نظم أمس الخميس معهد الفلسفة في جامعة كيبيك في مونتريال بالتعاون مع كرسي منظمة اليونيسكو لدراسة الأسس الفلسفية للعدالة والمجتمع الديمقراطي محاضرة حول الاسلاموفوبيا في الاعلام الكيبيكي من اعداد طالبة الدكتوراه في جامعة أوتاوا إميلي بوروغار.
وتدخل هذه المحاضرة في سلسلة تسعة لقاءات ينظمها الكرسي شهريا إلى غاية أيار مايو المقبل لتوثيق الظاهرة للمرة الأولى في المقاطعة.
وفي حديث أجريته معها تقول ميلاني بوروغارإنها تهتم منذ نعومة أظافرها بوسائل الاعلام والهجرة والعنصرية. وازداد اهتمامهها منذ أحداث 11 أيلول سبتمبر.
وللمشاركة في الملتقي قامت بدراسة جديدة تناولت ثلاث جرائد وهي لابريس، لودوفوار ولجورنال دومونتريال. واهتمت بالمواضيع التي نُشرت على صفحات الرأي والافتتاحيات خلال سنة وتناولت الاسلام والمسلمين.
"قمت بدراسة شاملة لوسائل الاعلام في كيبيك. وانصب اهتمامي على ثلاث جرائد هي لابريس، لودوفوار و لجورنال دومونتريال"
ولتعريف الاسلاموفوبيا اعتمدت الطالبة على أعمال باحثين مختصين في سوسيولوجيا العنصرية.
"الاسلاموفوبيا هي مجموعة من الأفكار والأفعال تدمج كل المسلمين في مجموعة واحدة وتعطيهم خصائص على أساس أنها فطرية. وهي اعطاء هوية جماعية أو طبع وتعميم بعض الصفات بهدف اقصائهم من المجموعة الغالبة"
ولم تميزطالبة الدكتوراه بين الاسلاموفوبيا ومحاربة الاسلاميين لأن الخطاب المستعمل في المقالات المنشورة التي درستها غير مُفَورَق ويخلط بين المفاهيم في نظرها.
"لم أفرق االمسلم والاسلامي في بحثي لأن الخطاب الذي حللت ليس مُفَورَقا ولايفرق بين الاسلام والاسلاموية"
ويشوب الخطاب نزعة جوهرانية تجعل من تصرف الأقلية سمة للأغلبية، حسب النتائج التي توصلت إليها. ولم تحاول أن تضع ترتيبا بين الجرائد لمعرفة أيها ينزع للاسلاموفوبيا أكثر من الآخر.
"من أصل 110 موضوع تسومه الاسلاموفوبيا خلال عام، نشرت لابريس 31 ولودوفار 16 ولوجورنال دومونتريال 63. ولم تشمل هذه القائمة إلا المواضيع الطويلة والتي كان موضوعها الرئيسي الاسلام والمسلمين"
ووجدت الدراسة أن هناك ثلاث طرق لاستبعاد المسلم من المجموعة الغالبة وذلك أ أيّا كانت الجريدة. الأولى هي تعميم تصرف الأقلية على المجوعة كلّها وبعد ذلك يأتي التفسير الجوهراني لهذه التصرفات على أنه من صلب الاسلام الذي لايتوافق مع الغرب.
والطريقة الثانية للاقصاء حسب ميلاني بوروغار هي بناء ثنائية متضاربة بين ال"نحن" الذي يشكل المجموعة الغالبة وال"هم" أي الأقلية المسلمة. وفي هذه الحالة ال"نحن" يكون عصريا، ديمقراطيا وداعٍ للمساواة.
وبالموازاة يأتي ال"هم" على أنّه لا يدعو للمساواة. وأحسن مثال هو الفرق بين المرأة والرجل. ويأخذ ال"هم"حيّزا كبيرا في الفضاء العمومي ويشكل خطرا على العلمانية و حتى على السلامة الجسدية لأنّه ميّال للعنف والتطرف، حسب نتائج الدراسة.
ولاحظت أنه في الفترة التي أعقبت حادثة اطلاق النار في مسجد كيبيك أصبح أصحاب صفحات الرأي أكثر حيطة.
وعن سؤال حول من يقول أن مفهوم الاسلاموفوبيا اخترع لكمّ أفواه الناقدين للاسلام تردّ طالبة الدكتوراه قائلة :
"إن الاسلاموفوبيا اضطهاد حقيقي يعيشه المسلمون يوميا ولا تهم الكلمة لأنه ظاهرة حقيقية."