بلغت آثار النقص في اليد العاملة مقاعد الدراسة في مقاطعة كيبيك، متسببةً بتراجع أعداد الطلاب المسجلين في برامج التدريب المهني، حسب تقرير لراديو كندا.

وهذا النقص صارخٌ، على سبيل المثال، في معاهد التدريب المهني في منطقة جولييت، إذ تراجع عدد الطلاب المسجلين فيها بنسبة 20% في السنوات الأربع الأخيرة.

"هذه السنة، وللأسف، سيكون لدينا العدد الأدنى من المتخرجين"، يقول ريشار ديجاردان الذي يدير مركز (Centre multiservice des Samares) في منطقة جولييت لمراسل راديو كندا جان فيليب روبيار.

"أعطيك مثلاً من الواقع الحالي: كان لدي 24 طالباً في مهنة الجِزارة السنة الماضية، أما هذه السنة فلم يتسجل سوى طالبيْن حتى الآن"، يضيف ديجاردان.

ويؤمّن المركز التدريبَ المهني وتعليمَ الكبار لنحو سبعة آلاف طالب في اثني عشر معهداً في منطقة جولييت الواقعة على مسافة نحو 75 كيلومتراً شمال شرق مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك وعاصمتها الاقتصادية.

وفي السنوات الأربع الأخيرة تراجع عدد الطلاب المسجلين في برنامج ميكانيك السيارات في هذه المعاهد بنسبة 23%، وفي برنامج إعداد لحّامي المعادن بنسبة 27%، وفي برنامج التخصص في مهنة المطاعم بنسبة 38%.

وتعزو وزارة التربية في مقاطعة كيبيك التراجع في عدد الطلاب المسجلين في معاهد التدريب المهني في المقاطعة إلى تدني معدل البطالة لدرجة بلوغ حالة العمالة الكاملة، وأيضاً إلى تراجع عدد الشباب في الفئة العمرية 17 – 21 عاماً.

فالشباب يؤثرون، بأعداد متزايدة، التوجه مباشرة إلى سوق العمل بدل متابعة برنامج تدريب مهني حتى النهاية ونيل "شهادة الدراسات المهنية" (DEP) المعترف بها رسمياً.

وهذه هي حال الشاب كيفين بوراسا الذي بدأ العمل في ورشة تصليح سيارات قبل نحو شهر، فيما كان على وشك بدء التخصص في ميكانيك السيارات، وهو المجال الذي يعشقه.

طالب في معهد للتدريب المهني في مدينة جولييت في مقاطعة كيبيك (راديو كندا)

"بمجيئي إلى هنا لم أعد بحاجة للذهاب إلى المدرسة، لأنهم يعطونني الفرصة لمزاولة المهنة التي أريدها ودون أن أكون بحاجة لشهادة الدراسات المهنية"، يقول كيفين لمراسل راديو كندا داخل ورشة تصليح السيارات التي يعمل فيها.

وفي مجال الدراسة، أنهى كيفين السنة الثالثة من المرحلة الثانوية. وكثيرون مثله آثروا دخول سوق العمل على التخصص في معاهد التدريب المهني. فالسوق وفرت لهم وظائف بسرعة بسبب النقص الصارخ في اليد العاملة.

ولا يجد كيفين ضيراً في ذلك. "هم يعلمونني هنا (في ورشة تصليح السيارات)، أتلقى دراستي منهم، وكما يقول رب العمل ’’كراج تصليح السيارات هو أفضل مدرسة‘‘"، يقول كيفن.

لكن ريشار ديجاردان ينبه الشباب إلى أنه عندما يتراجع الاقتصاد تبدأ الشركات بتسريح العمال غير الحائزين على شهادات في مجال عملهم قبل سواهم.

يُشار إلى أن معدل البطالة في كيبيك، ثانية كبريات مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، بلغ 5,2% الشهر الماضي.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

شارك مع أصدقائك
  • gplus
  • pinterest

أخر الأخبار

لا يوجد أخبار

أحدث التعليقات

    لا يوجد تعليقات

أترك تعليقاً