قال رئيس الحكومة الكندية إنه "لم يزل هناك عمل" يتعين القيام به كي يجد المفاوضون الأميركيون والكنديون أرضية مشتركة للتوصل إلى نسخة جديدة من اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا").
"نظل واثقين دوماً بوجود أرضية (توافق)، لكن الأمر يتطلب مزيداً من العمل"، قال اليوم رئيس الحكومة الليبرالية للصحفيين في مبنى البرلمان في أوتاوا قبيْل عقده اجتماعاً مع وزرائه ونواب حزبه.
وجاء كلام ترودو بالتزامن مع استئناف وزيرة خارجيته كريستيا فريلاند مفاوضات تحديث الاتفاق مع الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتهايزر في واشنطن.
وأشارت فريلاند من واشنطن اليوم إلى الجهود "المكثفة" التي قام بها المفاوضون طيلة الأسبوع الفائت وطيلة الليلة الماضية أيضاً، لكنها جرياً على عادتها تجنبت إعطاء تفاصيل عن سير المفاوضات.
وعادت فريلاند إلى واشنطن أمس في وقت يزيد فيه الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس ضغوطهم على كندا للتوصل إلى اتفاق.
فقد وجّه مسؤول الانضباط (whip) في صفوف الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي ستيف سكاليز إنذاراً شديد اللهجة لكندا.
"هناك إحباط متزايد لدى الكثيرين من أعضاء الكونغرس بشأن تكتيكات التفاوض المتبعة من قبل كندا"، قال سكاليز أمس في بيان، مضيفاً أن الحكومة الكندية "لا تبدي الاستعداد ولا الرغبة لتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى اتفاق عادل ورفيع المستوى".
وبدا توقيت بيان سكاليز متعمَّداً للتزامن مع عودة فريلاند إلى واشنطن.
ولا تزال المفاوضات بين البلديْن الجاريْن تواجه عقبات، لاسيما في ما يتصل بنظام إدارة العرض في قطاع الألبان والدواجن والبيض، وهو نظام جمركي حمائي تتمسك به كندا وتطالب الولاياتُ المتحدة بإلغائه، وبآلية حل الخلافات الواردة في الفصل التاسع عشر من النص الأساسي من اتفاق "نافتا" التي تتمسك بها كندا فيما تريد الإدارة الأميركية إلغاء دور لجان التحكيم المستقلة التي نص عليها الفصل المذكور إذ ترى فيها انتهاكاً للسيادة الأميركية.
وعلى الفريقيْن المفاوضيْن، الكندي والأميركي، التوصل إلى اتفاق في مهلة أقصاها الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل كي تستطيع كندا الانضمام إلى اتفاق التبادل الحر الذي وقعته الولايات المتحدة والمكسيك في 27 آب (أغسطس) الفائت، وهو اتفاق اعتبره الرئيس الأميركي بديلاً عن اتفاق "نافتا" الذي يضم الدول الثلاث ودخل حيز التنفيذ عام 1994.
وهذه المهلة حددها الكونغرس الأميركي آخذاً بالحسبان تاريخ الأول من كانون الأول (ديسمبر) 2018، موعد استلام الرئيس المكسيكي الجديد، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مهامه.
لكن بعض المراقبين يعتقدون أن الحكومة الكندية قد تكون تسعى لبلوغ حل بعد مهلة الأول من تشرين الأول (أكتوبر) لأنه موعد الانتخابات التشريعية العامة في مقاطعة كيبيك، الأولى بإنتاج الألبان بين المقاطعات الكندية.
(أ ف ب / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)