مواقف في أقوال برنامج أسبوعي يتضمّن مجموعة من الأقوال التي اخترناها من وحي ما يدور حولنا من أحداث.
حلقة هذا الأسبوع أعدّها ويقدّمها كلّ من مي أبو صعب وفادي الهاروني وسمير بن جعفر.
"نواصل العمل بجُهد كبير ونحرز تقدماً. لكننا لم نصل للنهاية بعد. إنه اتفاق شديد التعقيد وسنواصل العمل عليه. وكما قلنا منذ البداية، هدفنا في هذه المحادثات هو تجديد اتفاق "نافتا" وتحديثه بشكل جيد للكنديين وللأميركيين والمكسيكيين".
الكلام هو لوزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، وقالته بعد ظهر يوم أمس الجمعة في مؤتمر صحفي عقدته في السفارة الكندية في واشنطن، بعد عدة أيام من المفاوضات المكثفة مع المسؤولين الأميركيين، لاسيما مع الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتهايزر، لتحديد ما إذا كانت كندا ستنضم إلى اتفاق التبادل الحر الأميركي المكسيكي الذي تم التوصل إليه يوم الاثنين.
وقرر المفاوضون الكنديون والأميركيون استئناف محادثاتهم يوم الأربعاء المقبل.
وكانت كندا قد تعرضت لضغوط قوية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانضمام، في مهلة أقصاها أمس الجمعة، لاتفاق التبادل الحر الذي توصلت إليه إدارته مع المكسيك بعد خمسة أسابيع من المفاوضات، والذي يعتبره بديلاً عن اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا").
"لحسن الحظّ هذا لا يندرج في مهمّتي، وأنا أهتمّ بأمور عديدة أخرى. أعتقد أنّ على الحكومة أن تتعامل مع هذه المسألة وهي تتعامل دوما مع هذه المسائل. ولديها أجوبة لها. والمهمّ بالنسبة لي أن ندرك أنّ هنالك رأيا عامّا وراء قرار الحكومات. ومأساة ميانمار الحقيقيّة هي أنّ الرأي العام فيها لا يميل لصالح الروهينغا":
هذا ما قاله بوب راي مبعوث كندا الخاص إلى ميانمار في حديث أدلى به لتلفزيون سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة، وكان يجيب عن سؤال حول رأيه في أن تسحب الحكومة الكنديّة الجنسيّة الفخريّة التي منحتها للمستشارة الرئيسيّة في ميانمار والمعارضة السابقة أون سان سو تشي.
وكان بوب راي يعلّق على التقرير الذي أصدرته الامم المتّحدة ووجّهت فيه تهما بارتكاب أعمال إبادة بحق الروهينغا، الأقليّة المسلمة في ميانمار، ودعت فيه إلى إحالة ستّة قادة عسكريّين من بينهم قائد الجيش أمام القضاء الدولي.
وانتقد التقرير المستشارة الأولى أون سان سو تشي بسبب فشلها في مجال الدفاع عن حقوق الأقليّات.
ويشار في هذا السياق إلى أنّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو كان قد عيّن بوب راي مبعوثا خاصّا لكندا في ميانمار للتحقيق في الأزمة الإنسانيّة التي يعانيها الروهينغا الذين اضطرّوا للنزوح عن ميانمار هربا من العنف الممارس بحقّهم من قبل الشرطة والجيش كما أفادت التقارير الدوليّة.
وكانت الحكومة الكنديّة قد منحت عام 2007 زعيمة المعارضة في حينه في ميانمار أون سان سو تشي الجنسيّة الكنديّة الفخريّة تقديرا لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وسو تشي هي من بين ستّة أشخاص منحتهم كندا الجنسيّة الفخريّة، وهم الباكستانيّة ملالا يوسف زاي الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة التي حصلت على الجنسيّة الفخريّة عام 2017 والزعيم الجنوب افريقي الراحل نلسون مانديلا عام 2013 والشاه كريم الحسيني الآغا خان الرابع الذي نال الجنسيّة الفخريّة الكنديّة عام 2009 والدالاي لاما عام 2006 والدبلوماسي السويدي راؤول فالنبرغ الذي منحته كندا الجنسيّة الفخريّة بعد وفاته عام 1985 تقديرا لجهوده في إنقاذ آلاف اليهود من المحرقة خلال الحرب العالميّة الثانية.
ويشار إلى أنّ الجنسيّة الفخريّة الكنديّة هي رمزيّة ولا تعطي من ينالها الحقوق والواجبات والامتيازات التي يتمتّع بها الكنديّون.
"إنّ موقفي من نظام إدارة العرض لم يتغيّر. سندافع عن نظام إدارة العرض. نحن مشجَّعون بالتقدّم المُحرز من طرف شركائنا في نافتا خلال الأسابيع الماضية. إنّها خطوة هامّة للمضيّ إلى الأمام في إعادة التفاوض وتجديد نافتا"
هذا ما قاله جوستان ترودو رئيس الحكومة الكندية يوم الثلاثاء الماضي اثر اعلان الولايات المتحد الأمريكية والمكسيك عن توصّلهما إلى اتفاق تجاري ثنائي بعد المفاوضات المراتونية التي دامت خمس أسابيع وأُبعدت منها كندا. وإدارة العرض هي نظام يهدف لحماية منتجي الحليب والدواجن والبيض الكنديين من المنافسة مطبّق منذ 1972. ويسمح هذا النظام بالحفاظ على مستوى الاسعار والحدّ من الاستيراد. ولتحقيق ذلك فإنّ حجم الانتاج يخضع لقواعد صارمة حسب نظام الحصص.
وحاول الجانب الأمريكي في االمفاوضات السابقة مع كندا فتح ثغرة في هذا النظام خاصة بعد قبول كندا فتح سوقها للمزارعين الأجانب بنسبة 10% و امضائها على اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي و اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ. ووعدت حينها الحكومة بتعويضات قيمتها 4 مليارات دولار لمنتجي الحليب الكنديين.
وهدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على السيارات الكندية في حالة عدم قبول المفاوضين الكنديين للشروط الأمريكية و عدم الوصول إلى اتفاق. وهرعت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إلى واشنطن للاتحاق بفريق المفاوضات بعد أن قطعت جولتها الأوروبية.
من جانبه أكّد جوستن ترودو أن كندا "تفاوض بحسن نيّة وبشكل بنّاء" و أنها لن توافق إلا على اتفاق يكون "جيّدا " لها.
واحتل موضوع نظام إدارة العرض في مفاوضات تحديث اتّفاق التبادل الحرّ لدول أميركا الشماليّة بين كندا والولايات المتّحدة والمكسيك "نافتا" حيّزا في حملة الانتخابات التشريعية لمقاطعة كيبيك والمُزمع اجراؤها في مطلع كانون الأوّل أكتوبر. خاصة أنّ مقاطعة كيبيك تنتج أكثر من 50% من الحليب الكنيدي.
وقال رئيس الحكومة الكيبيكي الخارج فيليب كويار إنّه سيرفض" أي اتفاق يُنقص من نظام إدارة العرض".
ومن جهته قال رئيس حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك، فرانسوا لوغو "لايجب أن يكون هناك أي تنازل على نظام إدارة العرض".