يمر ألوطن ألعربي في هذة ألمرحلة ألتاريخية بإنتكاسة كبيرة ووضع متردي في جميع ألنواحي ألسياسية والاقتصادية والوطنية والقومية والامنية.
نشرت سي ان ان ألاخبارية بتاريخ 2 كانون ثاني 2017 تقريرا عن أوضاع ألوطن ألعربي جاء فية:
سكان ألوطن ألعربي يشكلون 5% من سكان ألعالم حوالي 392 مليون عام 2015 ،
ألوطن العربي يشكل ما نسبتة 17.5% من مجموع ألصراعات ألعالمية.
ألوطن ألعربي ينتج أو يشسكل 45% من مجموع ما يحدث من أعمال إرهابية في ألعالم .
يشسكل 47%من مجموع ما يحدث من تهجيرللسكان من أماكن سكناهم داخل نفس ألبلدان نتيجة أعمال ألعنف.
ألوطن ألعربي يشكل ويصدر ما نسبتة 57% من مجموع طالبي أللجوء في ألعالم .
ألوطن ألعربي شهد 68.5% من ألمعارك ألعسكرية ألمسببة لقتل ألمدنيين في العشرة سنوات الاخيرة في ألعالم .
شباب ألوطن ألعربي ذوى ألاعمار 15 الى 29 عام ، يقاربون 30% من ألقوى ألعربية ألعاملة ، وهم ألاكثر تعرضا للعنف والخسارة على نحو غير مسبوق في ألتاريخ ألحديث، وان نسبة ألبطالة في ألوطن ألعربي تصل إلى 30% من مجموع ألقوى ألعاملة، وان ألوطن العربي يحتاج الى 60 مليون فرصة عمل حتى عام 2020 ، حيث نسبة ألبطالة ألعالمية 13.99%.
ألوطن ألعربي هو أكثر ألمناطق إستهدأفا في العالم من ألفوى ألدولية للسيطرة على موقعة ألاستراتيجي ومواردة وأسواقة، وان ألواقع ألعربي ألمتأزم يشكل تحديا وطنيا وقوميا ، حيث يعاني ألشباب ألعربي من بطالة وتهميش، وهم من ألمفروض أن يكونوا في قمة ألانتاج والابداع.( مركز ألحوار ألعربي ، واشنطن، د. عوني فرسخ)
منظمة ألشفافية ألدولية ألتي مركزها برلين في ألمانيا ، والتي تأسست عام 1993 بهدف مكافحة ألفساد ومنع ألنشاطات ألاجرامية ألتابعة لة ، في تقريرها بعنوان " ألدوامة ألكبيرة" ، هذة ألمنظمة ذكرت في تقريرها أن ألفساد ألذي يحدث في دول متعددة يشكل تهديدا أمنيا حقيقيا، أكبر من كونة وسيلة لتعبئة جيوب ألنخبة بألمال، ألمجتمع ألدولي يركز على محاربة ألافكار ألدينية ألمتطرفة، ويتجاهل تغاضي ألدول ألغربية عن ألفساد في دول ألشرق ألاوسط.(ألجزيرة 21 شباط 2017).
قال مسؤولون سودانيون وخبراء اقتصاد ، أن منظومة ألامن ألغذائي ألعربي على الاراضي ألسودانية، أنها لم تر ألنور حتى ألان رغم مضي سنوات طوبلة ،نتيجة عدم تفعيل اتفاقيات ألتكامل ألعربي منذ أربعينات ألقرن ألماضي ، إذ أن ألدول ألعربية لم تشتطيع توفير غذائها، حيث تبلغ ألفجوة ألغذائية ألعربية 34 مليار دولار ، حسب إحصائيات ألمنظمات ألعربية للتنمية ألزراعية( رأي أليوم 29 أذار 2017)
مناخ ألحريات ألسياسية والفكرية والتطور ألعلمي هي الأساس في تطور ألمنظومة ألمعرفية في ألدول، في ألوطن ألعربي لا زالت منظومة ألمعتقدات ألتقليدية هي ألسائدة في ألمجتمعات ألعربية ، ويبقى ألتطور ألمؤسساتي والعلمي ضحلا عند ألدول ألعربية، وتبقى ألمشاركة ألشعبية في ألحكم غائبة ، والتي تمارس من خلال ألمؤسسات ألوطنية التي تعتمد على حكم ألقانون والشفافية ، وهي ألمقياس لشرعية ألحكم، غياب ألوعي وغياب ألثقة بألنفس نتيجة عدم توفر حرية ألتعبير من المشاكل ألتي تعاني منها ألمجتمعات ألعربية، ومن أهم ألمشاكل ألتي تواجة ألمجتمعات ألعربية حاليا هي مشكلة ألفساد وألطائفية والمذهبية والتي أدت الى تشرذم وتردي ألوضع ألعربي وهو ألاسوء منذ استقلال الدول ألعربية في خمسينات ألقرن ألماضي( د.داوود خيراللة، استاذ ألقانون ألدولي في جامعة جورجتاون ألامريكية، مركز ألحوار ألعربي).
