تنجم العين الوردية، والمعروفة أيضاً باسم التهاب ملتحمة العين ، عن التهاب الأوعية الدموية في الغشاء الشفاف أو الملتحمة، التي تبطن الجفن والجزء الأبيض من مقلة العين. يؤدي الالتهاب إلى بروز الأوعية الدموية، ما يعطي بياض العين صبغةً مميزة بلون وردي أو أحمر؛ ومن هنا اكتسبت الحالة اسمها، حسب موقع Live Science.
التهاب ملتحمة العين، ما الأسباب؟
وفقاً للمعهد الوطني للعيون (NEI)، يُعَد التهاب الملتحمة أحد أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال والكبار. هناك أربعة عوامل رئيسية يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة: رد فعل تحسسي، أو نفاذ جسم غريب إلى العين، أو عدوى فيروسية، أو عدوى بكتيرية.
عندما ينتج الالتهاب من عدوى بكتيرية أو فيروسية، يصبح مرضاً شديد العدوى.
وقالت الدكتورة جيل شوارتز، وهي طبيبة متمرسة في مركز GoHealth Urgent Care: «تنتشر العدوى عندما يلمس الشخص عينه ثم يلمس عين شخص آخر، أو تنتقل إلى الفرد عن طريق لمس العدوى في الأنف أو الجيوب الأنفية».
ووفقاً للمعهد الوطني الأميركي لطب العيون، يعد التهاب الملتحمة الفيروسي الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب الملتحمة، وغالباً ما يكون مصحوباً بفيروس البرد، وقد يسببه أيضاً فيروس الهربس البسيط.
يحدث التهاب الملتحمة البكتيري بسبب عدوى جرثومية في العين، وهي الجرثومة نفسها التي تُسبِّب التهاب الحلق.
على الناحية الأخرى، فإنَّ التهاب الملتحمة الناتج عن رد فعل تحسسي أو دخول جسم غريب إلى العين غير معد. وينجم التهاب الملتحمة التحسسي عن التعرض لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو عث الغبار، أو العفن. بينما يمكن أن ينتج التهاب الملتحمة الذي يأتي مصحوباً بتهيج في العين من نفاذ جسم غريب إليها، أو تعرضها لموادٍ كيميائية أو أبخرة أو مستحضرات تجميلية أو ارتداء العدسات اللاصقة لفترة طويلة جداً، أو دون تنظيفها صحيحاً.
وبحسب المعهد الأميركي، يمكن لحديثي الولادة أيضاً الإصابة بأحد أنواع التهاب الملتحمة، الذي يُعرف باسم «التهاب الملتحمة الوليدي»، وذلك نتيجة لعدوى، أو تهيج، أو انسداد مجرى الدموع.
الأعراض
وفقاً لمايو كلينك، يمكن أن تحدث الأعراض في إحدى العينين أو كلتيهما.
عادةً ما يكون الكشف عن الإصابة بالعين الوردية سهلاً للغاية. فعندما يكون الغشاء ملتهباً، يُفرز مخاطاً ودموعاً لحماية العين.
وقالت سيندي ويستون، وهي أستاذة مساعدة في كلية التمريض التابعة لمركز العلوم والصحة بجامعة تكساس إيه آند إم: «عادة ما تبدأ الأعراض في عين واحدة على شكل إفرازات غليظة، متقشرة سميكة. يستيقظ المصاب شاعراً بأنَّ عينيه محكمة الغلق كأنَّما عليها طبقة من الغراء».
وأوضح الأعراض هو احمرار بياض العين. إذ يجعل الالتهاب أو التورم الناتج من العين الوردية الأوعية الدموية أوضح، مما يسبب الاحمرار.
ووفقاً للمعهد الأميركي، يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة أيضاً حكة في العينين، وإفرازات دمعية، وتورُّماً في الأجفان، ورؤية غائمة، وحرقاناً، وحساسية للضوء. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتضخم العقدة الليمفاوية الموجودة أمام الأذن أو تصبح لينة، أو ربما تأبى العدسات اللاصقة أن تستقر في مكانها، أو تسبب إحساساً بعدم الارتياح بسبب النتوءات التي قد تتشكل تحت الجفون.
يمكن أن تختلف الأعراض حسب السبب. إذ تقول سيندي إنَّ التهاب الملتحمة الفيروسي عادة ما يحدث بسرعة ويمكن أن يأتي مصحوباً بأعراضٍ تشبه أعراض البرد، مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب في الحلق، والحمى، والاحتقان.
وبحسب المعهد الأميركي، غالباً ما يتميز التهاب الملتحمة البكتيري بإفرازات سميكة لها لون أخضر مصفر، ومثل الالتهاب الفيروسي، يمكن أن تصحبه أعراض تشبه أعراض البرد، ويمكن أيضاً أن يرافق عدوى الأذن.
أما التهاب الملتحمة التحسسي، فعادة ما يؤثر في كلتا العينين. وعند الإصابة به، غالباً ما تمتلئ العينين بالدموع، أو تصبح مثيرة للحكة وخشنة، وتكون الإفرازات شفافة. يمكن أن يأتي الالتهاب التحسسي مصحوباً بأعراض حساسية أخرى؛ بما في ذلك حكة وسيلان الأنف، والعطس.
طرق العلاج
وفقاً للمعهد الأميركي، غالباً ما يُعالج التهاب الملتحمة في المنزل، لكن عليك استشارة الطبيب إذا كنت تعاني ألماً معتدلاً إلى شديد في العين، ومشاكل بصرية لا تتحسن حتى بعد مسح الإفرازات عن العين، واحمراراً شديداً في العينين. وإذا كنت تعاني ضعفاً في جهاز المناعة، أو تشعر بأنَّ أعراض الالتهاب الفيروسي تتدهور أو لا تتحسن مع مرور الوقت، ينبغي لك زيارة الطبيب.
وفقاً لمركز مكافحة الأمراض واتقائها، يجب عَرض حديثي الولادة الذين يعانون أعراض التهاب الملتحمة على مقدمٍ للرعاية الصحية على الفور.
وذكر المعهد الأميركي أنَّ عدوى التهاب الملتحمة الفيروسي عادةً ما تكون خفيفة أو تشفى من تلقاء نفسها في غضون أسبوع أو اثنين. وغالباً ما يختفي الالتهاب الجرثومي من تلقاء نفسه أيضاً، لكن يمكن أن تُسرِّع مراهم المضادات الحيوية أو قطرات العين من عملية الشفاء.
وبالنسبة للعيون الوردية التحسسية أو الناتجة من تهيج العينين، يزول الالتهاب من تلقاء نفسه فور التخلص من مسببات الحساسية أو المهيجات أو تقليلها جداً.
هناك العديد من العلاجات المنزلية التي يمكنها توفير بعض الراحة. إذ تنصح جيل شوارتز بمسح الإفرازات بقطعة قماش دافئة عدة مرات في اليوم.
ويمكن أيضاً استخدام كمادات باردة لتهدئة التهاب الملتحمة التحسسي، بينما يمكن استخدام كمادات دافئة لتهدئة العين الوردية الفيروسية أو البكتيرية. وقد تساعد قطرات العين أيضاً على تخفيف الجفاف وتقليل انتفاخ العينين، ويمكن أيضاً علاج التهاب الملتحمة التحسسي باستخدام مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية.
يجب على مرتدي العدسات اللاصقة الذين يعانون العين الوردية التوقف عن ارتدائها حتى تشفى أعينهم تماماً، ويجب عليهم أيضاً التخلص من أي عدسات مستخدمة.
عادةً ما يكون التهاب الملتحمة معدياً حتى تتوقف العينان عن إفراز الدموع، والمواد المخاطية، ويزول الجفاف. ويمكن أن تستمر هذه الأعراض أسبوعين.
الوقاية
يمكن أن تكون العين الوردية شديدة العدوى، خاصةً عند الأطفال، لذا من المهم اتخاذ خطوات لمنع انتشارها. قدَّم جون سود، المالك والمؤسس المشارك لمراكز فيلوستي كير للعلاج العاجل، هذه النصائح لمنع انتشار عدوى العين الوردية:
- لا تلمس عينيك أبداً أو المنطقة المحيطة بهما دون غسل يديك أولاً.
- احرص على التخلص من مستحضرات التجميل القديمة وأي شيء تلامس مع عينيك أثناء الإصابة.
- لا تعر أحداً مستحضرات التجميل الخاصة بك أبداً.
وأضافت سيندي أنَّه ينبغي تطهير الأسطح، وغسل المناشف بعد استخدامها للمساعدة على منع انتشار العدوى.