تكشف الأزمات عموما والأزمات السياسية خصوصا شخصيات تترك أثرها في ذاكرة النضال السياسي إن كان ذلك على المدى القريب أو البعيد.

ففي الأسابيع الماضية، برزت إلى الملأ في كندا شخصية أماندا سيمار النائبة المستقلّة في الجمعية التشريعية في مقاطعة أونتاريو مع اندلاع أزمة الاقتطاعات في الخدمات باللغة الفرنسية.

وذلك بعد قرارحكومة المحافطين في أونتاريو و التي يرأسها دوغ فورد بإلغاء مكتب مفوض خدمات اللغة الفرنسية والتخلي عن مشروع جامعة أونتاريو الفرنسية.

وكانت أماندا سيمارهي العضو الفرنكوفوني الوحيد في الحزب التقدمي المحافط في أونتاريو قبل استقالتها منه. وهي نائبة عن دائرة انتخابية تقع في شرق المقاطعة على حدود كيبيك وأغلب سكانها من الناطقين بالفرنسية.

وعلى غير ما هو معتاد عليه في الأعراف البرلمانية الكندية، فقد ساندت أماندا سيمار اقتراحا للحزب الديمقراطي الجديد في أونتاريو يدعو حكومة فورد إلى إلغاء التخفيضات في الخدمات باللغة الفرنسية.

وقالت أمام نواب الجمعية التشريعية إنها دعمت اقتراح الحزب الديمقراطي الجديد لأن حكومتها لم تحترم التزامها اتجاه فرانكوفونيي أونتاريو.

وأضافت وسط تصفيق نواب المعارضة أنه "إذا واصلنا بهذه الطريقة فلن يتبقى الكثير للناطقين بالفرنسية في غضون بضع سنوات. فبالنسبة إلى جامعة أونتاريو الفرنسية فقد كان ذلك وعدًا، وعدًا متكررًا. لكن لم يتم الوفاء به. ". لكن مقترح الحزب الديمقراطي الجديد لم يحصل على أغلبية الأصوات وتم رفضه.

راية الأونتاريين الناطقين بالفرنسية -(أرشيف)- National Arts Centre

راية الأونتاريين الناطقين بالفرنسية -(أرشيف)- National Arts Centre

وبعد ذلك صوّتت أماندا سيمار ضد القانون 57 الذي اقترحه حزبها و الذي يدمج مكتب مفوض خدمات اللغة الفرنسية في مكتب أمين المظالم وينهي تمويل مشروع جامعة أونتاريو الفرنسية.

وما قامت به أماندا سيمار نادر في التقاليد والأعراف البرلمانية والديمقراطية في كندا.

وفي حوار أجرته معها هييئة الإذاعة الكندية، أكّدت أنها لم تفعل كما يفعل النواب عادة إذا كانوا ضد قرارات حزبهم، إذ يتغيبون عن جلسة التصويت.

"القرارات مسّت قلب هويتنا ولغتنا وثقافتنا. شعرنا بأننا مهاجمون. وإذا لم أحضر [جلسة التصويت] فهذا يعني أنني أختبئ أومتخوفة. أردت أن يكون واضحا أنني كنت ضد هذا الإجراء ."، أماندا سيمار، النائبة المستقلّة في الجمعية التشريعية في مقاطعة أونتاريو

يبلغ عدد الناطقين باللغة الفرنسية في أونتاريو حوالي 550 ألف نسمة أي 4.1% من مجموع سكان أونتاريو البالغ 13.5 مليون نسمة - Radio Canada

يبلغ عدد الناطقين باللغة الفرنسية في أونتاريو حوالي 550 ألف نسمة أي 4.1% من مجموع سكان أونتاريو البالغ 13.5 مليون نسمة - Radio Canada

ولكنّ رئيس الجمعية التشريعية لم يحتسب صوتها لاعتبارات تقنية ورفض حزبها التدخّل.  هذا ما دفع بها إلى الاستقالة من الحزب التقدمي المحافظ ومواصلة عملها كنائبة مستقلة.

"كان الناس يسألونني ما هو الخط الأحمر الذي لا يجب تجاوزه كي أبقى مع حزبي. كنت دائما أقول سيكون ذلك يوم لا أستطيع أن أقوم بعملي. وعندما عدت إلى بيتي بعد جلسة التصويت، اقتنعت بأنني فعلا لم أعد أستطيع القيام بعملي."، أماندا سيمار، النائبة المستقلّة في الجمعية التشريعية في مقاطعة أونتاريو

و "بلغ عدد سكان أونتاريو الذين تشكل الفرنسية لغتهم الأم أو ينطقون بها في المنزل أكثر من سواها من اللغات نحواً من 550 ألف نسمة، أي ما نسبته 4,1% من إجمالي عدد سكان المقاطعة. لكن عدد سكان أونتاريو المتحدرين من أصول كندية فرنسية يفوق هذا الرقم بكثير، فالكثيرون منهم تحولوا إلى النطق بالإنكليزية، لغة الأكثرية في المقاطعة، على مر الأجيال."

وبعد إعلان حكومة أونتاريو عن اقتطاعات في الخدمات المقدّمة لفرنكوفونيي المقاطعة، اجتمع أعيان الجالية لوضع خطة عمل لدفع حكومة المحافطين المحلية على التراجع عن قرارها بإلغاء مشروع الجامعة الفرنكوفونية ومكتب مفوّض اللغة الفرنسية.

لكنّ كل الرفض والشجب والمظاهرات، لم تتثن حكومة دوغ فورد ونوابها على المصادقة على القانون الذي يقتطع في الخدمات باللغة الفرنسية .

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً