مواقف في أقوال برنامج نستعرض فيه أقوالاً لشخصيّات من وحي أحداث كندية أو متصلة بكندا، وتقدّم برنامج اليوم كوليت زينة ضرغام بمشاركة سمير بن جعفر وفادي الهاروني.
"لقد أكّدنا وبكل وضوح أنّ الاسثناء الثقافي يجب أن يكون ضمن أي تجديد لاتفاق نافتا. من غير المعقول بالنسبة إلى الكنديين أن تتمكن شبكة إعلام أمريكية من شراء وسيلة إعلام كندية، سواء أكانت صحيفة أو قناة أو شبكة تلفزيونية. سيشكّل ذلك تنازلا عن سيادتنا وهويتنا. وهذا بكل بساطة أمر لا يمكننا قبوله"
هذا ماصرّح به جوستان ترودو رئيس الحكومة الكندي الثلاثاء الماضي من فانكوفر في بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي عشيّة استئناف المفاوضات بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية لتجديد اتفاق التبادل التجاري الحرّ في أمريكا الشمالية "نافتا".
وكانت هذه المرّة الأولى التي يشير فيها رئيس الحكومة الكندي إلى هذه النقطة من الاتفاقية الموقّعة في 1994 بين البلدين والمكسيك.
ففي الأيام القليلة الماضية دارت النقاشات، على الأقل في الفضاء العام، حول نظام إدارة العرض الكندي الذي يحمي قطاع الزراعة ومنتجي الألبان إضافة إلى نظام تسوية الخلافات التجارية او ما يعرف بالفصل 19 من الاتفاقية.
وأضاف جوستان ترودو : "قلنا منذ البداية إننا نحتاج إلى آلية لحل الخلافات مثل الفصل 19، ولن نتزحزح عن هذا الأمر". وبالنسبة لرئيس الحكومة الكندي فإن "عدم وجود الفصل 19 الذي يضمن اتّباع القواعد سيكون أمرا سيئا للكنديين".
ويرى الملاحظون أنّ هذا الفصل مهمّ جدّا للكنديين لأنّه يمكّنهم من اللجوء إلى التحكيم المستقلّ في حالة عدم احترام الطرف الأمريكي قواعد نافتا.
وقد عُلّقت المفاوضات نهاية الشهر الماضي بعد أن فشل الطرف الأمريكي والكندي في الوصول إلى اتفاق رغم تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم على صناعة السيارات الكندية في حالة فشل المفاوضات، واستؤنفت يوم الأربعاء.
وقد أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عدّة مناسبات وصفه لاتفاقية نافتا بأنها أسوأ اتفاقية تجارة في تاريخ الولايات المتحدة وهدد بالانسحاب منها.
وفرض ترامب بشكل أحادي على كندا والمكسيك فتح التفاوض حول نافتا في آب أغسطس 2017، معتبرا أن الاتفاقية "كارثية" على الاقتصاد الأمريكي.
"كان لقاءً آخر جيداً ومثمراً مع السفير روبرت لايتهايزر وفريقه. لا يزال الطرفان يبديان الكثير من الإرادة الصالحة والنية الحسنة، ولا يزال الجو بنّاءً."
الكلام هو لوزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، وقالته من واشنطن يوم الجمعة، لا بل أنها تكرر قوله منذ يوم الأربعاء، عندما استأنفت مفاوضات تحديث اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا") مع الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتهايزر.
وعلى الفريقيْن المفاوضيْن، الكندي والأميركي، التوصل إلى اتفاق في مهلة أقصاها الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل كي تستطيع كندا الانضمام إلى اتفاق التبادل الحر الذي وقعته الولايات المتحدة والمكسيك مطلع الأسبوع الفائت، وهو اتفاق اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بديلاً عن اتفاق "نافتا" الذي يضم الدول الثلاث ودخل حيز التنفيذ عام 1994.
لكن بلوغ اتفاق جديد دونه تحديات هامة تحتاج إلى ما هو أكثر من تصريحات فريلاند الإيجابية التي قابلتها تصريحات مشابهة من قبل لايتهايزر.
فرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متمسك بآلية حل الخلافات الواردة في الفصل التاسع عشر من النص الأساسي من اتفاق "نافتا"، فيما الرئيس الأميركي يريد إلغاء دور لجان التحكيم المستقلة التي نص عليها الفصل المذكور إذ يرى فيها انتهاكاً للسيادة الأميركية.
كما أن ترودو متمسك باستثناءات للصناعات الثقافية، وهذه نقطة خلاف أُخرى مع واشنطن. وإضافة إلى ذلك كندا غير مستعدة لتقديم تنازلات في نظام إدارة العرض المتعلق بالألبان والدواجن والبيض، وهو نظام جمركي حمائي، بالقدر الذي تطالب به الولايات المتحدة.
جبهة موّحدة لزعماء الأحزاب في مقاطعة كيبيك للدفاع عن "نظام إدارة العرض"
وقف زعماء الأحزاب السياسية كافة جبهة واحدة للدفاع عن نظام إدارة العرض الذي هو نظام حمائي جمركي تتمسك به أوتوا فيما تطالب واشنطن بالغائه.
وجاءت تصريحات كل من زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار وزعيم الحزب الكيبيكي فرنسوا ليزيه وزعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك فرنسوا لوغو وزعيمة حزب التضامن الكيبيكي مانون ماسيه خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدوه في مقّر اتحاد المنتجين الزراعيين في مدينة لونغويل في جنوب مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك.
وأجمع الزعماء السياسيون على ضرورة حماية المزارعين ومربي الدواجن في "المقاطعة الجميلة" وعدم القبول بأية تنازلات متصلة بنظام إدارة العرض في المفاوضات الجارية بين واشنطن وأوتوا بشأن تجديد اتفاق التبادل التجاري الحر المعروف بالنافتا.