لم يعد خافياً أن التقدّم في مسار المفاوضات الكندية الأميركية حول نسخة جديدة من اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا") بطيء جداً، هذا إن كان هناك من تقدّم.
وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، التي أنهت أمس جولة أُخرى من المفاوضات مع الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتهايزر في واشنطن حول "نافتا"، قالت إنها لا تنظر إلى الساعة وهي تفاوض، مضيفةً أن مرور ثلاثة عشر شهراً على انطلاق المفاوضات بين دول "نافتا" الثلاث، كندا والولايات المتحدة والمكسيك، هو أمر "طبيعي تماماً" نظراً للطبيعة المعقدة والمتعددة الجوانب للتجارة في أميركا الشمالية.
كما نقل أمس موقع "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) عن مصادر مطلعة قولها إن المفاوضات بين الجانبيْن الكندي والأميركي كانت هذا الأسبوع "مكثفة" و"صريحة" ولكن "بطيئة"، لاسيما في المسائل الهامة.
وفي الاتجاه نفسه، قال أمس رئيس "يونيفور" (Unifor)، أكبر نقابة لعمال القطاع الخاص في كندا والتي تمثّل عمّال قطاع صناعة السيارات، جيري دياس بعد ذهابه إلى واشنطن لتفقد سير المفاوضات، "هناك محادثات إيجابية تتواصل، لكن لا تعتقدوا (...) أننا نقترب من اتفاق".
كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على كندا كي تنضم إلى الاتفاق المبدئي الذي وقعته مع المكسيك في 27 آب (أغسطس) الفائت في مهلة أقصاها آخر الشهر المذكور، تحت طائلة فرض رسوم جديدة، لاسيما على واردات السيارات من كندا. لكن كندا لم تنضم.
والآن تشدد الإدارة الأميركية على انضمام كندا إلى الاتفاق في مهلة أقصاها آخر أيلول (سبتمبر) الجاري، فيما حكومة جوستان ترودو في أوتاوا متمسكة بـ"اتفاق جيد لكندا"، ولو طال أمد المفاوضات، ومؤكدةً أن "عدم إبرام اتفاق يبقى أفضل من التوصل إلى اتفاق سيء".
هل الوقت يلعب لصالح كندا في المفاوضات؟ طرحتُ السؤال على أستاذ التخطيط الاستراتيجي في جامعة أوتاوا البروفيسور نور القادري في حديث هاتفي أجريتُه معه بعد ظهر اليوم.
(وكالة الصحافة الكندية / أ ف ب / سي بي سي / راديو كندا الدولي)