سنة بأكملها تفصلنا عن موعد الانتخابات التشريعيّة الفدراليّة المقبلة التي تجري بالتحديد في الحادي والعشرين من تشرين الأوّل المقبل 2019.

وقد يبدو موعد الانتخابات بعيدا ولكنّه ليس كذلك بالنسبة للأحزاب التي بدأت تستعدّ لها، وتستعدّ للحملة الانتخابيّة التي تسبقها.

وقد باشرت هذه الأحزاب استعداداتها، وكان زعيم حزب المحافظين الكندي اندرو شير في طليعة الذين تحدّثوا في هذا السياق.

فقد تحدّث شير الذي يشكّل حزبه المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي، أمام حشد من مناصريه  التقاهم  في العاصمة الفدراليّة اوتاوا أمس الأحد، وتوقّع أن تكون الحملة الانتخابيّة المقبلة "قذرة" كما قال.

"أمامنا عام واحد فقط وأمامنا الكثير لنقوم به قبل حلول موعد الانتخابات العام المقبل. وأمامنا معركة كبيرة، ودعوني أقول لكم منذ الآن إنّها ستكون معركة صعبة. نعرف أنّنا في الجانب الصحيح ولدينا سياسات ستنجح وتوفّر التغيير الحقيقي للكنديّين وتجعل حياتهم أسهل": زعيم حزب المحافظين الكندي اندرو شير.

وانتقد اندرو شير في لقائه مع مناصريه رئيس الحكومة الليبراليّة جوستان ترودو، وأدلى بتعليقات لا تخلو من السلبيّة في حديثه عنه.

"سوف تزداد الأمور سوءا وقذارة، لأنّ جوستان ترودو هو نفسه بغيض. وقال إنّها ستكون أسوأ حملة في التاريخ وهو  وراح يثبت ذلك. وقد وصف أعضاء فريقه الليبرالي نوّاب حزبنا الذين لا يدعمون ضريبة الكربون التي وضعتها الحكومة بأنّهم وقحون وقليلو التهذيب": اندرو شير زعيم المحافظين في كندا.

ويعمل زعيم المحافظين مع كبار المسؤولين في حزبه على تحديد الرهانات التي سيركّز عليها الحزب في الحملة الانتخابيّة المقبلة.

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يصوّب سهامه نحو حزب المحافظين وينتقد غدم وجود خطّة لديه لمكافحة التغيّر المناخي/Sean Kilpatrick/CP

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو يصوّب سهامه نحو حزب المحافظين وينتقد غدم وجود خطّة لديه لمكافحة التغيّر المناخي/Sean Kilpatrick/CP

"نعرف أنّ الاقتصاد واحد من هذه الرهانات، فضلا عن مسألة تدفّق اللاجئين عبر حدود مقاطعة كيبيك والتي تركت أصداءها في صفوف المواطنين. وهذا هو المثير في السياسة، بأنّك لا تعرف ما يجري وبأنّ ثمّة أشخاصا يعملون في الظلّ، ووراء الكاميرات ونرى كلّ ذلك يتطوّر": اندري لوكلير رئيس مكتب زعيم حزب المحافظين اندرو شير.

وفي سياق الاعداد المبكّر إن جاز القول، للحملة الانتخابيّة،  من المتوقّع أن يركّز الحزب اليبرالي الحاكم في حملته على الاقتصاد كما يقول النائب الللبرالي بابلو رودريغيز، الذي كان المدير المشارك للحملة الانتخابيّة الليبراليّة الأخيرة عام 2015، وقال رودريغيو إنّ الاقتصاد ينمو بشكل جيّد، وأمكن توفير ما يزيد على 600 ألف ألف فرصة عمل جديدة في البلاد.

الحزب الديمقراطي الجديد من جهته يعزف على وتر التغيير المناخي وينتقد أداء الحكومة الليبراليّة في مكافحته. و قد طالب الديمقراطيّين الجدد الحكومة بتحديد موعد طارئ لمناقشة هذا الملفّ في مجلس العموم كما قال مسؤول الديمقراطيين الجدد البرلماني النائب غي كارون، ورأى كارون أنّ أهداف الليبراليّين لمواجهة التغيّر المناخي و لتقليص انبعاث غازات الدفيئة لا تختلف عن الأهداف التي حدّدتها  حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر.

يبقى أن نشير إلى أنّ الاقتصاد في طليعة الرهانات، ولكنّه ليس الرهان الوحيد، وهنالك مكافحة التغيّر المناخي وضريبة الكربون والتبادل التجاري في أميركا الشماليّة والسياسة الماليّة وأنابيب النفط، وسواها من الرهانات التي يستعدّ لها الحزب الليبرالي الحاكم بزعامة جوستان ترودو وأحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي التي تقف لليبراليّين بالمرصاد.

و لا يستطيع أحد، لا الأحزاب ولا المحلّلون السياسيون،  القراءة في كرة البلّور لمعرفة ما ستكشف عنه الأسابيع والأشهر المقبلة التي تفصلنا عن الحادي والعشرين من تشرين الأوّل اكتوبر من العام 2019.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً