غالبًا ما يكون فصل الشتاء في كندا مرادفاً للعزلة بالنسبة لكبار السنّ والأشخاص محدودي الحركة. ولم يخرج شتاء 2019 عن هذه القاعدة، حيث وجدت البلديات صعوبة في إزالة الجليد عن أرصفتها بسبب الظروف المناخية الصعبة.

والتقت هيئة الإذاعة الكندية بـهنري البالغ من العمر 77 عاما الذي يتعافى من عملية جراحية وهو بحاجة إلى ممارسة الرياضة البدنية كي يستعيد قواه. ولكن أرصفة  مونتريال خطرة للغاية وتمنعه من الخروج.

"يجب عليّ أن أتحرّك وأن أخرج. لكن الأمر صعب مع حالة الأرصفة.  هذا هو حال شتائنا. ولن ألوم أحدا سوى البرد الشديد."، هنري، مونتريالي مُسنّ

ويكتفي هنري بالمشي عبر أروقة المبنى الذي يعيش فيه. كما يستعين بخدمة "وجبات الطعام " لإحدى المؤسسات الخيرية "رامو دوليفييه" للحصول على الطعام دون الحاجة إلى الخروج.

وهنري ليس الوحيد الذي يعاني من هذا الوضع. فالكلام عن الأرصفة الجليدية يتكرّر دائما في الحديث الذي يجري بين متطوعي هذه الجمعية و كبار السن الذين يزورونهم. ويقول أحد المتطوعين: "حتى أنا واجهت صعوبة في صعود السلالم وفي المشي على الأرصفة لأن ذلك خطير للغاية".

ولكسر عزلة هؤلاء المسنين والتأكد من سلامتهم، يقوم متطوّعو جمعية "رامو دوليفييه" بإجراء مكالمات هاتفية يومية إلى المستفيدين.

وتقول منسقة الجمعية جوزيه روَا: "يتم طلب الشخص المسنّ عبر الهاتف كل يوم في نفس الوقت تقريبًا. لذا، إذا مرّ يومان متتاليان لا يجيب فيهما الشخص ومع انعدام أي مؤشر على دخوله المستشفى أو ذهابه في إجازة ، فإننا نقوم بالاتصال بالأقارب والشرطة."

ومن جانبها ، ذكّرت الجمعيات التي تدافع عن حقوق الأشخاص الذين يعانون من إعاقة حركية، المسؤولين المنتخبين عدة مرات بأهمية إزالة الثلج والجليد من الشوارع والأرصفة كي يتمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى منصات ركوب السيارات الخاصة.

وأعلنت بلدية مونتريال في بداية الأسبوع أنها ستوفّر في جميع دوائرها خدمة إزالة الثلج للأشخاص ذوي الحركة المحدودة. ولكن "هذا التدبير ليس أكثر من عملية  ذر للرماد في العيون"، حسب ليندا غوتييه رئيسة تجميع النشطاء من أجل الإدماج في كيبيك التي قالت إنّ "إزالة الثلج من منصات الركوب لا يكفي."

 "لا يمكننا الذهاب أبعد من منصة ركوب  خدمة النقل المُكيّف والذي غالبا ما يتم إلغاؤه بسبب الطقس. ". ليندا غوتييه رئيسة تجميع النشطاء من أجل الإدماج في كيبيك

وتشير ليندا غوتييه إلى أن حالة الأرصفة تمنعها من التحرك في حيّها. "بالكاد خرجت منذ عيد الميلاد. هذا أمر فضيع."  وتضيف أن خدمة نزع الثلج لن تدخل حيّز التنفيذ إلا في العام المقبل. "و لن تؤدي إلا إلى جعل البلدية تشعر بأنها تقوم بواجبها."

كما أنها تشك في إمكانية إزالة الثلج في الوقت الذي يناسب الجدول الزمني للأشخاص ذوي الحركة المحدودة.

وستضطر مدينة مونتريال إلى دفع ما يقرب من 13 ألف دولار إلى امرأة أصيبت بكسر ثلاثي في ساقها بعد سقوطها على رصيف مجمد في المدينة. وكانت تطالب بـ15.000 دولار كتعويض من بلدية مونتريال.

وقد حكمت محكمة كيبيك، في حكم صدر في أوائل يناير كانون الثاني الماضي بأن "المدينة لم تتخذ كل الإجراءات اللازمة للعناية بالأرصفة  في شتاء 2016  على الرغم من أنه كان واضحا أن الأرصفة جليدية وخطيرة ".

(راديو كندا الدولي)

 
 
 
شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً