100 مليون دولار ثمن بيت لا يساوي مليون أو أقل بالقياسات المادية الحالية، قد لا يحتاج هذا الأمر إلى ذرة تفكير واحدة بالنسبة للكثيرين، أما بالنسبة للمواطن الفلسطيني عبد الرؤوف المحتسب فإن العرض المقدم غير مغر، حتى لو كان العطاء مجزيا لهذه الدرجة، كلمة السر في هذا الرفض تكمن في خصوصية المكان.
إغراءات بدأت بـ ستة ملايين دولار مرورا بـ 40 مليون دولار، وصولا إلى 100 مليون، يواصلها المستوطنون الإسرائيليون في محاولة لإقناع المواطن الخليلي البسيط لبيع منزله ودكان بقالة يعتاش منها، مع زوجته وابنه .
فالمبنى يقع في مدينة الخليل حيث يعيش نحو 850 مستوطن وسط نحو 200 ألف فلسطيني. وهو مكون من محلين تجاريين ومنزل بمساحة تراوح ما بين 700 و800 متر مربع، وفي ظل الزحف الاستيطاني ومحاولات تهويد المدينة التي تضم الحرم الإبراهيمي المقدس لدى اليهود أيضا، يستمد المكان أهميته والحرص على انتزاع ملكيته وهو ما يبرر هذا المبلغ الكبير من المال وما يبرر أيضا موقف صاحب الملك.
المواطن البالغ من العمر 61 عاما، يؤكد أنه وعلى الرغم من الاعتداءات المتكررة والأضرار المادية والجسدية التي ألحقها المستوطنين به وعائلته أن المال هو "أخر ما يفكر به"، مشددا على أن "بيته مش للبيع".
وفي حديث إلى وكالة الأناضول التركية قال محتسب "حرام نبيعها، هذه أرضنا عرضنا ديننا وطننا، ما ممكن نبدلها بكنوز الأرض".
ولم تبدل المبالغ المالية الضخمة، والعروض الأخرى المقدمة مثل الهجرة إلى أستراليا أو كندا، والمساعدة في إنجاز مشاريع كبرى في الخارج، موقف ابن الخليل ولم تهزه الملايين، بل جعلته أكثر إصرارا على البقاء في مكان ولادته وأرض أجداده.