موجة زرقاء بلون حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك اجتاحت مقاطعة كيبيك بالأمس، وحقّق الحزب الذي يتزعّمه فرانسوا لوغو فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعيّة ليفوز بالسلطة ويصبح زعيمه رئيس الحكومة المقبل ويتمكّن من تشكيل حكومة أكثريّة.
رياح التغيير التي حملتها الانتخابات أدّت إلى تغيير الخريطة السياسيّة في كيبيك، وهزّت الحزب الليبرالي والحزب الكيبيكي بعد نحو نصف قرن من تعاقبهما على السلطة في المقاطعة.
وتراجع عدد مقاعد الحزب الليبرالي المحلّي في الجمعيّة الوطنيّة وخسر السلطة ليصبح حزب المعارضة الرسميّة، في حين تراجع الحزب الكيبيكي إلى المرتبة الرابعة ، بعد حزب التضامن الكيبيكي Québec Solidaire.
وتعطي الأرقام فكرة واضحة عن التغيير الذي اختاره الكيبيكيّون، إذ أنّ حزب الكاك رفع حصّته في الجمعيّة الوطنيّة بصورة حادّة، وفاز بـ74 مقعدا لقاء 21 مقعدا كان يحتلّها قبل انتخابات الأمس.
وأمّا الحزب الليبرالي المحلّي ، فقد تراجعت حصّته من 68 إلى 32 مقعدا، وخسر السلطة وأصبح حزب المعارضة الرسميّة في كيبيك.
وتراجعت مقاعد الحزب الكيبيكي من 28 إلى 9 مقاعد في حين رفع حزب التضامن حصّته من ثلاثة إلى عشرة نوّاب ووسّع دائرة انتشاره إلى أبعد من جزيرة مونتريال.
وقد أقرّ رئيس الحكومة الخارج والزعيم الليبرالي فيليب كويار بالهزيمة وتعهّد بتسهيل المرحلة الانتقاليّة امام حزب التحالف، واشار إلى أنّه يفكّر في مستقبله السياسي الشخصي، ما يعني حسب رأي المحلّلين أنّه قد يستقيل من منصبه في زعامة الحزب وكنائب في الجمعيّة الوطنيّة.
"الليلة، نحن نقبل بالطبع خيار المواطنين. وعليّ أن اتحمّل بصفتي زعيم الحزب مسؤوليّة ما حصل الليلة. وسوف أبدأ بالتفكير في مستقبلي الشخصي. ولتقليص حالة عدم الاستقرار التي قد تنجم عن ذلك، فإنّ مرحلة التفكير ستكون قصيرة ولن تدوم سوى بضعة أيّام": رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار.
وهنّأ كويار زعيم التحالف فرانسوا لوغو ودعاه إلى العمل مع فريقه للإبقاء على الزخم الذي تعرفه مقاطعة كيبيك كما قال.
الحزب الكيبيكي تكبّد خسارة مريرة ولا نبالغ إن قلنا إنّه انهار، إذ أنّه أصبح في المرتبة الرابعة والأخيرة من بين أحزاب الجمعيّة الوطنيّة، وفقد موقعه في المعارضة الرسميّة، وبات متأخّرا من حيث عدد المقاعد عن حزب التضامن الكيبيكي الذي رفع عدد نوّابه من ثلاثة إلى عشرة نوّاب.
وأمام حجم الخسارة، أعلن زعيم الحزب الكيبيكي جان فرانسوا ليزيه بعد صدور النتائج استقالته من زعامة الحزب بعد سنتين على انتخابه زعيما خلفا لبيار كارل بيلادو.
"قرار دائرة روزمون وضع حدّا لأروع مهمّة تولّيتها في حياتي وهي مهمّة زعيم الحزب الكيبيكي. وسوف أكون إلى جانبكم خلال الجولات المقبلة دوما. وأتحمّل مسؤوليّة كبيرة في نتائج اليوم": جان فرانسوا ليزيه زعيم الحزب الكيبيكي في خطابه بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعيّة.
الفائز الأكبر ورئيس الحكومة المنتخب فرانسوا لوغو تحدّث عن فوز تاريخي حقّقه حزبه، وفاجأ الكثيرين، خصوصا أنّ التوقّعات واستطلاعات الرأي كانت تشير إلى حكومة أقليّة قد يفوز بها حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك.
الناطقة باسم حزب التضامن الكيبيكي مانون ماسيه أعربت عن ارتياحها للنتائج التي حقّقها حزبها، وأشارت إلى أنّه نجح في اختراق العديد من المناطق الكيبيكيّة وتخطّي حدود جزيرة مونتريال.
"اليوم تحصدون ما زرعتم أيها الأصدقاء. اليوم، أصبحت حركتنا أكبر، وأقوى وأكثر عزما من أيّ يوم مضى. ولم يعد التضامن الكيبيكي حزب منطقة البلاتو مون روايال": مانون ماسيه المتحدّثة باسم حزب التضامن الكيبيكي.
الفائز الأكبر ورئيس الحكومة المنتخب فرانسوا لوغو تحدّث عن فوز تاريخي حقّقه حزبه، وهو فوز فاجأ الكثيرين بضخامته، خصوصا أنّ التوقّعات واستطلاعات الرأي كانت تشير إلى حكومة أقليّة قد يفوز بها حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك.
"لقد وضع الكثير من الكيبيكيّين جانبا الجدل الذي فرّقنا منذ ما يزيد على 50 عاما. واليوم، برهن العديد من الكيبيكيّين أنّه من الممكن أن يعمل خصوم الأمس معا من أجل كيبيك الغد": فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك المنتخب.
كما تحدّث لوغو اليوم الثلاثاء أمام الصحفيّين عن خطّة حكومته المقبلة وأشار إلى أنه سيعكف خلال الأسابيع والأشهر المقبلة على مجموعة من الأولويّات بالنسبة للكيبيكيّين.
"سوف نركّز في الأسابيع والأشهر المقبلة على ثلاثة أولويّات: الأولى هي الاقتصاد، وأدرج فيها إعادة الأموال إلى جيوب الكيبيكيّين، والأولويّة الثانية هي التربية والثالثة هي الصحّة": فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك المنتخب.
وأشار إلى أنّه سيبحث مع وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند في اتّفاق التبادل التجاري الجديد بين كندا والولايات المتّحدة والمكسيك ، وسيبذل كلّ ما في وسعه لدعم منتجي الحليب الذين تأثّروا سلبا بالاتّفاق.
كما أكّد أنّ حكومته المقبلة ستزيد من الخدمات المقدّمة للشباب وسوف تسهّل الوصول إلى الخدمات الصحيّة بالنسبة للمسنّين، وأكّد ردّا على أسئلة الصحفيّين أنّ تقليص عدد المهاجرين الذين تستقبلهم مقاطعة كيبيك سنويّا وتقديم خدمات أفضل لهم أهمّ من رفع العدد على حساب الخدمات المقدّمة.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)