قُدّم في مدينة ميسيساغا في مقاطعة أونتاريو في الوسط الكندي السبت الماضي، 11 آب/أغسطس حفل جمع عازفَي الأورغ المصرييَن الشهيرين هاني مهنا ومجدي الحسيني وحمل هذا الحفل عنوان: "لقاء العمالقة".

ويعّد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الفناين بعد مضي 42 عاما على مشاركتهما في آخر أعمال الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ وهي أغنية "قارئة الفنجان". وكانا يومها في ريعان شبابهما وفي بداية مشوارهما الفني الذي تكلّل إلى اليوم بعدة نجاحات وإبداعات وتميّز.

"لقاء العمالقة" اسم جدير بهذه الجولة تحت عنوان: King Tut Egyptian Concert التي تقدّمها مؤسسة "حاتم برودكشن" لصاحبها حاتم غطاس. ويضيف الفنان ورجل الأعمال الأميركي المصري بأنه لم يجهد كثيرا لإقناع العملاقين المصريين في تقديم هذا اللقاء المشترك خصوصا أنهما حافظا على صداقتهما طيلة مسيرتهما الطويلة ولم يحالفهما الحظ في تقديم أعمال مشتركة بعد رحيل العندليب الأسمر في العام 1976.

وتجدر الإشارة إلى أن جولة "لقاء العمالقة" بدأت في كاليفورنيا في الرابع من آب/أغسطس المنصرم وتتابع اليوم في عدد من المدن الأميركية.

 

 

وفي عودة إلى 42 عاما خلى، وقف الشاب هاني مهنا عازف الأورغ بالإيقاع الشرقي التقليدي جنبا إلى جنب مع الشاب مجدي الحسيني عازف الأورغ بالإيقاع الغربي الحديث، وقفا معا بين أعضاء التخت الموسيقي الشرقي الذي عزف ألحان أغنية "قارئة الفنجان" للفنان الراحل عبد الحليم حافظ لأول مرّة في العام 1976، علما أن الأغنية هي آخر ما غنى ابن النيل قبل وفاته وكان استغرق وقت تحضيرها خمس سنوات.

في مقابلتي اليوم مع كل من السيد حاتم غطاس مدير شركة "حاتم برودكشن" والفنان مجدي الحسيني والفنان هاني مهنا غوصٌ في ولادة رائعة "قارئة الفنجان" التي وقّعها نصا شاعر الغزل الدمشقي نزار قبّاني ولحنا الموسيقار المصري محمد الموجي. ويشرح لنا مجدي الحسيني السبب الذي دفع العندليب الأسمر إلى تشكيل فرقته الموسيقية من خليط من الآلات الغربية والشرقية ساهمت في تقديم تشكيلة من الألحان جمعت بين الحديث والتقليدي وبين اللحن البطيء والسريع. كما يكشف ضيفنا عن أسرار رافقت كواليس ولادة الأغنية قبل أكثر من أربعة عقود ويذكر الكلمات التي تم تغييرها من نص القصيدة الأصلية بتوقيع شاعر الغزل.

يقول مجدي الحسيني: إن المخاض الصعب الذي رافق ولادة قارئة الفنجان دفع بالعندليب الأسمر إلى إنذار جمهوره الذي أتى لسماع رائعته الأخيرة في شكل حي في تلك الليلة من العام 1976 إلى القول: إن الأغنية دي صعبة وعايزة سمع جامد وتركيز.

في الصورة ضيوف القسم العربي لراديو كندا الدولي (من اليمين إلى اليسار: الموسيقار هاني مهنا، الموسيقار مجدي الحسيني ورجل الأعمال الفنان الأميركي المصري حاتم غطاس/الصورة تقدمة الاستاذ حاتم منير

في الصورة ضيوف القسم العربي لراديو كندا الدولي (من اليمين إلى اليسار: الموسيقار هاني مهنا، الموسيقار مجدي الحسيني ورجل الأعمال الفنان الأميركي المصري حاتم غطاس/الصورة تقدمة الاستاذ حاتم منير

الفنان هاني مهنا يؤكد أن عشق الجمهور الكندي للأصالة أمر اكتشفه في السابق خلال حفلات في كندا رافق فيها الشحرورة صباح والفنان طوني حنا والفنان محرّم فؤاد. ونقل محدثي أجواء حفلة ميسيساغا التي وصل فيها تفاعل الحضور إلى ذروته مما أدخله مع زميله ورفيق عمره مجدي الحسيني في حالة من السكر تجلّت في أداء رائع على نوتات الأورغ لكل منهما.

يدخل ضيفي الفنان الراقي هاني مهنا في مقارنة بين الفن أيام زمان والفن اليوم ويؤكد أن عمله مع عمالقة الفن أعطاه المناعة ضد أي فن هابط.ويضيف هاني مهنا: إن الله أعطاني أكثر مما أحلم، ففي حين كنت التمس بس أشوف أم كلثوم على الطبيعة، وجدتني أجلس معاها واناقشها ونتقاسم الهموم الفنية والمشرب والمأكل بعد تعمقت علاقتنا واصبحنا صديقين.

وفي المقابلة أيضا يقيم هاني مهنا مسيرة ذهبية طويلة رافق فيها عمالقة الأغنية العربية ورأس خلالها شركة فينة ساهمت في اكتشاف مواهب حققت الشهرة كما أنشأ هاني مهنا استديو للتسجيلات وأطلق فرقته الموسيقية الخاصة.

وأبدأ تاليا الحوار مع السيد حاتم غطاس الذي يستهل بنقلنا إلى أجواء "لقاء العمالقة" السبت الماضي في مدينة ميسيساغا Mississauga.

استمعوا

 
 
 
شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً