اختار النجم البريطاني الشهير السير بول مكارتني أن يبدأ جولته الفنية الجديدة التي أطلق عليها " فرشين آب" من الأراضي الكندية ليتابع بعدها إلى دول أخرى. ويحمل اسم الجولة دلالة على سعي اسطورة البيتلز الحية لإعادة إحياء أمجاد غابرة والعودة إلى الساحة الفنية بكل النضارة والروح الشبابية في الاغنية لمن تجاوز ثلاثة أرباع القرن في روزنامة عمره!
بعد المحطة الأولى لبول مكارتني التي كانت يوم الثلاثاء مطلع هذا الاسبوع في مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك، اعتلى الاسطورة الحية مساء أمس خشبة مسرح مركز بيل العريق في وسط مونتريال وأطلق النقاد الفنيون على هذه الحفلة "الموعد مع التاريخ". وقد استقطبت الحفلة أكثر من 18 ألف مشاهد في تأكيد أن اسطورة البيتلز السير جيمز بول مكارتني لم يشخ وأن صوته نضر وحي أبدا.
في مجموعة الاغنيات التي اختارها لجولته الجديدة، يختصر النجم البريطاني ستين عاما من المسيرة الفنية الاستثنائية التي بدأت مع فريق البيتلز أو الخنافس في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ليكملها مع زوجته وتأسيسهما مطلع السبعينيات من القرن الماضي لفريق "الأجنحة" "ذي وينكز" الذي حقق أيضا شهرة ونجاحا باهرا وحطمت الالبومات التي أصدرها هذا الفريق الأرقام القياسية في المبيعات .
في جولته الجديدة عودة كبرى إلى البدايات، ويجد النقاد الفنيون بأن مكارتني لم يقدم من قبل، على الأقل منذ ثلاثة عقود، هذا الكم من الأغنيات الاولى في ليفربول التي تعاون فيها مع جون لينون وجورج هاريسون ورينغو ستار وهم النواة الأولى لفريق البيتلز مثلما فعل في حفلته أمس.
تجدر الإشارة إلى أنه صدر الالبوم الجديد لبول مكارتني بعنوان "محطة مصر" "ايجيبت ستايشون" قبل نحو اسبوع، الأول له منذ العام 2013. وقد أحتل الالبوم مراكز الصدارة في مبيعات الالبومات في كندا.
وفي مركز بيل أمس نقلت الصحافة أجواء الحماسة والدينامية التي سادت خلال الحفلة وكيف كان الجمهور يردد بصوت واحد أغنيات ابن ليفربول الذي لم تظهر عليه بوادر الشيخوخة "الا بلون شعره ونبرة صوته". أما عن لياقته البدنية فهو ظهر "ابن عشرين عاما" وكأن الزمان وقف به في أول المسيرة قبل ستين عاما. خصوصا أن المعجبات كان كثرا ليلة أمس وقد دعا ضيف مونتريال سيدتين من الحضور إلى ولوج المسرح وهما كانتا تحملان لافتة كتب عليها بالإنكليزية:" نحن نريد حقا أن نمسك بيدك". وقد حضرت المعجبتان من اليابان خصيصا لحضور حفل السير مكارتني في مونتريال كما تقول هيئة الإذاعة الكندية.
وتجدر الإشارة إلى أنه في تحيته الأخيرة لجمهوره في مركز بيل في مونتريال، قال بول مكارتني "الى المرة القادمة" من دون تردد.
ولكن هل يصدق هذا الواقف على مشارف العمر والزمان بوعده ويعود من جديد ليلتقي جمهوره الكندي في السنوات المقبلة خصوصا أن آخر مرة كان فيها في كيبيك من نحو 5 سنوات وفي مونتريال من نحو 7 سنوات؟
في كل الأحوال يأمل عشاق بول مكارتني في أن يسمح لهم الزمان في مواعيد تاريخية اسطورية أخرى مع نجمهم المحبوب.
(المصدر: الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)