تواصل القوات الموالية لقائد "الجيش الوطني الليبي" المشير المتقاعد خليفة حفتر هجومها على العاصمة الليبية طرابلس ليوم خامس على التوالي.

وتدور اشتباكات عنيفة إلى الجنوب من طرابلس بين القوات المهاجمة والتنظيمات العسكرية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السرّاج المعترَف بها دولياً والتي انضمت إليها تنظيمات أُخرى من خارج المدينة من بينها قوات من مدينة مصراتة الواقعة على مسافة نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة.

وأسفر القتال لغاية اليوم عن سقوط عشرات القتلى وتهجير نحوٍ من 3500 نسمة. ويعتقد متابعون للوضع في ليبيا أن حفتر كان يتوقع معركة سهلة نسبياً للسيطرة على طرابلس وأنه يبدو متفاجئاً بحجم التعبئة لدى التنظيمات الداعمة لحكومة السرّاج.

وشنّ سلاح الجو التابع لـ"الجيش الوطني الليبي" غارةً اليوم على مطار معيتيقة، الوحيد الذي لا يزال يعمل في العاصمة الليبية، واستهدف مدرجاً دون أن تتسبب بوقوع ضحايا. وقال ناطق باسم "الجيش الوطني الليبي" إن الغارة استهدفت طائرة حربية من طراز "ميغ-23" وطائرة مروحية.

ومن جهته ندّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسّان سلامة بالهجوم الجوي على مطار معيتيقة، "الوحيد الذي لا يزال يعمل لأغراض مدنية في العاصمة الليبية"، كما جاء في بيان له، واعتبر أن الهجوم يشكل "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الانساني الذي يمنع الهجمات ضد البنى التحتية المدنية".

وأكّدت اليوم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أنها لا تزال تواصل عملها من طرابلس على الرغم من احتدام الاشتباكات جنوبي العاصمة. وقالت في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل إن سلامة التقى برئيس حكومة الوفاق الوطني في مكتبه في العاصمة وناقش معه سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة وبعثتها "التي لا تزال تواصل عملها من طرابلس خلال هذه المرحلة الصعبة والحرجة".

وبدأت قوات حفتر هجومها على العاصمة قبل عشرة أيام من المؤتمر الوطني الليبي برعاية الأمم المتحدة الهادف لوضع "خارطة طريق" لإخراج البلاد من الفوضى والمقرر انعقاده بين 14 و16 نيسان (أبريل) الجاري.

وكان سلامة قد قال يوم السبت إن "البعثة الأممية مصرة على عقد الملتقى الوطني الجامع في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا"، إلّا "إذا حالت ظروف قاهرة بسبب الاشتباكات دون عقده".

ولم تفلح محاولاتٌ سابقة للأمم المتحدة في توحيد ليبيا وإنهاء النزاع المسلح وحالة الفوضى اللذيْن يسودانها منذ أن أطاحت ثورة مدعومة من منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو") برئيسها معمّر القذّافي عام 2011 بعد أن حكمها بمفرده طيلة 42 عاماً.

عناصر من قوات مصراتة يستعدون اليوم للتوجه إلى خطوط المواجهة في محيط طرابلس لمساندة القوات الداعمة لرئيس حكومة الوفاق الوطني (هاني عمارة / رويترز)

وأمس أكّد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون عسكرياً، داعياً قوات المشير خليفة حفتر لوقف هجومها على العاصمة.

ومنعت روسيا أمس صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات حفتر لوقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقالت المصادر إن الوفد الروسي طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي بحيث تُدعى كافة الأطراف الليبية المسلحة لوقف القتال وليس فقط قوات حفتر. لكن الولايات المتحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدور البيان، بما أن بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد يوم الجمعة جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بياناً صحفياً دعا فيه "الجيش الوطني الليبي" لوقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذراً من أن هذا الهجوم يعرض الاستقرار في ليبيا للخطر.

ما الذي دفع خليفة حفتر لشن هجوم على العاصمة الليبية قبل أقل من أسبوعين من موعد المؤتمر الوطني الليبي؟ وهل أخطأ في حساباته العسكرية عندما اتخذ قراره بالاستيلاء على المدينة؟ ولماذا تدعمه روسيا؟ محاور تناولتُها مع ضيفي الناشط الليبي المقيم في تورونتو الأستاذ الطاهر كرتومة في حديث أجريتُه معه اليوم.

(أ ف ب / رويترز / فرانس 24 / القدس العربي / راديو كندا الدولي)

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً