تتابع الحكومة الكنديّة عن كثب تطورات الأزمة الإنسانيّة التي تعانيها أقليّة الروهينغا المسلمة في ميانمار.
وكان رئيس الحكومة جوستان ترودو قد عيّن رئيس حكومة اونتاريو السابق بوب راي مبعوثا خاصا لكندا للتحقيق في الأزمة التي وصفتها الأمم المتّحدة بالتطهير العرقي.
ويوم أمس ، اصدر محقذقون في المنظّمة الدوليّة تقريرا دعوا فيه لاستقالة قائد جيش ميانمار وإحالته مع خمسة قادة عسكريّين امام القضاء الدولي في مجموعة من التهم من بينها تهمة ارتكاب إبادة بحقّ الروهينغا.
وسبق أن نشر مبعوث كندا الخاص بوب راي تقريره الدوري في أواخر العام الماضي 2017 ووصف فيه الأزمة الإنسانيّة التي يعانيها الروهينغا الذين نزحوا عن ميانمار هربا من قمع الجيش والشرطة البورميّة بحقّهم حسبما أفادت به تقارير الأمم المتّحدة.
يقول بوب راي في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة إنّ التقرير الصادر عن الأمم المتّحدة بالغ الأهميّة.
"لقد انتظرنا جميعا أن تقول هيئة دوليّة بوضوح ما ينبغي أن يحدث، والتحدّي لا يكمن فحسب في أيّة تهمة ستوجَّه ولمن وإنّما أيضا كيف نحيلها أمام محكمة فعّالة": بوب راي مبعوث كندا الخاص إلى ميانمار.
ويشير بوب راي إلى صدور التقرير قبيل موعد انعقاد الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة ويعرب عن أمله في أن يضع قادة الدول المجتمعون في نيويورك أزمة الروهينغا في أولويّاتهم .
ويثني على مهنيّة المحقّقين الذين وضعوا التقرير الذي وجّه اتّهامات إلى ستّة قادة عسكريّين بورميّين من بينهم قائد الجيش ويرى أنّ التحدّي يكمن في رفع الأدلّة بشأن حصول إبادة إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة.
"أعتقد أنّه من المهمّ عدم المواربة ومن المهمّ أن ندرك ما قالته اللجنة عن وجود أدلّة من شأنها أن تدعم الادّعاء ولكنّه ينبغي قبل استخلاص النتائج أن ننتظر ما ستقرّره المحكمة": بوب راي مبعوث كندا الخاص إلى ميانمار.
ويكمن التحدّي حسب رأيه في تقديم الأدلّة للمحكمة الدوليّة خصوصا أنّ ميانمار ليست من الدول الموقّعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائيّة الدوليّة كما قال.
ولا يستبعد مبعوث كندا الخاص إلى ميانمار أن تضع الصين وروسيا عراقيل في وجه إحالة القادة العسكريّين البورميّين أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة ويثني على التقرير ويصفه بأنّه مدروس ومكتوب بعناية، وليس بطريقة اتّهاميّة بل بطريقة حذرة جدّا.
ويتعيّن حسب قوله أن تستمرّ كندا في التعاون مع الدول الأخرى للمساعدة على رفع الأدلّة أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة، أو أيّة محكمة لمحاسبة المسؤولين عمّا ارتكبوه لأنّ المحاكم التي انشأتها حكومة ميانمار والتي تضمّ أعضاء من خارج البلاد لا تفي بالغرض كما قال بوب راي.
ورفض مبعوث كندا إلى ميانمار التعليق على سؤال حول احتمال سحب الجنسيّة الكنديّة الفخريّة التي منحتها الحكومة الكنديّة عام 2007 لأون سان سو تشي، المستشارة الرئيسيّة وزعيمة المعارضة السابقة في ميانمار، ويدعو بدل ذلك الحكومة في اوتاوا لأن تزيد من مساعداتها للنازحين الروهينغا في مخيّمات بنغلادش.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الإذاعة الكنديّة)