أعلن البنك المركزي التركي اليوم عن "سلسلة تدابير لدعم الاستقرار المالي واستمرار الأسواق في عملها بصورة فاعلة". وساعد هذا الإعلان الليرة التركية في استعادة جزءٍ من تراجعها المسجل في تداولات اليوم، لكنها رغم ذلك أنهت جلسة اليوم فاقدةً 7% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي، بعد أن فقدت أكثر من 16% من قيمتها يوم الجمعة الفائت.
وفقدت العملة التركية نحواً من 45% من قيمتها منذ مطلع العام الحالي.
والاقتصاد التركي هو السابع عشر عالمياً من حيث حجمه، يحل بعد اقتصاد إندونيسيا وقبل اقتصاد هولندا، وسجّل نمواً قوياً في السنوات الأخيرة، وساعده في ذلك تدني أسعار الفائدة وأيضاً تراجع أسعار النفط. لكن أسعار الفائدة أخذت ترتفع وكذلك أسعار النفط، فبلغ معدل التضخم السنوي 15,9% في تموز (يوليو) الفائت.
وللسياسة المحلية والعالمية دور كبير أيضاً في الأزمة المالية الحادة التي تجتازها تركيا. داخلياً لطالما حثّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المصرف المركزي على عدم رفع أسعار الفائدة.
وعالمياً هناك خلاف سياسي ونزاع تجاري بين أنقرة وواشنطن. فإدارة الرئيس دونالد ترامب فرضت رسوماً على واردات الفولاذ والألومينيوم من تركيا، بنسبة 25% و10% على التوالي، أسوة بما فرضته على دول أخرى من بينها كندا. لكن ترامب أعلن يوم الجمعة الفائت مضاعفة هذه الرسوم لعدم إطلاق تركيا سراح قَس أميركي معتقل لديها.
الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان مُحيّياً مؤيديه المحتشدين أمام المقر الرئيسي لحزبه، حزب العدالة والتنمية، في العاصمة التركية أنقرة بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 حزيران (يونيو) 2018 (Umit Bektas / Reuters)
وأرخت هذه الأزمة المالية الاقتصادية بظلالها اليوم أيضاً على الأسواق المالية. فهنا في كندا أغلق المؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو جلسة اليوم على 16250,75 نقطة، متراجعاً 75,76 نقطة عن مستوى إغلاقه جلسة يوم الجمعة.
وفي نيويورك أغلق مؤشر "داو جونز" الصناعي جلسة اليوم على 25187,70 نقطة، بتراجع 125,44 نقطة. وأغلق مؤشر "ستاندارد آند بورز 500"، الذي يضم أسهم 500 من كبريات الشركات الأميركية، على 2821,93 نقطة، بتراجع 11,35 نقطة. وأغلق مؤشر "ناسداك" الإلكتروني على 7819,71 نقطة، بتراجع 19,40 نقطة.
هل الوضع المالي الاقتصادي في تركيا يبعث على القلق عالمياً؟ طرحتُ السؤال على المستشار في مجال الاستثمارات والائتمان في كندا الأستاذ مراد يوسف حنّوش في حديث أجريته معه بعد ظهر اليوم قبل إقفال الأسواق في أميركا الشمالية بنحو ساعة ونصف.
(أ ب / أ ف ب / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
