمة السادة وسمر بدوي وهما من المدافعات عن حقوق المرأة وشاركتا في حملة المطالبة بإلغاء نظام وصاية الرجل على المرأة في المملكة. وقالت السفارة في تغريدة على موقع "تويتر" يوم الجمعة الفائت "نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم وعن وجميع ناشطي حقوق الإنسان المسالمين فوراً". وكانت دعوة مشابهة قد صدرت عن وزارة الخارجية الكندية.
وسمر بدوي هي شقيقة رائف بدوي، الناشط الحقوقي السعودي المعتقل في بلاده منذ حزيران (يونيو) 2012 والذي تقيم زوجته إنصاف حيدر وأولادهما الثلاثة في كندا وقد حصل الأربعة على الجنسية الكندية مؤخراً.
واتخذت المملكة السعودية قرارات حادة رداً على الموقف الكندي، فاستدعت سفيرها لدى أوتاوا "للتشاور" واعتبرت سفير كندا لديها "شخصاً غير مرغوبٍ به"، وقررت تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة وإيقافَ برامج التدريب والابتعاث والزمالة إلى كندا التي تشمل آلاف الأشخاص. كما أعلنت أمس شركة الخطوط الجوية السعودية إلغاء رحلاتها من وإلى تورونتو، كبرى مدن كندا وعاصمتها الاقتصادية.
وأمس أكدت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أن "كندا ستدافع دوماً عن حقوق الإنسان في كندا وسائر أنحاء العالم" وأن "حقوق النساء هي من حقوق الإنسان".
حاورتُ العضو المؤسس في "الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية" ونائب الرئيس السابق في "الاتّحاد العربي الكندي" المهندس إيهاب لطيّف حول الأزمة الدبلوماسية الحادة بين كندا وشريكها التجاري الأول في العالم العربي.
(راديو كندا / سي بي سي / تورونتو ستار / أ ف ب / رويترز / راديو كندا الدولي)