أظهرت النتائج شبه النهائية لانتخابات منتصف الولاية التي جرت أمس في الولايات المتحدة احتفاظ الحزب الجمهوري، حزب الرئيس دونالد ترامب، بالأكثرية في مجلس الشيوخ وفقدانه إياها في مجلس النواب لصالح الحزب الديمقراطي.
كما تفيد النتائج المتوفرة أن الجمهوريين يتقدّمون على الديمقراطيين في انتخابات حكّام الولايات.
وشملت الانتخابات النصفية كافة مقاعد مجلس النواب الـ435، و35 من مقاعد مجلس الشيوخ الـ100، ومناصب حكّام 36 من الولايات الـ50 و3 أقاليم.
وتميزت هذه الانتخابات بمشاركة أوسع من المرات السابقة، فصحيفة "نيويورك تايمز" قدّرت عدد المقترعين أمس بـ114 مليوناً مقارنةً بـ83 مليوناً في الانتخابات النصفية السابقة التي جرت قبل أربع سنوات، أي في منتصف الولاية الثانية للرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
كما تميزت انتخابات أمس بمشاركة نسائية واسعة، إذ أُعلن فوزُ 83 مرشحة ديمقراطية و12 مرشحة جمهورية لعضوية مجلس النواب، فيما لم تكن قد أُعلنت بعد نتائجُ 23 دائرة. وبين الفائزات الديمقراطيات أول مسلمتيْن تَدخلان مجلس النواب الأميركي منذ تأسيسه، هما رشيدة حربي طليب، الفلسطينيةُ الأصل، وإلهان عمر الصوماليةُ المولد.
وكانت استطلاعات الرأي قد رجّحت احتفاظَ الجمهوريين بالأكثرية في مجلس الشيوخ واستعادةَ الديمقراطيين الأكثرية في مجلس النواب بعد ثماني سنوات كانوا خلالها الأقلية.
وعقد الرئيس الأميركي مؤتمراً صحفياً اليوم في البيت الأبيض عرض خلاله أن يعمل حزبه الجمهوري والحزب الديمقراطي معاً على أولويات تشريعية مشتركة. لكنه حذر من أنه إذا ما قامت لجان الكونغرس باتخاذ قرارات ضد إدارته، فالجمهوريون سيردون بإجراءات مضادة، ما قد يصيب البلاد بالشلل.
وتخلل المؤتمر هجوم من ترامب على شبكة "سي ان ان" الإخبارية وعلى مراسلها جون أسوستا الذي كان حاضراً.
وبعد انتهاء المؤتمر أعلن ترامب إقالة وزير العدل في إدارته جيف سيشنز.
ما أبرز الأسباب التي أسفرت عن نتائج انتخابات أمس في الولايات المتحدة؟ وما تأثير هذه النتائج على سياسة الرئيس الأميركي الداخلية والخارجية؟ وكيف تؤثر على الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد عاميْن وعلى فرص دونالد ترامب بالفوز بولاية ثانية؟ محاور تناولتُها مع مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن الأستاذ صبحي غندور في حديث أجريته اليوم قبل إقالة الرئيس الأميركي وزيرَ العدل في إدارته، ورأى فيه ضيفي أن هذه الانتخابات كانت أشبه باستفتاء على سياسات ترامب وأن نتائجها أظهرت أن الانقسام في المجتمع الأميركي بات أكثر حدّة.
(أ ف ب / راديو كندا / بي بي سي / سي ان ان / راديو كندا الدولي)