تتواصل تظاهرات الاحتجاج في الجزائر وفي أوساط الجزائريين في عدد من دول الانتشار، من بينها كندا، ضد المشرفين على المرحلة الانتقالية التي أعقبت تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن السلطة في الثاني من نيسان (أبريل) الجاري.
وهنا في كندا تظاهر أمس، وليوم أحدٍ ثامنٍ على التوالي، الكنديون الجزائريون أمام مقر قنصلية الوطن الأم في مونتريال، وتجاوز عددهم 2000 شخص، وطالبوا، أسوةً بالحراك الاحتجاجي في الجزائر، بإبعاد الرئیس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئیس الوزراء نور الدین بدوي عن قيادة المرحلة الانتقالية، وبأن تُعهد قيادة المرحلة المذكورة لشخصيات توافقیة من غير رموز نظام الرئيس المتنحي.
ویترقّب المواطنون كلمة قد یلقیھا على الأرجح غداً رئيس هيئة أركان الجیش، "رجل الجزائر القوي" كما يوصف من قبل متابعي الشؤون الجزائرية، الفريق أحمد قايد صالح.
وكان الفريق صالح قد حذّر مراراً مما اعتبره مخاطرَ الخروج عن المسار الدستوري، وتعهد بأن يتابع الجیش سیر المرحلة الانتقالیة المخصصة لتحضیر الانتخابات الرئاسیة التي دعا الرئیس المؤقت إلى إجرائها في 4 تموز (يوليو) المقبل.
ويسود تخوّف في أوساط الحراك الشعبي الاحتجاجي من استحضار السلطة فزّاعةَ الأمن لتجميد الحركة الاحتجاجية. ويُشار في هذا الإطار إلى إعلان الأجهزة الأمنية الجزائرية مساء الجمعة عن كشف "مخطط إرهابي" لتنفيذ عمليات إرهابية خلال التظاهرات الاحتجاجية في العاصمة الجزائرية.
واستنكر ناشطون حقوقيون وسياسيون ما كشفت عنه ناشطات في الحراك الاحتجاجي عن خضوعهن لعملية تفتيش "غير اعتيادية" في مركز للشرطة في بلدية براقي إلى الشرق من الجزائر العاصمة. وأكدت الناشطات أن شرطية بزي مدني تعمل في هذا المركز أرغمتهن على خلع ألبستهن بشكل كامل خلال عملية تفتيش أعقبت توقيفهن السبت الماضي قرب مقر البريد المركزي في وسط العاصمة بتهمة محاولة التجمع.
هل الوضع الحالي في الجزائر أكثر دقة وخطورةً مما كان عليه قبل تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟ وإلى أي مدى يمكن لقيادة الجيش أن تستجيب لمطالب الحراك الاحتجاجي الحالية؟ ومن هي الشخصيات التي يثق بها المحتجون لقيادة المرحلة الانتقالية؟ تناولتُ هذه المحاور في حديث مع الصحفي الكندي الجزائري الأستاذ طاهر كحول، مقدّم برنامج "Zoom FM 213" من محطة "راديو سينا" في مونتريال، في حديث أجريتُه معه بعد ظهر اليوم.
(أ ف ب / فرانس 24 / الجزيرة / العربي الجديد / راديو كندا / راديو كندا الدولي)