حينما يصبح اللجوء مأساة

الكل يعرف ما حدث للعراق حينما قامت أمريكا وقبل ستة عشر سنة بالكمال والتمام بغزو هذا البلد الحبيب. كان من نتيجة هذا الغزو الظالم   والذي بنى على أساس كذبة أسلحة التدمير الشامل , ان تم تدمير الدولة العراقية وهجر الكثير من العراقيين والذين كانوا سيادا في بلادهم وهاموا على وجوههم طالبين اللجوء الإنساني في أي دولة كانت  غير عربية بعدما سدت في وجوههم أبواب جميع الدول العربية تقريبا . اجل لقد هجر العراق علماؤها ورجال اعمالها وانجب عقولها وباختصار خيرة رجالها ونسائها .

هذا ما حدث للعراقيين وهم أصحاب هذا البلد العريق فما بالك للفلسطينيين الذي لجأوا للعراق منذ أيام نكبة 1948 وكانوا يعيشون وبين إخوانهم العراقيين  والذين وبحق اكرموا وفادتهم بكل محبة ووئام . بالطبع ما حدث لهؤلاء الفلسطينيين اثناء وبعد الغزوا لم يكن سعيدا فقد ضاقت بهم السبل  وتعذر الامن والأمان ولم يعد بإمكانهم أيضا البقاء في العراق ومن ثم أصبحت كل عائلة منهم تفكر في الهجرة من العراق واللجوء الى مكان امن ...وهذا ما حدث بالفعل للغالبية منهم  غير ان سوء الحظ قاد بعض العائلات الفلسطينية أي حوالى 45 عائلة الى السفر الى تايلاند ليتخذوا منها محطة انتظار للذهاب الى بلد يقبل لجوئهم اليه .. هكذا اذن جاؤوا بتأشيرة سياحية على امل ان يمنحوا اللجوء قبل انتهاء مدتها ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن ومن ثم انقضت مدة التاشيرة بعدها الكثير من الوقت ولم يحصلوا بعد على هذا اللجوء  ومن ثم اصبحوا مطاردين  هم ونساءهم واطفالهم من قبل السلطات ولم يعد امامهم الان  امامهم الا السجن او الترحيل وبما ان العراق الان لا يستطيع قبولهم وأيضا لا تقبلهم أي دولة عربية ومن ثم فقد اصبح السجن  هو الحل الوحيد امامهم !! ومما يزيد الطين بله انه قطع عنهم وعن اسرهم من نساء وأطفال جميع المساعدات الإنسانية سواء المالية او العينية او الصحية او التعليمية او فرص العمل لاعالة انفسهم .

انا لا اريد ان ازيد هذا الموضوع ترجيدية ومن ثم اكتفى بمقالة وردتنى من اخ عزيز على اطلاع بحالتهم  ومن ثم يوجه رسالته المفتوحة المرفقة لكل قارئ لعله يستطيع بمفرده او بمجموعة ينتمى اليها ان يفكر في طريقة ما لمساعدتهم وانتشالهم من هذه المحنة الؤلمة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

اخر رشفة:

خير البلية ما يضحك

في حوالى الأسبوع الأول من شهر ابريل الحالي تم نقل 40 حيوان من غزة الى الأردن  بسبب سوء الأحوال النعيشية لهذه الحيوانات . وعليه فلقد علق احد الغزيين بهذا الكلام

"نطالب جميع المسؤلين بالنظر بعين الرحمة لباقي 2 مليون حيوان ضايلين (باقيين) وما زالوا في غزة...موافق اعتبرونا حيوانات بس .."!!!


 

يد الله مع الجماعة      بقلم مطيع الشيخ طه

اسمحوا لي ان اعيد شرح وضع العوائل الفلسطينية العالقة في تايلاند (بصورة موجزة)  ليكون الجميع في الصورة ... انهم 45 عائلة عدد افرادها 152 شخصا  من مختلف الفئات العمرية رجالا ونساء حضروا الى تايلاند من العراق هربا من العنف قاصدين ممثلية الأمم المتحدة للعمل الى نقلهم الى بلد ثالث ... مضى على وجودهم في تايلاند اكثر من ست سنوات انتظارا للفرج ... نفذت نقودهم , ولم يبق معهم ما يتمكنون به من سد الرمق خاصة وانهم بلا عمل وبدون إقامة  إضافة الى انهم غير مشمولين بالضمان الصحى واطفالهم محرومون من الالتحاق بالمدارس .

 

بداية قام نفر من الاخوة سواء بشخوصهم او بما يمثلونه من جمعيات مدنية بتدارس الموضوع وبدأوا بالتحرك كل من موقعه .

بتاريخ 12 فبراير من هذا العام حضر السيد وزير الهجرة والجنسية الى المركز الإسلامي في مدينة لندن بدعوة من المركز , حيث تم الاستماع الى معاناة بعض الأشخاص وطلباتهم ... ومن جملة ما طرح معاناة هذه العوائل العالقة , حيث تم تقديم مذكرة مفصلة بهذا الصدد .. وعد السيد الوزير بدراسة الموضوع.

وبناء على متطلبات العمل المنظم , تشكلت مجموعة عمل من بعض الاخوة لمتابعة الموضوع واجراء لقاءات مع أصحاب القرار لغرض الوصول الى حل يخلص العالقين مما هم فيه.

المرجو من كافة الاخوة كل من موقعه وبما يستطيع عمله منفردا او مجتمعا مع بقية الاخوة الذين يستطيعون التواصل معهم لعمل شيء ما  لهؤلاء العالقين ...والله الموفق  

اللهم اني بلغت , فاشهد.

 

 

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً