عزيزي القارئ

كنت اود ان اخصص هذا المكان للكتابة عن قصة أخرى من قصص تاريخى الوظيفى مثلما فعلت ذلك في القصتين السابقتين واللتين حازا على اعلى نسبة قراءة من بين القراء  ولكن وجدت انه من الأفضل ان اضع القصة الثالثة من هذا التاريخ الوظيفى في مكان اخر من هذا العدد حيث تم وضعه في الصفحة 24  ويجب ان اذكر ان الهدف من ايراد هذه القصص ليس من باب الايجو او الحديث عن النفس بل من اجل ترسيخ قاعدة ثابتة لدي القراء  وهي ان النجاح هو توفيق من الله وان الله يعطى كل انسان ما كتب له من هذا النجاح ولكل منا نصيب من النجاح فلا داعي لليأس والاكتئاب اذا لم نوفق في هذا الشئ اذ ربما الله يريد لنا شيئا افضل منه.ومن هنا استأذن القارئ الكريم في الذهاب الى الصفحة 24 وشكرا.

إنتخابات مجلس بلدي مدينة لندن

تعلمون ان الانتخابات لاختيار عمدة ومستشاري البلدية أصبحت قاب قوسين او ادنى اذ انها ستجرى يوم 22 أكتوبر القادم  وبهذه المناسبة فلقد افردت الجريدة بعضا من صفحاتها لهذه المناسبة الهامة فقد قامت بالطلب من المحامي الشهير والناشط المتابع للاحداث ان يكتب مقالة بهذا الخصوص  ولقد قام بالمهمة مشكورا وكتب مقالتين احدهما عن المرشحين لمنصب عمدة المدينة والاخر عن المتقدمين لشغل منصب مستشار او عضو المجلس البلدي , وفي هذا العدد قمنا وفي القسم الانجليزي  بنشر المقال الخاص بمنصب العمدة ونؤجل المقال الاخروهو الخاص بالمستشارين لينشر  في لعدد القادم والذي سيصدر في منتصف شهر اكتوبر القادم  ومن اجل إتاحة الفرصة لمن يحبون قراءته باللغة العربية قمنا بترجمة اهم ما جاء في هذا المقال كذلك قامت الجريدة بمقابلة احد الناشطين المعروفين من ابناء الجالية وهو الاستاذ عبد الحفيظ شحبر والذى هو متابع جيد لمثل هذه الانشطة ليتكلم ويسلط الضوء عليها  ونامل ان يكون عملنا هذا مفيدا لكل ناخب عربي ويمكنه من اختيار الشخص المناسب للمكان  المناسب . وتذكروا ان المجلس البلدي هنا في كندا عنده الكثير من الصلاحيات التي يتمتع بها لادارة المدينة فهو مثلا مسؤول عن الشرطة وعن جميع المعونات الاجتماعية وعن شق طرق المدينة ونظم مواصلاتها وعن نظافة المدينة وحسن ترتيبها وعن تنظيم البناء ونظام الأسواق  وغير ذلك الكثير من الصلاحيات وعليه فان مبادرتكم وحرصكم على الذهاب الى صناديق الانتخابات المحددة يوم 22 أكتوبر هو واجب مقدس يجب ان تقوموا به  وليكن اختياركم للمرشح ليس فقط على وعوده الانتخابية والتي هي الغالب ينطبق عليها المثل القائل" كلام الليل مدهون بزبدة اذا طلع عليه النهار ساح"  بل تمعنوا في تاريخ هذا المرشح وما خلفيته السياسية وتاريخه الأخلاقي ومن خلال ذلك  تستطيعون التنبؤ بتصرفاته المستقبلية  ادعوا الله لكم بالتوفيق

لا تبيعونا الأوهام

في الآونة الأخيرة أصبحت صفحات الفيس بوك مملؤة بالكثير من الوصفات الطبية المختلفة فهناك اكثر من عشرين وصفة لمرض السكري وهناك ثلاثين أخرى لامراض السرطان وهناك وصفات للركب والمفاصل وكذلك الارداف والاكتاف هذا خلاف وصفات امراض المعدة والكبد والقولون والبواسير وحتى القلب أيضا لم يبخلوا عليه بوصفاتهم السخية  . الغريب في الامر ان جميع أصحاب هذه الوصفات هم أناس عاديون بسطاء ولم يسبق لهم دراسة الطب او معرفة الادوية  فلا هم مثلا أطباء ولا صيادلة ولا  ممرضين ولا حتى  هم أيضا عطارين   كل واحد من هؤلاء يقوم بعمل فيديو يوضح فيه وصفته ثم ينشر هذا الفيديو على صفحات الفيس بوك ويؤكد للناس انه علاجه هذا علاج مجرب وان مفعوله كالسحر وانه يقدم هذه الوصفة المعجزة   للمرضى ولا يبغى من ذلك الا مرضاة الله ويريد منا نحن القراء ان ننشر هذه الوصفة لينتفع بها المرضى فيكسب الاجر والثواب

 

حينما نريد ان نتعرف على طبيعة الوصفة ومحتوياتها فاننا وفي الغالب الاعم نجد انها مكونة من أصناف غذائية عادية نحن نتناولها وبصفة طبيعية بين الحين والأخر مثلها مثل الأطعمة الأخرى مثل الباميا والباذنجان ولكن الفرق يكمن في طريقة معالجة هذه الأطعمة فالباميا مثلا يجب ان ناخذ نقيعها ونشربه على الريق وبكميات معينة اما الباذنجان فيجب الايكون مقشرا ولا مطهيا وهناك أيضا وصفات أخرى لا تدخل في قوائم الاكل المباشر مثل أوراق الزيتون واوراق التوت او قشر الرمان او الصمغ العربي وغيرها .. والواقع وانه ونتيجة تأكيد صاحب الوصفة ان وصفته هذه هي الأفضل وبما ان المريض بحاجة لمن يمنيه بالشفاء فهو لذلك فهو مستعد ان يتبع هذه الوصفة او تلك دون مناقشة او تفكير ومن ثم فهو يدرب نفسه على تناول هذه الوصفة مهما كان رداء الطعم او مرارة النقيع ولكن بعد مدة يكتشف بان حالته لم تتحسن وانه لم يبرأ من السقم وانه اشترى الوهم وان صاحب هذه الوصفة قد ضلله حينما تحدث وباسهاب عن نجاعة وصفته وثبات نجاحها

انا هنا لا اريد ان اناقش ولا اريد ان اشكك في نية أصحاب هذه الوصفات وخير مقصدهم ولكن ما يهمنى هوان جميع وصفاتهم تقريبا خالية من أي طرق تجريبية علمية ولم تتبع الأسلوب العلمى المطلوب  والذي عادة ما تخضع له الوصفات الطبية الموثوقة وكذلك لم تجر على هذه الوصفات الاختبارات العلمية من طرف جهة متخصصة لتشهد بنجاعة تلك الوصفة ومن ثم مصداقيتها . بل على العكس نجد ان أصحاب تلك الوصفات الشعبية يكيلون المديح ويستخدمون المبالغة المفرطة في التأكيد على نجاعة الوصفة وشدة مفعولها  وكل دليلهم انهم هم جربوها بأنفسهم او لاحظوا مفعولها مع أهلهم او اصدقائهم متناسين ان الحالة تختلف من شخص لاخر وان ما يصلح هنا  لهذا الشخص قد لا يصلح لشخص اخر له تاريخ صحى مختلف  وان ما حدث لهذا الصديق او القريب من شفاء ربما كان بطريق الصدفة او لظروف أخرى حدثت اثناء تناوله هذه الجرعة لقد نسى هؤلاء الواصفون الطيبون ان منظمة الصحة العالمية والجهات العلمية المتخصصة لا تجيز استخدام أي دواء الا بعد تجريبه على الحيوان ثم على مجموعة تجريبية من البشر ولمدة طويله قد تصل الى سنوات  وليس هذا فقط بل تظل تتبع هذا الدواء طيلة وجوده في الأسواق وقد تضر لسحبه من السوق اذا ما تبين ان هناك عارض ما قد ظهر ليؤثر سلبا على متعاطى هذا الدواء بل قد يحكم بتعويض مناسب لمن تضرروا منه

انا لا اريد ان اضخم الأمور واخلق الوساوس عند الناس ولكن أقول لاصحاب هذه الوصفات ان يتقوا الله في مديح بضاعتهم او نصائحهم  وان يقدروا خطورة ما يقولون ومسؤليته  اذ ربما تكون وصفاتهم  قد اساءت لحالة المريض بدلا من الشفاء  أي يجب عليهم التحفظ في ذكر النتائج وان لا يعمموها ويجعلوها قاعدة عامة وعلما راسخا  كذلك أقول لهؤلاء المرضى شفاهم الله  انا اعرف انكم تبحثون عن بصيص الامل  وشمعة الرجاء  ولكن لا تجعلوا من أنفسكم فئران تجارب و تجعلوا جوفكم او أي عضو من اعضائكم مباحا لتطبيق هذه الوصفة او تلك  فتزيدون حالتكم سوءا على سوء  بل كونوا حذرين واذا اردتم استخدام وصفة ما  فما الضير في سؤال طبيبكم المختص  ومن ثم يكون قراركم بالتجريب اكثر منطقية وعقلانية  ومن ثم يجنبكم السير في طريق الأوهام  وتذكروا لو ان ما تقرأونه من وصفات على الفيس بوك هي كلها صحيحة  لكانت النتيجة ان أغلقت الصيدليات وأصبحت عيادات الأطباء فارغة من مرضاها وكذلك المستشفيات ومن ثم وفرت الدولة الجزء الكبير من ميزانياتها !!

ا

.

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً