جدّدت حكومة المحافظين في مقاطعة أونتاريو اليوم التأكيد بأنها لن تعيد النظر في قرارها إلغاء كلٍّ من مفوضية الخدمات باللغة الفرنسية ومشروعِ بناء جامعة فرنكوفونية في تورونتو، كبرى مدن المقاطعة وكندا على السواء، وأنها لا تنوي أيضاً شرح هذا القرار أمام سلطة فدرالية في أوتاوا.
وكانت اللجنة الدائمة للغتيْ كندا الرسميتيْن في مجلس العموم في أوتاوا قد نجحت اليوم بتخطي الفوارق الحزبية في هذا الملف فتبنت بإجماع أعضائها مقترحاً بدعوة وزيرة الشؤون الفرنكوفونية في حكومة أونتاريو كارولين مالروني لتشرح أمامها في جلسة عامة متلفزة مدتها ساعتان القرار الذي يعتبره الكثيرون بمثابة صفعة للمواطنين الناطقين بالفرنسية في كبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.
لكن ما أن تلقت مالروني الدعوة حتى رفضتها. فقالت في مؤتمر صحفي عقدته في تورونتو إنه لا يتعيّن عليها شرح القرار في أي مكان غير الجمعية التشريعية لمقاطعة أونتاريو.
"أسباب القرارات السياسية التي أعلناها معروفة، وأنا مستعدة للتحدث عنها بإسهاب مع الناس هنا في تورونتو وعلى امتداد أونتاريو، لكني سأبقى هنا في كوينز بارك"، أكدت مالروني، التي تشغل أيضاً منصب وزيرة العدل في حكومة أونتاريو، في مؤتمرها الصحفي فيما كان رئيس حكومتها دوغ فورد واقفاً بجانبها.
ويقع مبنى الجمعية التشريعية لأونتاريو في متنزه "كوينز بارك" في وسط تورونتو.
وكانت حكومة فورد قد عزت قرارها إلغاء كلٍّ من مفوضية الخدمات باللغة الفرنسية ومشروع بناء جامعة فرنكوفونية في تورونتو إلى "التحديات المالية" التي تواجهها أونتاريو، ونقلت صلاحيات المفوضية إلى ديوان المظالم في المقاطعة.
رئيس حكومة المحافظين في مقاطعة أونتاريو، دوغ فورد (Radio-Canada)
وأعرب أعضاء اللجنة البرلمانية في أوتاوا عن خيبتهم من رفض مالروني دعوتهم. وقال رئيس اللجنة دنيس بارادي إن الهدف من الدعوة ليس إخضاع الوزيرة الأونتارية للمساءلة من قبل اللجنة، مذكّراً بأن السهر على حقوق الأقليات، ومن ضمنها الأقليات اللغوية، هو من واجبات الحكومة الفدرالية.
وحسب الإحصاء السكاني الكندي لعام 2016 بلغ عدد سكان أونتاريو الذين تشكل الفرنسية لغتهم الأم أو ينطقون بها في المنزل أكثر من سواها من اللغات نحواً من 550 ألف نسمة، أي ما نسبته 4,1% من إجمالي عدد سكان المقاطعة. لكن عدد سكان أونتاريو المتحدرين من أصول كندية فرنسية يفوق هذا الرقم بكثير، فالكثيرون منهم تحولوا إلى النطق بالإنكليزية، لغة الأكثرية في المقاطعة، على مر الأجيال.
يُشار إلى أن الفرنسية والإنكليزية هما لغتا كندا الرسميتان.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)