أوصل الناخبون الكيبيكيون حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) بقيادة فرانسوا لوغو للمرة الأولى إلى السلطة، مانحين إياه 74 مقعداً، من أصل 125 مقعداً تتكوّن منها الجمعية الوطنية الكيبيكية، في الانتخابات العامة التي جرت أمس في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
وهذه ثالث انتخابات عامة يخوضها هذا الحزب الفتي المنتمي ليمين الوسط الذي شارك لوغو بتأسيسه عام 2011، وفوزه الحاسم بحكومة أكثرية أظهر ضعف استطلاعات الرأي التي توقعت له الفوز بحكومة أقلية. وكان الحزب قد حصل على 22 مقعداً فقط في الانتخابات العامة الأخيرة في نيسان (أبريل) 2014 وعلى 19 مقعداً في الانتخابات العامة التي سبقتها، عام 2012.
ولم ينل الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) بقيادة رئيس الحكومة الخارجة فيليب كويار أمس سوى 32 مقعداً، مقارنةً بـ70 مقعداً حصدها في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2014. وتضعه هذه النتيجة في المرتبة الثانية بين الأحزاب التي خاضت غمار الانتخابات أمس، ما يعني تشكيله المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الجديدة.
حزب التضامن الكيبيكي (QS)، اليساري الاستقلالي، كان "الفائز" الآخر في انتخابات أمس، فهو ضاعف عدد مقاعده أكثر من ثلاث مرات، محبطاً هو الآخر توقعات استطلاعات الرأي، إذ حصد 10 مقاعد بعد نيله 3 مقاعد فقط في الانتخابات العامة الأخيرة.
أما الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي فكان الخاسر الأكبر. فبعد تشكيله المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الخارجة بنيله 30 مقعداً في انتخابات عام 2014، إحدى أسوأ نتائجه الانتخابية، لم يتمكن أمس من الفوز سوى في 9 دوائر انتخابية، ولم ينجح زعيمه جان فرانسوا ليزيه من الاحتفاظ بمقعده النيابي، فأعلن استقالته من قيادة الحزب. وهذه أكبر خسارة انتخابية منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن للحزب الذي يرفع راية استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية منذ تأسيسه عام 1968.
وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات العامة 66,5%، أي أدنى بـ5 نقاط مئوية عن تلك المسجلة في الانتخابات العامة عام 2014 والبالغة 71,44%.
ضيفي الأستاذ ابراهيم برونو الخوري عضو في الحزب الديمقراطي الجديد (NDP – NPD)، اليساري التوجه وثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي، ومرشح سابق لزعامة الحزب، وهو من سكان مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك. سألته في حوار أجريته معه اليوم قراءته لنتائج الانتخابات الكيبيكية العامة أمس والتحديات التي تواجه الحزب الفائز فيها في السنوات الأربع المقبلة التي سيمضيها في السلطة وما إذا كان أداء حزب التضامن الكيبيكي، اليساري هو الآخر، فأل خير على الحزب الديمقراطي الجديد قبل سنة من موعد الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة.
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)