أكثر من نصف الأغذية المنتجة في كندا تُهدر، حسب دراسة صدرت أمس الخميس وصفها الباحثون بأنها "الأولى من نوعها في العالم".
ووفقا لهذه الدراسة التي قامت بها شركة ''Value Chain Management International'' بتكليف من مؤسسة «Second Harvest» في تورنتو والتي تعنى بالحد من الفضلات الغذائية، فإن متوسط قيمة نفايات المطبخ الكندي من الأغذية يصل إلى مئات الدولارات سنويا.
ويؤكّد معدّو الدراسة بأن نتائجها قد تم التحقق منها من قبل الخبراء.
وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن الكنديين يهدرون ما يقرب من 400 كيلوغرام من الطعام لكل شخص سنويا، مما يجعلهم من بين المتصدّرين عالميا احصائيات "الهدر الغذائي".
فعلى سبيل المثال ووفقا لهذه الدراسة التي تمّ اجراؤها بطلب من مؤسسة Second Harvest» في تورنتو والتي تعنى بالحد من الفضلات الغذائية ، يتعفن التفاح على الأرض بسبب قلة الملتقطين، ويتمّ إتلاف فائض الحليب، ويتم حرث آلاف الهكتارات من المنتجات في الحقول قبل قطفها عند إلغاء الطلبات.
وخلصت الدراسة إلى أن 58 % من إنتاج الغذاء الكندي يهدر. ويشمل هذا "نفايات لا مفر منها"، مثل عظام الحيوانات. ولكن يمكن استعادة ثلث هذه النفايات أي أكثر من 11 مليون طن .
"58 % هي النسبة المئوية الاجمالية لهدر الأغذية على جميع مستويات عملية انتاج المواد الغذائية. فهناك هدر في الإنتاج ، وفي التخزين بعد الحصاد وفي تغليف المنتجات وفي التوزيع ثم في الاستهلاك.''، فيرونيك راسل ، المنسقة في مؤسسة Second Harvest
وتبين الدراسة أن قيمة البقالة القابلة للاستخدام والتي تنتهي في المكبات الكندية أو في مواقع التخلص الأخرى تبلغ حوالي 50 مليار دولار.
ويمثل هذا أكثر من نصف ما ينفقه الكنديون على الغذاء سنويا، ما يكفي لإطعام كل كندي خلال خمسة أشهر.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الغذاء الذي يتم التخلص منه دون داعٍ في كندا ينتج أكثر من 22 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون ، وهو أحد مسببات التغير المناخ.
ويوضح التقرير أيضاً أن التصنيع والتحويل هما أكبر مصادر "النفايات التي يمكن تحاشيها "، ما يمثل 43% من مجموع النفايات.
كما يتفشى الهدر في المنازل الكندية التي تنتج 21 % من "النفايات التي يمكن تحاشيها ". ما يمثل حوالي 1.700 دولار لكل أسرة. كل هذا في بلد يجد فيه أربعة ملايين شخص صعوبة للحصول على ثلاث وجبات جيدة في اليوم.
وتمثل نفايات المستشفيات والمطاعم والمؤسسات 13 % من النفايات الغذائية التي يمكن تحاشيها. أما محلات البيع بالتجزئة فتتسبب في 12% منها فقط.
ومن جانبهم، لا يضيع المزارعون سوى 6% من الغذاء الذي ينتجونه . أما الموزّعون فيضيعون أقل من ذلك بنسبة 5%.
وتقترح الدراسة العديد من الطرق للحد من نفايات الطعام: تنسيق أفضل بين المزارع والمحوّل، ومواعيد انتهاء صلاحية المواد الغذائية أكثر دقّة حسب المنتوج الغذائي أو تقييم أفضل لسلامة الأغذية.