منذ أيام قليلة جمعتنى الظروف  مع اخ عزيز وصديق قديم لم اره منذ فترة  بالطبع تبادلنا التحية وسألته وقد بدا انه فقد قدرا ملحوظا من وزنه فسألته  اهذا النقص في الوزن راجع الى رجيم خاص ام رياضة خاصة   فقال لي وانا استشعر نبرة صوته وقد اكتست بهدوء الحركة  والتاخر في الرد قال الحقيقة في فقدى للوزن ليس  للرجيم وليس للرياضة بل للمرض الذي داهمنى فجأة وبدون أي انذار  انه الفشل الكلوي  اجل لقد اكتشفت فجاة ان الكليتين الاثنتين عندى لا تعملان  ومن ثم ها انذا اذهب مرتين من كل أسبوع الى مستشفى فيكتوريا لعمل غسيل الكلى والتخلص من الفضلات الضارة من دمي حيث تستغرق عملية  الغسيل وقتا طويلا في كل مرة   ثم اردف الحمد لله ان حدث هذا وانا في كندا حيث يتوفر هذا العلاج بصورة مناسبة وفي مواعيد منظمة  وكم انا اثمن لهذه الدولة حسن الرعاية الطبية بها والمساواة بين جميع المرضى وليس كما هو في بلاد وفدنا منها حيث كان هناك تفضيل انسان على اخر او بمعنى ادق جنسية على أخرى فهناك ابن البلد وهناك الوافد الى هذا البلد . واستمر بيننا النقاش حول ظروف تعامله العاملين في المستشفى معه فقال كم انا اشعر بتعاطفهم مع المريض ومحاولاتهم المستمرة لرفع روحه المعنوية واسعاده وابعاد أي الم  او اكتئاب يشعر به  وهذه المعاملة تبدأ بموظف  او موظفة الاستقبال  التى يقابلك بابتسامة مرحبة وبالممرض او الممرضة والتي تجسد المعنى الحقيقى لملاك الرحمة   فهى دوما  انيقة مهذبة بشوشة الوجه مرحة الحديث خفيفة الحركة متسقة الجسم وتصغى لك اكثر مما تتكلم   اما  الطبيبة او الطبيب فهو أيضا ذو وجه مبتسم وكلام صادق وينصت باهتمام الى كلماتك ومن ثم يقوم بفحصك وتتبع حالتك الصحية ومن ثم يصدر تعليماته للممرض او الممرضة المرافقة له  ثم اردف  من حسن حظي ان الدكتور المعالج لى هو من اصل عربي انه عراقى وهو يعتبر من اشهر أطباء المستشفى في مجاله وكعربي فانا اشعر معه بالطمأنينة واتباسط معه  فهناك الكثير الذي يجمع بيننا فنحن كعرب ثقافتنا واحدة  ومن ثم من السهل عليه أي الطبيب ان يشعر بما اشعر من ناحية سيكولوجية نفسية  بالإضافة الى هذه الرابطة القوية فلقد اكتشفنا ان هناك شيئا قويا اخر يربط بيننا اذ قال لي انه تتلمذ عن ذلك الطبيب النطاسى الشهير الدكتور" ابونا " والذي كان اشهر أطباء الكلى في دولة الكويت الحبيبة  فقلت له ماذا تقول يا رجل انا اعرف الدكتور ابونا وكم انا ممتن له حينما كان يعالج أقارب لى في الكويت ومن ثم توثقت علاقتى بهذا الدكتور النطاسي العظيم  . هكذا اذن سار بنا الحديث  وانهى نقاشه بنبرة تفاؤلية واضحة  بانه حاليا قد تم تسجيل طلبه ليصبح في قائمة المنتظرين لزرع كلى من متبرع ما  ويعتقد كما اخبره الطبيب ان هذا لن يأخذ وقتا طويلا فهناك من يتبرعون وباستمرار باعضائهم من اجل ان تنقل لمريض ما ومن ثم يهبوه حياة جديدة وهم أي المتبرعون يشعرون براحة نفسية كبيرة بعملهم هذا  وهنا قلت له وبضحكة لازم يكون كدة فهم يضمنون لورثتهم مبلغا كبيرا من المال ثمن هذا العضو المتبرع به او ذاك وقبل ان اكمل كلامى قاطعنى : لالا يا دكتور انهم لا يأخذون أي مبلغا ماليا  فبيع الأعضاء محرم قانونيا ويعاقب عليه القانون   فالتبرع بالاعضاء هنا هو رحمة لا تجارة  انه عمل خير لا تدخل فيه عمليات البيع او الشراء   لقد حرمت كندا شأنها شأن الدول المتحضرة تجارة بيع الأعضاء   تذكرت هذا وانا استرجع عدة قصص حدثت في بلادنا الام حيث قام انسان ومن شدة سوء ظروفه المالية السيئة  ومن شدة حاجته للمال بيع عضوا من أعضاء جسمه وهو لا زال حيا يرزق على وجه الحياة  وهناك قصصا أخرى اشد ايلاما وقسوة من ذلك كأن يقوم طبيب في مستشفى ما بسرقة كلية من مريض اثناء تواجد هذا المريض في المستشفى للعلاج من مرض ما  أي يقوم الطبيب وبمعرفة إدارة المستشفى بسرقة أعضاء من اجسام المرضى وبيعها لاشخاص اخرين بمبالغ باهظة   بل هناك ما هو ابشع من ذلك وتحدث للأسف في مستشفياتنا في بلادنا الام وكما حدث في المستشفى الجامعى في اليمن حينما قام احد الفنيين في كلية الطب باستدراج الطالبات بحجة السماح لهن بمشاهدة الموتى في ثلاجات مشرحة الكلية كي يستعدن ويراجعن محاضراتهن الطبية في وجود تلك الجثث وكان هذا الفني يختار اوقاتا تكون الكليه شبه خالية من الناس  مما يسهل عليه مهمة قتل هؤلاء الطالبات ومن ثم بيع اعضائهن الى شبكة متخصصة  وقد حدث هذا بالفعل لاحدى صديقات ابنتى حينما كانت تدرس الطب بالجامعة وبالطبع اكتشفت السلطات هذا الفني المجرم وتم إعدامه .. وهناك أيضا الكثير من القصص التي تتكلم عن اختطاف الأطفال وبيعهم من اجل اخذ اعضائهم وبيعها   قصص مقززة واناس بلا رحمة ولا ضمير.

نعود الى سياق حديثى مع صديقى العزيز حيث سألته  لعلك اشترطت ان يكون المتبرع لكليتك شخصا عربيا ومسلما لتكون لحوم حلال !! ضحك كثيرا وقال للأسف وكما عرفت بانه لا يوجد وللأسف  أي عربي او حتى أي مسلم قد قام وتبرع باي عضو من أعضائه  اذ ان كل المتبرعين فيما اعرف ليسو عربا بل كلهم تقريبا أجانب  ومعظمهم من البيض  رغم ان المرضى العرب يستفيدون بالطبع من هذه الأعضاء !!  خبر غير متوقع و سؤال كبير يطرح نفسه ؟ لماذا تحجم الجالية العربية عن التبرع باعضاء موتاها ؟ هل هو الدين لا اعتقد لان الدين فيما اعتقد انه حلل التبرع بالاعضاء  هل هو الخوف من الألم لا اعتقد فالميت لن يشعر بالالم بعد موته  فماذا يضير الشاة بعد ذبحها جملة قالتها ابنة ابي بكر الصديق  لابنها حينما كان يخشى ان يمثل الحجاج بجسمه بعد قتله  هل هي الثقافة التي نحملها نحن العرب  ربما فنحن نقدس قدسية الميت  ولا نريد التمثيل بجسده  الاجابه هنا ان اخذ عضو من جسد ميت هو أوصى بذلك ليس عدم تقديس لحرمة جسدة ولا هو تمثيل بجثته  بل هو عمل انساني يثاب عليه وتضحية ذات فائدة عظيمة لانسان مريض يحتاجها لتكتب له الحياة  فما اعظمها من فائدة وما اعظم اجرها عند الناس اهل المريض وعند الله لان هذا المتبرع قد كان السبب وبقدرة الله في احياء شخص كان على شفى الموت   فكم هو عظيم عند الله ان تكون سببا في حياة انسان ما ربطك به هو حب الخير له ومن ثم فسيظل هذا الشخص  وجميع من يخصه يدعون لك بالرحمة وفسيج الجنات وما اصدقها وحلاها من دعوات .

كم اطلب من نفسي أولا ومن أعضاء جاليتى العربية ان يفكروا مليا في هذه القضية ومن ثم يبادروا بالاعراب عن رغبتهم بالتبرع باعضائهم عندما تحين الساعة وينتهى الاجل ويكون هذا التبرع بمثابة صدقة جارية تدفع عنا عذاب اليوم الاخر وتمنحنا رصيدا محترما يقلل من حساب خطايانا او هو بمثابة بطاقة او قل بطاقة ائتمان تسمح لنا دخول نادي الصالحين المؤمنين في الجنة . الامر بسيط حينما تجدد بطاقتك الصحية اعرب عن رغبتك بالتبرع بالعضو الذي تريده  واترك الباقى لرحمة ربك الكبير الرؤوف الرحيم   خذ هذا الاجراء بسرعة فاالوقت ومهما طال هو وقت قصير !!واخيرا اقول بالسلامة يا قارئي العزيز !!


 

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

  1. ugihimmijef
    2019-03-16

    http://theprettyguineapig.com/amoxicillin/ - Amoxicillin Amoxicillin http://theprettyguineapig.com/amoxicillin/

أترك تعليقاً