لم تتنبأ استطلاعات الرأي في كيبيك بالموجة الزرقاء لحزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك "كاك" التي اجتاحت المقاطعة والتي مكنته من الحصول على 74 مقعدا من أصل 125 في الجمعية الوطنية. وكانت التنبؤات تشير في أحسن الحالات إلى بروز حكومة أقلية بزعامة الكاك.
وأظهر استطلاع للرأي أُجري عشية انتخابات مطلع تشرين الأول أكتوبر تقاربا بين نتائج حزب الكاك (32%) والحزب الليبرالي في كيبيك (31%). وتنبأ ب18% للحزب الكيبيكي و16% لحزب التضامن الكيبيكي.
لكن النتائج الرسمية كانت مخالفة تماما لهذه التوقعات. فقد تحصل حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك "كاك" على 37.5% من الأصوات ما مكنه من الفوز بأغلبية 74 مقعدا وتشكيل الحكومة الجديدة في كيبيك. وجاء الحزب الليبرالي في كيبيك في المرتبة الثانية بنسبة 25% من الأصوات أي ما يمثل 32 مقعدا.
وفي تغريدة على تويتر علّق جون مارك ليجيه صاحب دار استطلاعات الرأي ليجيه قائلا إنّ " استطلاعات الرأي تنبأت بحكومة الكاك ولكنّ لم تتنبأ أبدا بأنها ستكون حكومة أغلبية من هذا الحجم. وكانت تبؤاتنا بسقوط الحوب الكيبيكي وصعود حزب التضامن في محلها. والمفاجأة الكبرى لكل دور الاستطلاع كانت السقوط التاريخي للحزب الليبرالي الذي حصل على 25% من الاصوات. يجب علينا أن نفعل أحسن من ذلك"
وتقول كلير دوران ، أستاذة علم الاجتماع في جامعة مونتريال، في حديث أجرته معها هيئة الاذاعة الكندية إنّ هذا يمثل "أسوأ خطأ في استطلاعات الرأي يُسجّل في تاريخ الانتخابات في كيبيك".
ولتفسير ذلك أجرت مقارنات مع ما حدث في مقاطعات أخرى في كندا كألبرتا في 2012 وبريتيش كولومبيا في 2013 حيث سجّلت اختلافات كبيرة بين استطلاعات الرأي والنتائج النهائية.
"في بريتسش كولومبيا كان هناك فرق 10 نقاط وفي ألبرتا 17 نقطة. وسجلنا في كيبيك فرق 10 نقاط بين نتائج استطلاعات الرأي ونتائج الحزبين الرئيسيين"
و لاحطت كلير دوران وهي تشغل أيضا منصب رئيسة الرابطة العالمية لأبحاث الرأي العام World Association of Public Opinion Research أن الخطأ يمكن أن ينبع من التقارب في الاتجاه السياسي بين المتنافسين.
"في كلتا الحالتين سواء في ألبرتا أوفي بريتيش كولومبيا حيث أخطأت استطلاعات الرأي في نتائج الأحزاب التي كانت في الطليعة نلاحظ أن هذه الأخيرة كانت متقاربة سياسيا"
ففي ألبرتا كان الحزبان من التيار اليميني وفي بريتيش كولومبيا من وسط اليسار.وهذا ما حصل في انتخابات كيبيك. فالكاك والحزب الليبرالي هما حزبان يمينيان. وهذا يعني أن الناخبين يمكنهم نقل صوتهم من حزب لآخر.
وفي حالة انتخابات كيبيك تقول إن ما حدث لا يتعلق بهامش الخطأ في الاستطلاعات لأن الفارق كان كبيرا بين الاستطلاعات ونتائج الاقتراع. وتشير كلير دوران أيضا إلى ضرورة إعادة النظر في عيّنات استطلاعات الرأي .
وذكّرت أن تاريخ استطلاعات الرأي يدلنا على حدوث مثل هذه الأخطاء
"تحدث أخطاء في الاستطلاعات بين الحين والآخر. وفي كل مرة سمحت هذه الأخطاء بتحسين طريقة عمل مؤسسات الاستطلاع"