حطّ بابن النيل فؤاد بشارة الترحال قبل خمسين عاما في بلاد القيقب وكان يومها يبلغ 27 ربيعا ليحقق اليوم المصالحة التامة والشاملة بين الهويتين الثقافيتين والانتماءين الحضاريين لكندا ولمصر.
ويسرد ابن ال 77 عاما اليوم البدايات الصعبة في عملية الاندماج في الحياة الاجتماعية والاكاديمية والمهنية في كندا.
يلتحق ابن النيل بادىء ذي بدء بجامعة ماك غيل في مونتريال ويحصّل ديبلوما في المعلوماتية وفي المحاسبة ويستغرق انتظاره للالتحاق بسوق العمل 6 شهور فقط.
يؤكد محدثي أن اتقانه للغتين الرسميتين في كندا ساهم في تسهيل اندماجه وكذلك الازدياد المضطرد في أعداد المهاجرين من بلدان الشرق الأوسط كان له دور في تبديد وحشة الغربة وتفعيل التواصل الدائم مع كل وجوه الحياة في البلاد الأم التي نقلها معهم المهاجرون إلى كندا.
إن الشهور الستة الأولى كانت مريرة وصعبة مع زوجة وطفلة ومن دون عمل. عندما كنت أتقدّم لوظيفة كان سؤالهم الأول: هل لديك خبرة كندية؟ وكيف لي أن أحصّل هذه الخبرة؟ الأمر متوقف عليكم، فأنتم من يستطيع منحي هذه الخبرة وتوفير الإمكانية لي لكي أثبت كفاءتي واضطلع بدور فاعل في مجتمعي الجديد. كما يقص عبر مذياعنا الاستاذ فؤاد بشارة.
وبالصبر والمثابرة تابع ابن النيل مشواره ليؤكد اليوم بأنه نجح في تحقيق مكانة مرموقة في كندا كما أنشأ عائلة حافظت على تراثها الشرقي مع الالتزام بقيم مجتمعها الجديد.
في خط موازي للاندماج الشخصي حقق فؤاد بشارة أيضا بصمة رائدة له كمهاجر يأتي من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد أطلق محدثنا مع مجموعة من الأساتذة الجامعيين وعدد من الشخصيات الكندية المرموقة العاشقة لثقافة الشرق الأوسط "معهد دراسات البحر الأبيض المتوسط" قبل 15 عاما.
وينظم المعهد بالتعاون مع القنصلية الثقافية المصرية في مونتريال في الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الجاري حفلا يبدأ بمحاضرة حول: "عجائب مصر الفرعونية" يلقيها البروفسور الكندي الدكتور جان ريفيز يليها عرض موسيقي تحت عنوان: "موزار المصري".
تاليا تستمعون إلى حواري مع السيد فؤاد بشارة ويقص علينا ظروف إنشاء معهد الدراسات والانشطة التي يقوم بها هذا المعهد الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه.