أعلن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو اليوم الثلاثاء عن خطّة حكومته لضريبة الكربون ومكافحة التغيّر المناخي.
وجاء الإعلان بعد نحو من شهر على انقضاء مهلة السنة التي أعطتها الحكومة الفدراليّة في اوتاوا لحكومات المقاطعات لتقديم تسعيرة محليّة خاصّة بها، قبل أن تفرض التسعيرة الوطنيّة على تلك التي لا تلتزم بالمعايير الفدراليّة بشأن التغيّر المناخي.
وكانت اربع مقاطعات هي سسكتشوان ومانيتوبا واونتاريو ونيو برنزويك قد أعلنت عن معارضتها لضريبة الكربون، ومن المتوقّع أن تفرض اوتاوا على هذه المقاطعات اعتبارا من مطلع العام المقبل 2019 تسعيرة على التلوّث، ترتفع تدريجيّا كلّ سنة حتّى العام 2022.
بالمقابل، كانت مقاطعات بريتيش كولومبيا وكيبيك والبرتا سبّاقة في وضع نظام تسعيرة التلوّث الناجم عن الكربون، وحقّقت كلّها أعلى نموّ في الناتج المحلّي الاجمالي عام 2017.
وأكّد رئيس الحكومة على أهميّة فرض تسعيرة لخفض التلوّث، مشيرا إلى ضرورة أن تترافق مع إجراءات أخرى لمكافحة التغيّر المناخي الذي يشكّل أهمّ تحدّ يواجهنا.
"القضاء على توليد الكهرباء من طاقة الفحم، وتوفير بنى تحتيّة تتكيّف مع الطقس، وحماية المحيطات والتعاون مع الصناعات لاستغلال القدرات الهائلة لقطاع التكنولوجيا النظيفة، هذه بعض من المبادرات التي اتّخذناها لنستعدّ لعالم الغد، ولنوفّر فرص عمل جيّدة منذ الآن": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وأشار رئيس الحكومة إلى التحدّيات التي يفرضها التغيّر المناخي الذي ينبغي الاسراع في مكافحته، لأنّ تداعياته لا توفّر أحدا.
"الحوادث الناجمة عن ظروف مناخيّة قاسية تزداد، كما تزداد الكلفة والأضرار الناجمة عنها بالنسبة للكنديّين. ونجد التغيّر المناخي في الكثير من المَواطن وفي انقراض الأنواع ونوعيّة الهواء السيّئة وسرعة انتقال الأمراض والهجرة القسريّة للملايين من حول العالم": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وأكّد رئيس الحكومة الذي كان يتحدّث أمام طلاّب معهد هامبر في اونتاريو، على أهميّة مكافحة التلوّث، ومكافحة التغيّر المناخي الذي أثبت العلماء أنّه من صنع البشر مشيرا إلى خطّة حكومته لفرض تسعيرة على التلوّث الناجم عن الكربون.
"اعتبارا من العام المقبل، لن يكون مسموحا بالتلويث في كندا، وسوف نفرض تسعيرة على التلويث الذي يتسبّب بالتغيّر المناخي من المحيط إلى المحيط إلى المحيط": رئيس الحكومة جوستان ترودو
ويقصد رئيس الحكومة بكلامه عن المحيط أنّ الاجراء ينطبق على كافّة أراضي كندا التي تحيطها ثلاثة محيطات: الأطلسي في الشرق والهادي في الغرب والمحيط المتجمّد الشمالي على حدودها الشماليّة.
وتشمل خطّة الحكومة لمكافحة التلوّث تخفيضات ضريبيّة للطبقة الوسطى وتعزيز نظام التعويضات للمسنّين والمخصّصات للأطفال لتعويض معظم التكاليف الاضافيّة لخطّة مكافحة التغيّر المناخي.
كما تشمل الخطّة فرض ضريبة كربون على منتجي الوقود وموزّعيه، قد تؤدّي حسب رئيس الحكومة إلى خفض كثافة استهلاك الكربون وتقليص الانبعاثات والحدّ من التلوّث.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)