ما حدث يوم الجمعة 15 مارس كان حدثا مروعا صادما بكل الابعاد وكل المقاييس انه القنبلة التي عكرت صفو الحياة في البلد الوادع نيوزيلندا والتي لم يحدث فيا قط مثل هذا الحادث الإرهابي الأليم .. رجل استرالى يحضر الى مدينة كريست تشرش النيوزيلندية وبتخطيط وتدبير وتصميم كامل يقوم هذا الرجل المخبول باطلاق النار من اكثر من سلاح على جماعة تعبد الله في بيوت الله يطلق النار وبكل حقد وكراهية على مصلين يتقربون الى الله اله التسامح والرحمة والمحبة هكذا وبدون ذنب يسقط خمسين شخصا من الرجال والنساء والأطفال ويجرح مثل هذا العدد من هؤلاء الاتقياء الأبرياء فلا حول ولا قوة الا بالله !!
نحن هنا لا نعترض على قضاء الله ولا على انتهاء اعمار أولئك الشهداء الضحايا فالاعمار بيد الله وكل نفس ذائقة الموت ولا تدري نفس باي ارض تموت وهم السابقون ونحن اللاحقون ولكن لنقف ونحسب أمور الربح والخسارة فيما افرزته هذه الفاجعة الصاعقة من إيجابيات اجل إيجابيات بالطبع كتبتها دماء هؤلاء الشهداء الاطهار انا هنا لا اقلل من السلبيات فقد فقدنا أناس أبرياء يعيلون اسرا ويطمحون في العيش بسلام وسط أهلهم وذويهم ويتمنون حياة تحقق ماكانوا يصبون اليه من سعادة وهناء ولكن الاقدار كانت تنوى لهم ولذويهم شيئا اخر ومن ثم فقد كتب لهم الموت في اطهر واشرف موقع الا وهو بيت الله وماتوا وهم يتعبدون بين يدي الله ومن ثم فسيدخلهم الله ج نات بالطبع كتبتها دماء هؤلاء الشهداء الاطهار ه ليكونوا بين الصديقين والشهداء .اللهم امين .
اما الإيجابيات والتي بالطبع كتبتها دماء هؤلاء الشهداء الاطهار فهى ومن وجهة نظري كثيرة أولها هذا تبرأ الجميع من هذه الجريمة النكراء اذ لم يوجد وعلى الاطلاق أحدا قد امتدح او بارك هذا العمل بل الجميع تقزز من الجريمة واعلن تبرئه من القاتل الحاقد المجرم لدرجة ان صبيا صغيرا في السابعة عشرة من عمره وحينما وجد احد أعضاء البرلمان الاسترالى يحاول تبرير هذا العمل (أقول تبرير وليس مباركة ) قام هذا الصبى الاسترالى بقذف هذا النائب المنحاز للباطل ببيضة في وجهه وعلى مرى من جميع عدسات الكاميرات والتلفزيون وعيون الحاضرين جميعا !! أي حتى الأطفال تقززوا من هذه الجريمة وادانوها ورفضوا واحتقروا كل من حاول تبريرها !! اما الإيجابية الأخرى فقد لمسنا مدى تعاطف العالم اجمع وبجميع شعوبه وحكامه مع المسلمين ولنبدا بالناس في مسرح الجريمة أي في نيوزيلندا حيث قامت رئيسة الوزراء وهي تغالب دموعها لتدين هذا الحادث ولتقول بكل وضوح انه حادث إرهابي ( وهذا لأول مرة يصدر هذا الوصف لشخص غير مسلم ) ومن ثم فتعد بالعقاب الأقصى لهذا الإرهابي المجرم ولتقول صراحة انه لا ينبغي ان يكون له وجودا ولن يكون له وجود بيننا وكذلك قال بقية المسؤلون في هذه الدولة الوادعة والتي تسكنها جالية مسلمة صغيرة ولا تتعدى نسبتها عن 1% حيث قالت السيدة والتي تترأس الشرطة في عموم الدولة انها مسلمة وتفخر بكونها مسلمة وتنتمى لهذا الدين العظيم وهكذا عبر جميع المسؤلين في نيوزيلندا عن استنكارهم بما حدث وكذلك فلقد قامت الحكومة بتنكيس اعلامها وبالمساعدات المالية لنفقات دفن الشهداء ومساعدة اسرهم المحتاجة وأخيرا وليس اخر فلقد وعدت بإعادة النظر في قوانين حمل السلاح في نيوزيلندا اما بالنسبة للشعب النيوزيلندى وبمختلف اديانه واطيافه فلقد توافد على مكان الحادث حيث جامع النور والجامع الاخر وقدموا للمكان حاملين باقات الزهور ليضعوها على الأرض التي سالت فيها دماء هؤلاء الشهداء وليتضامنوا مع اخوتهم المسلمين في هذا الحزن الشديد اما ماحدث في بقية انحاء العالم فلم يكن اقل تاثيرا من ذلك حتى ان الرئيس الامريكى نفسه والذي اعتبره القاتل المجرم مثله الأعلى في هذا الصدد حيث ان هذا الرئيس كان دائم التبرم بوجود المسلمين في بلده لدرجة انه اصدر القوانين لعدم دخول التابعين لبعض الدول غالبتها العظمى الدين الإسلامي فيها هو الدين السائد أقول هذا الرئيس نفسه ادان واستنكر هذا العمل الدنئ . كذلك قام الشعب في أمريكا وبجميع طوائفه ودياناته من مسيحيين ويهود قاموا باسنتكار هذا العمل والتعاطف مع المسلمين وان ماحدث حينما جاء اليهود في مدينة نيويورك حاملين اليفطات التي تقول نحن مسلمون لهو تأكيد على هذا التعاطف الكبير من المسلمين ودينهم الحنيف. اما في كندا فحدث ولا حرج فلق قام الجميع بإدانة هذه الجريمة من رئيس الوزراء الى روؤساء الأحزاب الى البرلمانيون الى روؤساء البلديات الى الى الشعب بكل مما من شانه التعبير عن حزنهم العميق والتعاطف مع المسلمين والكل قرأ ما كتبه السيد رئيس الوزراء جاستن ترودو في تغريدته وشاهد أيضا هذا المسؤول الكبير حينما قام بزيارة لاحد المساجد للتعزية في الضحايا وكذلك شاهد الناس الاعداد الضخمة التي احاطي بمساجد تورنتو وكونوا درعا بشرية تؤمن للمسلمين صلاة الجمعة لذلك اليوم الأسود اما في مدينتي الحبيبة مدينة لندن فلقد قام مسؤلوها من عمدة المدينة السيد هولدرونائبه والمفتش العام للبوليس السيد بير ونواب البرلمان وغيرهم الكثيرون بزيارة مساجد المدينة والقاء كلمات المشاركة والعزاء وكذلك قام البوليس بمراقبة وحماية المساجد والمراكز الإسلامية لينشر الطمأنينة والأمان في نفوس جميع المرتادين لهذه الأماكن الدينية .
اما الإيجابية الكبرى والتي توجت المشاعر الإيجابية نحو المسلمين والادانات السابقة للجريمة النكراء فانها قد تحقق في الاعتراف بان الأديان كلها ولا سيما الدين الإسلامي لا علاقة لها بالإرهاب وان الإرهاب لا يبع دينا معينا ولا بلدا ولا جنسية ولا طائفة معينة انما الإرهاب هوسلوك شخص متطرف تغذى بالعنصرية واليمينية المتشددة ورضع الحقد على الإنسانية المسالمة وومن ثم فقد انسانيته واضله الله لانه لم يقبل الهداية ومن ثم فالدين الإسلامي برئ من الإرهاب وليس هو دين إرهاب بل دين تسامح ومحبة وسلام وهو يعتبر قتل شخص ما بدون ذنب بمثابة قتل الناس اجمعين وان دم الانسان المسلم اشرف واحرم عند الله من حرمة الكعبة ذلك المكان الذى وصف بانه اشرف مكان على الأرض . لقد اثبت هذا الحادث بان من قاموا ممن يدعون الإسلام باعمال إرهابية ادانها المسلمون قبل غيرهم انهم لم يقوموا بما امرهم به الإسلام من نتسامح ومحبة لجميع الأديان الأخرى بل انهم اساؤوا فهم هذا الدين العظيم ومن ثم ساروا في طريق الضلال وايذاء عباد الله المسالمين . وأتمنى الا اسمع بعد الان من يربط الدين الإسلامي بالارهاب واطلب من وسائل الاعلام ان تكون بوق حق وليس بوق اثم وظلم للمسلمين فها هو امامنا مثلا جديدا على ان هذه الجريمة الارهابية قام بها مسيحى وليس هذه اول مرة ان يقوم بمثل هذه الجريمة شخص ينتمى الى الديانة المسيحية السمحاء ومن ثم فنحن كمسلمين لم نربط اطلاقا بين الديانة والإرهاب ونعتبر تلك الجرائم هي انحرافات خطيرة لاشخاص اشرار اما الأديان كلها فهي اديان محبة وخير لجميع البشر.