صحيفة نيويورك تايمز تصدر عددا خاصا عن ألوضع ألعربي والكارثة ألتي حدثت لة منذ 13 عاما،تقول فية: منذ ألاحتلال الامريكي ألبريطاني للعراق عام 2003 ، ذلك ألعدوان ألذي لم يدمر حزب ألبعث ألعراقي فقط، بل دمر الدولة ألعراقية وخلق الظروف ألملائمة لولادة داعش وأمثالها ، والتي أدت الى تحويل ألعالم ألعربي الى منطقة ملتهبة، ومصدر أزمة لاجئين عالمية، كما أعطى إشارة لانطلاق عصر الارهاب ألذي يضرب ألعالم أليوم ويقض مضاجع ألبشرية، حصيلة ألخسائر ألبشرية والمالية ألموثقة التي سببها ألعدوان ألامريكي بحجج كاذبة، فقد قتل من ألعراقيين مليون و455 ألف و590 شخصا، ومن ألعسكريين ألامريكيين 4801 ومن حلفاء ألامريكيين ألعسكريين 3487 ، وان ألكلفة ألعسكرية على ألغالب والمغلوب بلغت تريليون و705 مليارات و 856 مليون.
تقدر خسائر ألوطن ألعربي بمبلغ 830 مليار دولار نتيجة ما حصل من أحداث بعد ما سمي ألربيع ألعربي، ألانحطاط ألذي يشهدة ألوطن ألعربي ألان غير مسبوق في ألتاريخ ، خاصة أنة يحدث في عصر تحرز فية ألشعوب مزيدا من ألتقدم والارتقاء، ما نشهدة أليوم أن ألعرب يحاربون العرب في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، وان 70% من ضحايا ألارهابيين (الاسلاميين) بإسم ألاسلام هم من ألمسلمين( رأي أليوم 5 كنون ثاني 2019 )
ألمستشرق الاسرائيلي البريفيسور إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب يقول: إن العلاقات ألاسرائيلية مع ألدول العربية وصلت إلى نقطة اللا عودة للوراء، وهي تتطور بسرعة على جميع الاصعدة بمعزل كامل عن ألقضية ألفلسطينية( رأي أليوم 12 تشرين ثاني 2018)
يعيش العرب هذة الايام نتيجة ما يحدث في ألوطن العربي من مأسي حالة من إنفصام ألشخصية ، تدفع بعضهم الى ألتبرئ من عروبتهم ، ألبعض يعتبر ألعروبة شيئ من ألماضي ليس قابلا للحياة في زمن العولمة، والبعض يعتبر ألعروبة بدعة وكل بدعة ضلال، والبعض يعتبرها اختراعا مسيحيا في تقليد للغرب ، حيث كانت ألروابط بين ألاوطان وليس ألدين، والبعض يحمل العروبة ما ألت الية أحوال العرب فيتنكر لها ويتهمها بألعقم ( طلال سلمان رئيس تحرير ألسفير اللبنانية)
ألمنطقة ألعربية هي في حال ألطرف ألمسير وليس ألمخير، وهي بمجموعها ألمتشرذم وبأجزائها ألمنقسمة داخليا، والمعطوبة سياسيا ، عاجزة عن تقديم رؤيا عربية بديلة لمستقبل ألمنطقة ، وفي ظل هذا ألفراغ ألعربي يتواصل ألتدخل ألاجنبي وصراعات ألنفوذ ألدولي قدما، لذا في هذا ألزمن الرديئ التي تمر بة ألمنطقة ألعربية ، تزداد مشاعر أليأس من ألعديد من العرب ، تصل ببعضهم الى الى حد ألبراءة من انتمائهم ألعربي، ألانتماء ألعربي هو جلد جسمنا ألذي لا نستطيع تغييرة.( صبحي غندور ، رئيس مركز ألحوالر ألعربي، واشنطن)
هذة نبذة صغيرة مختصرة عن ما وصلت الية ألاوطان العربية من تردي وانحطاط، وفي رايي أن ألسبب ألرئيسي في ذلك يعود الى وجود أنظمة عربية ديكتاتورية غير منتخبة من شعوبها، وهي مستعدة أن تقاتل حتى أخر عربي في سبيل ألمحافظة على عروشها سواءًا كانت ملكية أم جمهورية ، ألفيلسوف ألفرنسي مونتسكيو( 1689-1755) صاحب نظرية فصل ألسلطات ، قال قبل ثلاثة قرون " ألسلطات ألمطلقة هي مفسدة مطلقة "
ان ما يحدث في الوطن ألعربي من فتن دينية ومذهبية واثنية هي ليست صدفة، بل خطط ممنهجة ومدروسة ، هذة الفتن وما ينتج عنها من نزاعات وحروب لم تكن موجودة قبل مائة عام أو في خمسينات ألقرن ألماضي بعد استقلال الدول العربية ، ألشعوب ألعربية كانت متعطشة للوحدة العربية في تلك ألفترة.
ألشعوب ألعربية ألتي قامت سنة 2011 بإنتفاضات شعبية سلمية وحضارية، والتي سُحقت من قبل ألانظمة ألعربية ألديكتاتورية، كانت جميعها تطالب بألتخلص من ألانظمة ألديكتاتورية ألفاسدة وبناء أنظمة ديقراطية تمثل ألشعوب ألعربية ، لا أعتقد بان ألشعوب ألعربية ستبقى صامتة على هذا ألوضع ألمزري، وفي رايي لا يمكن تحقيق ألحرية والتحرر والتقدم والنماء والكرامة والوحدة بدون بناء أنظمة عربية ديمقراطية تساوي بين جميع ألمواطنين على اسس وطنية ومدنية ، ونبذ أي شكل من أشكال ألتفرقة ألطائفية أو ألمذهبية، الدولة ألتي تتبنى ألطائفية لا يمكن أن تتقدم وستبقى في نزاعات طائفية على أسس ألمصالح ألشخصية والطائفية ، وستبقى في تخلف وموت سريري إلى ما بعثون.
خليل العالول
كانون ثاني 2019