تأتي الحملات الانتخابية وتأتي معها استطلاعات الرأي لمعرفة نوايا التصويت. ولم تنجو من ذلك الحملة الحالية للانتخابات التشريعية في مقاطعة كيبيك والتي ستجري في مطلع تشرين الأول أكتوبر أو تلك التي ستجري في 24 من الشهر الحالي في مقاطعة نيوبرنزويك.
ولاستطلاعات الرأي في كندا تاريخ تقول كلير دوران وهي استاذة علم الاجتماع في جامعة مونتريال في حديث أجرته معها الزميلة ماريز جوبان من القسم الفرنسي لراديو كندا الدولي.
وفي أبحاثها وجدت كلير دوران وهي تشغل منصب رئيسة الرابطة العالمية لأبحاث الرأي العام World Association of Public Opinion Research أنّ أُلى استطلاعات الرأي تعود إلى 1812 في الولايات المتحدة " حيث كانت الصحف تخصص حيّزا صغيرا في صفحاتها تسألفيه قراءها عن من سيصّوتون لصالحه. و تطلب منهم إرسال ردودهم عن طريق البريد أو وضعها في صناديق الاقتراع أمام مكتب الصحيفة:"
وتضيف أنّ أوّل مؤسسة مختصة في استطلاع الرأي في كندا ظهرت في سنة 1932. وتشير إلى أنّ هذه الشركة كانت تهتم بتسويق المنتوجات الاستهلاكية ولم تجر استطلاعات رأي لأسباب انتخابية.
"أوُل مؤسسة استطلاعات الرأي الانتخابية تأسست في كيبيك عام 1959 وهي مجموعة موريس بينار الذي كان اساتذا في جامعة مكغيل"
وتوضّح كلير دوران أنّ استخدام استطلاعات الرأي لمعرفة نوايا التصويت بدأ في الولايات المتحدة ولم يبدأ في أوروبا بسبب التركيبة التعددية للمجتمع الأمريكي. فالهجرة ووجود منتخِبين آتين من كلّ أنحاء العالم أدى إلى اللجوءإلى استطلاعات الرأي.
وعن صدق نتائج الاستطلاعات وهل تمثّل حقيقة ما سيقوم به الناخب يوم التصويت تقول أستاذة العلوم الاجتماعية :"يجب أن يكون هناك عدد كبير من الاستطلاعات و لا يجب الاكتفاء بواحد"
"كل استطلاع رأي هو عيّنة. و كلّ استطلاع يحمل تحيّزا. وإذا أخذنا كل الاستطلاعات فإنّ معدّلها يقترب من رأي مجموع النّاخبين"
ولاحظت أنّ المهتمين بنتائج استطلاعات الرأي هم الأشخاص المهتمين بالشأن السياسي. ومن مواصفاتهم أنّهم في أغلبهم ليسوا شبابا، ومتعلّمون و مهتمّون بالحملة الانتخابية، يصوّتون وعادة لايغيّرون اختيارهم الانتخابي.
وعن مصداقية استطلاعات الرأي تقول كلير دوران إنّها ترفض الأخذ بعين الاعتبار نتائج استطلاعات الرأي التي تقوم بها الأحزاب السياسية لانّها لاتنشر نتائج الاستطلاعات إلا إذا كان في صالحها.وتنصح بعدم الأخذ بها إذا كانت منهجية الاستطلاع غير متوفّرة وسريّة.