لمّا أعلن منذ يومين فرانسوا لوغو زعيم التحالف من أجل مستقبل كيبيك CAQ والذي من المحتمل حسب آخراستطلاعات الرأي أن يشكل حزبه الحكومة القادمة في كيبيك بعد انتخابات مطلع تشرين الأول أكتوبر عن نيته في خفض عدد المهاجرين المقبولين سنويا في المقاطعة من 50.000 إلى 40.000 كانت ردود أفعال الأحزاب المنافسة اقتصادية اجمالا.
وبرّر فرانسوا لوغو ذلك بفشل الحكومات السابقة في اختيار أحسن للمهاجرين مما يتوافق مع احتياجات كيبيك من اليد العاملة. إذ ذكّر أنّ "المقاطعة تخسر 13000 مهاجر جديد من مجموع 50000 الواصلين" يختارون الذهاب إلى المقاطعات الأخرى إضافة إلى البطالة التي تطال 15% منهم في السنوات الخمس الأولى من تواجدهم على أرض المقاطعة. وقال إننا"سنقوم باختيارهم بشكل أفضل بما يتناسب مع حاجات سوق العمل في كامل مناطق كيبيك دون استثناء"
وفي حديث مع مجموعة من الصحفيين أثناء تنقله للحملة الاتخابية أعطى لوغو مبرّرا آخرا لبرنامج خفض عدد المهاجرين و أوضح أنّ حجم المهاجرين الذين يدخلون كيبيك دون التحدث بالفرنسية يشكّل تهديدًا محتملاً للهوية الكيبيكية.
وقال لوغو "إنّ 50 ألف مهاجر سنويا يعادلون نصف مليون على مدى عشر سنوات. إذا لم يتعلم هؤلاء الأشخاص الفرنسية حيث لا يتحدث 59% منهم الفرنسية عند وصولهم ويستقرون جميعهم في مونتريال، فهناك خطرعلى الهوية. سوف تكون الفرنسية دائما عرضة للخطر. وتقع على عاتق رئيس الحكومة مسؤولية حماية اللغة الفرنسية."
وحين طلب منه الصحفيون أن يوضّح فكرته قال "إنني أخشى ألّا يتحدّث أحفادي الفرنسية، لا أريد أن ألوم نفسي على ذلك. إن كيبيك محاطة بمئات الملايين الناطقين بالانجليزية وستكون مكانته دائما في خطر " .
وطلب في نفس السياق من "الوطنيين" أن يختاروا حزبه في الانتخابات القادمة
و في حديث سبق تصريحات فرانسوا لوغو تقول رشيدة أزدوز الأخصائية في العلاقات بين الثقافات :
"إنّ الالكلام عن الهوية ليس مشكلا في حد ذاته. المشكل يكمن في كيفية الحديث غن الهوية" وتضيف أنّ الحديث عن الهوية في مجتمع تعددي هو من أساسيات العيش معا.
وتلاحظ أن في كيبيك الشيء الذي ميّز النقاشات حول الهوية والتعايش كان اللغة، ثم الدين والعلمانية وهو الآن ينتقل إلى العرق.
"إن معالم مسألة العيش معا وكل النقاش حول الهوية تغيرت في كيبيك خلال الأربعين سنة الماضية. في السبعينيات والثمانينيات كانت اللغة هي الفاصل وكانت فرنسة المهاجرين ضرورية للحفاظ علىيها"