شهدت البصرة، كبرى مدن جنوب العراق، ليلة جديدة من العنف والاحتجاجات، إذ خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع منددين بظروف معيشتهم الصعبة وبـ"التبعية السياسية العراقية" للنظام الإيراني ورافعين شعارات مناهضة لإيران، مثل "إيران برّا برّا" (أي "على إيران أن تغادر") و"البصرة حُرّة حرّة".
وهاجم مئات المتظاهرين مقر القنصلية الإيرانية في المدينة واضرموا فيها النار، كما هاجموا مقرات أحزاب وتنظيمات مدعومة من إيران، ومباني حكومية أيضاً.
وغداً يعقد البرلمان العراقي جلسة استثنائية بحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين لمناقشة الأزمة الاجتماعية والصحية في البصرة التي قتل فيها تسعة متظاهرين منذ يوم الثلاثاء.
وجاء الإعلان عن عقد هذه الجلسة الاستثنائية غداة مطالبة زعيم التيار الصدري رجلِ الدين الشيعي مقتدى الصدر النوابَ بأن يدعوا الوزراء المعنيين كي يقدّموا "حلولاً جذرية وفورية (...) وإلّا فعلى جميع من تقدّم ذكرهم ترك مناصبهم فوراً".
وكانت حركة احتجاجية واسعة قد انطلقت في العراق، وتحديداً من البصرة، في 9 تموز (يوليو) الفائت على خلفية مطالب معيشية واقتصادية. واحتج المتظاهرون على الفساد المستشري في دوائر الدولة وسوء الخدمات العامة، لاسيما على انقطاع الكهرباء وشَح المياه.
وشهد العراق انتخابات تشريعية عامة في 12 أيار (مايو) الفائت، حلّ فيها أولاً تحالف "سائرون" الذي يقوده مقتدى الصدر. لكن لم تؤدّ المفاوضات بين قادة مختلف الكتل النيابية بعد إلى تشكيل حكومة جديدة.
سألتُ الناشط الكندي العراقي الدكتور عمّار صبيح قراءته لتصاعد وتيرة الاحتجاجات مؤخراً في البصرة، وسألته ما إذا كان تشكيل الحكومة التي طال انتظارها يساهم في تهدئة الأوضاع وإعادة الثقة إلى العراقيين.
(أ ف ب / دويتشه فيله / راديو كندا الدولي)