تمتلك كندا عددا غير كافٍ من الطائرات المقاتلة ما يجعلها غير قادرة على تلبية التزاماتها تجاه حلف الناتو، وفقا لتقرير المدقّق العام لكندا مايكل فيرجسون الذي يستنكر أيضا عدم وجود خطة لسدّ النقص الكبير في الطيارين والتقنيين. ويشير التقرير إلى أجهزة غير حديثة ونقص كبير في الطيارين و التقنيين. كل هذه الاستنتاجات تُقلق المدقّق العام. ويرى هذا الأخيرأنه في الواقع ، حتى لو كان لدى وزارة الدفاع الوطني عدد كاف من الطائرات، فإن المشكل يبقى قائما.
ويتأسف لغياب خطة " للتغلب على أكبر عقبة تعترض كندا للوفاء بالمتطلبات الميدانية الجديدة ألا وهي نقص الطيارين وانخفاض القدرة القتالية لطائراتها." وسيتطلب ذلك أكثر من الثلاثة مليارات دولار الواردة في خطة تمديد عمر الأسطول الحالي وشراء وتشغيل وصيانة الطائرات الحربية المستخدمة من أستراليا.
وتقول كيسي توماس، المديرة الرئيسية لمكتب المدقّق العام لكندا :
"لا توجد في الوقت الحالي خطة لزيادة عدد الطيارين. وشراء الطائرات من أستراليا لن يحل مشكل نقص الطيارين والتقنيين"
ويضيف المدقّق أن " الاستثمارات التي قُرِّرت لا تسمح بتوافر عدد كاف من الطائرات والمعدّات كل يوم للوفاء بأعلى مستويات الانذار لقيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية أو نوراد NORAD و منطمة حلف شمال الأطلسيNATO في نفس الوقت."
لكنّ الحكومة الكندية مصرّة على شراء الطائرات الأسترالية في انتطار شراء طائرات جديدة. ويقول ستيفان لوزون، السكرتير البرلماني لوزير الدفاع الكندي :
"هذه الطائرات مهمة لتغطية احتياجاتنا في المرحلة الانتقالية قبل شراء الطائرات الجديدة"
ويؤكد التقرير ما تداولته وسائل الاعلام فيما مضى بأن القوات الكندية لا تمتلك إلا 64٪ فقط من احتياجاتها من الطيارين المؤهلين لقيادة الطائرات من طراز .CF-18. فبين أبريل نيسان 2016 ومارس آذار 2018، خسر الطيران الملكي الكندي 40 طياراً مقاتلاً مؤهلاً. ولم يدرب سوى 30 طياراً مقاتلاً جديداً، وفقا للتقرير.
ويذهب المدقّق العام إلى أبعد من ذلك ويقول : "إذا استمر الطيارون في المغادرة بهذا الشكل، فلن يكون هناك ما يكفي من الطيارين ذوي الخبرة لتدريب الجيل القادم من الطيارين المقاتلين. " و أكّد ذلك وزير النقل الفيدرالي مارك غارنو. وقال هذا الأخير "إن كندا أمام تحدّ لتوظيف المزيد من الطيارين ، ليس فقط في الجانب العسكري، ولكن أيضًا على جانب الطيران التجاري. إنني أبحث في هذا الملف لإيجاد حلول لتوظيف المزيد من العمال ".
وأشار مارك غارنو إلى أن تكلفة تدريب الطيارين عالية للغاية، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم جذب عدد كافٍ من الناس إلى هذا الميدان. وقال هذا الأخير : "لكي تصبح طيارا تجاريا ،يجب عليك دفع مبلغ 80.000 دولار."
بالاضافة إلى ذلك، لا يرى مارك غارنو أي تناقض بين شراء الطائرات الأسترالية المستخدمة وعدم وجود طيارين يقودونها. ويقول :"إن قواتنا المسلحة تعمل بجد من أجل توظيف الطيارين. وعندما يأتي الطيارون، يجب أن تكون الطائرات موجودة هناك. لذا علينا أن نعمل على الجبهتين. " وأضاف تقرير المدقّق العام أن التقنيين تمكنوا من إعداد 83٪ فقط من الطائرات للوفاء بالتزامات الدفاع لقيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية أو نوراد NORAD و منطمة حلف شمال الأطلسيNATO .
ويحذّر مايكل فيرغسون أنّه إذا لم يزد عدد التقنيين ذوي الخبرة ، فإن الطلعات الجوية التي يستطيع كل طيار من طراز CF-18 أن يقوم بها تنخفض. ويذكر التقرير أنه في العام الماضي كان عدد ساعات طيران كل طيّار أقل من الحد الأدنى المطلوب وهو 140 ساعة. ولم يتمكن الدفاع الوطني من القيام بما هو ضروري ، كما يقول المدقّق العام ، "نظرا لعدم اليقين بتاريخ استبدال الأسطول المقاتل".