اختار حزب التضامن الكيبيكي إيف توريس Eve Torres  مرشّحة له في الانتخابات التشريعية التي ستجري في مطلع تشرين الأول أكتوبر في مقاطعة كيبيك. وهي أوّل مرشّحة محجّبة في تاريخ الانتخابات في كيبيك.

واختارت دائرة أوترومون-مونترويال Outremont-Montroyal في مونتريال التي تربطها بها علاقة خاصّة إذ تقول أنٌها حطّت رحالها فيها حينما وصلت إلى كندا كطالبة في سنة 1998.

وللتمكّن من الترشّح تقدّمت إيف توريس، وهي من أصول فرنسية اعتنقت الاسلام، بطلب إلى المدير العام للانتخابات في كيبيك لتغيير لائحة كانت سارية المفعول منذ سنوات الثمانينيات تفرض على المترشحين تقديم ملفات ترشّح مرفوقة بصورهم من دون قبّعة أو  غطاء للرأس.

وكان لها ذلك بعد أن قُبل طلبها في نيسان أبريل الفائت.

سألتها في حديث أجريته معها اليوم حول كونها أول مرشحة محجبة في تاريخ كيبيك فقالت :

"نعم إنّها المرة الأولى التي يمكن فيها لامرأة محجبة أن تترشّح في الانتخابات على مستوى المقاطعة. هذا يترك أثرا في التاريخ السياسي الكيبيكي. فتح قبلي أناس آخرون أبوابا و أنا بدوري أفتح أبوابا أخرى. إنها استمرارية. يحقّ لكل المواطنين أن يمارسوا مواطنتهم كاملة"

و تضيف في سياق الحديث:

 "لسنا مختلفين. لقد كانت هناك اوّل امراة، ثم أول امرأة سوداء، ثم أول امرأة مثلية. تكون دائما المرّات الأولى صادمة. ولقد أثبت التاريخ أن الأمر يصبح عاديا. إنها دورات تاريخية"

 

جانب من الحملة الانتخابية في دائرة أوترومون-مونترويال - Facebook

جانب من الحملة الانتخابية في دائرة أوترومون-مونترويال - Facebook

وتنشط ايف توريس منذ عدّة سنوات في المجال الجمعوي وتشرح دخولها الحلبة السياسية قائلة :

"أنشط منذ أكثر من 16 سنة داخل مجتمعي. أساعد النساء والشباب والمسنّين من أجل العيش معا. ولاحظت أنّ هناك عراقيل لا تُرفع إلاّ بقرارات سياسية"

وتضيف أنّ هناك العديد من المنظمات تنشط في مجال العدالة الاجتماعية و التعايش ولكن السياسيين ليسوا دائما في الموعد سواء كان ذلك بتصريحات أو بقوانين لا تخدم العيش معا. وترى أنّ دخولها مجال السياسة الحزبية يشكّل طريقتها في التصديّ لهذه التصرّفات ومواصلة نشاطها الذي بدأته منذ 16 سنة أي 4 سنوات بعد هجرتها إلى كندا من فرنسا .

وعن اختيارها لحزب التضامن الكيبيكي تقول :

"يقترب حزب التضامن الكيبيكي من قيمي : العدالة الاجتماعية، الاشتمالية، التعايش، الصالح العام، توزيع الثروات، البيئة. كل هذه المسائل الاقتصادية والاجتماعية التي يجب التكفّل بها تساعد على التعايش"

وتقول إنه بكونها مناضلة ضد العنصرية فإن برنامج حزب التضامن الكيبيكي يلائمها خاصة وأنّ محتواه يحمل كل مطالب الناشطين الاجتماعيين (مشكل العنصرية النظامية، مشكل الاعتراف بالشهادات...)

وحين سألتها عن اتهام التيار اللائيكي لها بأنها تمثّل التيار المسمّى باليسار-الاسلاموي Islamo-leftist تقول ايف توريس :

"عشيّة الاعلان عن ترشّحي كان النقاش محتدما حول لَبس االرموز الدينية عند الشرطة ولكنّ بعد ذلك هدأت الأمور. نسمع بين الحين والآخر تصريحات حول المهاجرين من طرف السياسيين. هل ستبقى الأمور على هذه الحال؟  لا أظنّ. في رأيي لو يحققّ حزب التضامن الكيبيكي صعودا في استطلاعات الرأي، من المحتمل أن يٌهاجم على هذه النقطة"

ودائرة أوترومن-مونترويال تنتخب عادة المرشّح الليبرالي. ويمثلها في الجمعية الوطنية في كيبيك الليبرالي بيير أركان منذ 2007 الذي شغل عدة مناصب وزارية في الحكومة الخارجة. وتقول إيف توريس في هذا الشأن :

"إنّ الناس الذين ينتخبون استراتيجيا على الليبرالي ظنّا منهم أنّه يحميهم في النقاشات حول الهوية يقولون لي أنّ مشكل الاعتراف بالشهادات لا يزال قائما، كما هو الحال لمشكل الحصول على عمل لائق وتمثيل الأقليات في المؤسسات والهيئات العمومية. أقول لهم : هل سوف تواصلون إعطاء هؤلاء تفويضا مطلقا ؟"

 
شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً