"سنعيد بناء كاتدرائيّة نوتر دام": تصريح أدلى به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليل الاثنين بعد أن تمكّن عناصر الإطفاء من السيطرة على الحريق المدمّر الذي اندلع في كاتدرائيّة نوتر دام في باريس التاريخيّة، قلب فرنسا كما يسمّيها الفرنسيّون.
وتعهّد الرئيس ماكرون الذي كان يتحدّث من أمام الكاتدرائيّة، بإطلاق حملة لجمع التبرّعات ، وبالاستعانة بأفضل المواهب لإعادة بنائها.
و أصيب الفرنسيّون والكثيرون حول العالم بالصدمة، وهرع الكثير من سكّان المدينة إلى المنطقة المحيطة بالكاتدرائيّة، وتسمّر الكثيرون امام شاشات التلفزة ليتابعوا لحظة بلحظة الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام حول العالم لكاتدرائيّة نوتر دام ، جوهرة كاتدرائيّات فرنسا وأشهر المعالم السياحيّة في باريس والتي يزورها نحو من 13 مليون شخص سنويّا.
أكثر من 400 عنصر إطفاء شاركوا في محافحة ألسنة النار التي لفّت كاتدرائيّة نوتر دام في باريس/ AFP / Getty
"لقد خرجنا من الكاتدرائيّة ونحن نفكّر بالحريق وهذا مؤثّر للغاية قال أحد الأشخاص وأضافت سيّدة أنّها متأثّرة للغاية وستجهش بالبكاء، وقالت ثالثة إنّها مأساة لفرنسا ولأصدقائنا الفرنسيّين وأضاف متحدّث رابع بأنّ الكاتدرائيّة جزء من التراث الفرنسي والمعلم السياحي الذي يستقبل اكبر عدد من الزوّار في باريس".
وقد انهار البرج الرئيسي تحت وطأة النيران وتمكّنت فرق الإطفاء من إنقاذ البرجين الأماميّين.
رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو غرّد على موقع تويتر قائلا إنّ مشاهد الحريق الذي يلتهم كاتدرائيّة نوتر دام يدمي القلب، ونفكّر بأصدقائنا الفرنسيّين الذين يكافحون هذا الحريق المدمّر.
من اليمين: أسقف باريس ميشال اوبتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة ادوار فيليب/ Reuters / Philippe Wojazer
وغرّد فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك قائلا إنّ الصور الرهيبة التي تصلنا من باريس تؤثّر فيّ في العمق، كاتدرائيّة نوتر دام جوهرة، أفكاري مع الباريسيّين ومع عناصر الاطفاء التي تكافح الحريق.
وتحدّثت عمدة مونتريال فاليري بلانت عن صور مؤثّرة لها وقع الصاعقة، واعربت عن حزنها العميق لمشاهدة النيران تلتهم جوهرة من التراث العالمي.
هرع العديد من سكّان باريس إلى منطقة قريبة من الكاتدرائيّة التي كانت ترتفع منها أعمدة الدخان/ Reuters / Charles Platiau
وأعرب أسقف تورونتو توماس كولينز عن صدمته لدى سماع خبر الحريق لأنّ الكاتدرائيّة مكان رائع للغاية كما قال في حديث لتلفزيون سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة.
"بالنسبة لأبناء باريس، هذا بيتهم الروحي ومن المحزن جدّا أن نراه يحترق. ولكنّهم سوف يستمرّون. ونحن في أسبوع الآلام، ونحتفل بآلام المسيح و بعد ذلك بقيامته": اسقف تورنتو توماس كولينز.
أسقف مدينة غاتينو بول اندريه دوروشيه قالت إنّ صور الكاتدرائيّة داعبت مخيّلته منذ الصغر عندما كان يطالع كتب الأدب الفرنسي، وعندما شاهد الكاتدرائيّة للمرّة الأولى في باريس، أدرك أنّها ليست تراثا معماريّا في غاية الأهميّة فحسب وإنّما هي أيضا مكان للصلاة والتأمّل يأتيه الناس باستمرار من أجل الارتقاء الروحي، وأعرب الأسقف عن حزنه لرؤية الحريق يجتاح الكاتدرائيّة.
"بالتأكيد أنا تحت وقع الصدمة كباقي العالم. ويتهيّأ لنا أنّ هذه المباني خالدة وأبديّة، وفجأة ندرك الهشاشة عندما يتسبّب لهب نار وشرارة في تدمير عمل هندسي كهذا، وندرك كم نحن صغار وينتابنا شعور بالهشاشة": أسقف غاتينو بول اندريه دوروشيه.
يبقى أن نشير إلى أنّ أجراس الكنائس في أبرشيّات فرنسا ستقرع معا يوم غد الاربعاء في الموعد الذي اندلع فيه الحريق في الكاتدرائيّة، تضامنا مع أبرشيّة باريس حسب مؤتمر الأساقفة الفرنسي.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
