بمناسبة أسبوع الصحافة والإعلام في كيبيك واليوم العالمي للصحافة الذي يصادف اليوم الجمعة 3 مايو أيار، ذكّرت المكتبة الوطنية الكيبيكية الكائن مقرّها في مدينة مونتريال بدورها في مكافحة الأخبار الكاذبة.
وفي عصر غوغل، ما من شكّ أن وفرة قنوات المعلومات وسهولة الوصول إليها إنجاز كبير. لكن هذا الانجاز له جانبه المظلم. إذ يمكنه نقل ونشر الصالح والطالح من أخبار غير صحيحة وكاذبة..
ولمواجهة هذه الظاهرة، يوجد العديد من الحلول من بيها التعليم وإتقان أدوات البحث في الانترنت والدعم في اكتساب المهارات الرقمية. وهذه هي الأمور التي يمكن للمكتبات العامة أن تقدّمها للجمهور كما توضح ماريز ترودو ، مديرة الوساطة الوثائقية والرقمية في المكتبة الوطنية الكيبيكية.
ولمساعدة روادها على اكتشاف الأخبار الكاذبة ، تخصص قسمًا من موقعها على الانترنت لتقديم المشورة بشأن كيفية اكتشاف الأخبار الكاذبة بالإضافة إلى روابط لمواقع التحقق من الحقيقة. ويمكن لزوّار موقع المكتبة على الانترنت تلقّي تنبيهات حول مواضيع تهمهم سواء كانوا محترفين في مجال المعلومات أومدرسين أو مواطنين. ولا يتطلّب ذلك إلا اشتراكا مجانيا في المكتبة.
"إن الأخبار الكاذبة المتداولة على الإنترنت ترجع إلى حد كبير إلى الافتقار للممارسات الجيدة على الإنترنت. لذلك ، نحن هنا لمساعدة روّاد المكتبة على استعمال الإنترنت بشكل أفضل في البحث عن المعلومات." ، ماريز ترودو مديرة الوساطة الوثائقية والرقمية في المكتبة الوطنية الكيبيكية
ومنذ يناير كانون الثاني الماضي، قامت المكتبة الوطنية الكيبيكية أيضًا بتعزيز دور أمين المكتبة في مساعدة المواطنين في بحثهم عن المعلومات. وتم تصميم الأدوات والأنشطة لتلبية الطلبات المختلفة لجمهور متعدّد، بدءًا من الصغار الذين يُدرَّبون على أن تكون لهم نظرة نقدية لمصادر المعلومات أو المهاجرين الجدد الذين يودّون تعلّم اللغة الفرنسية...
وبمناسبة أسبوع الصحافة والإعلام ، استضافت المكتبة الأربعاء الماضي، بالتعاون مع نقابة الصحفيين المحترفين في كيبيك (FPJQ) ، مائدة مستديرة بعنوان "التربية الإعلامية في المدرسة ، هل هناك حاجة ملحة؟". ونُظِّمت أمس الخميس ورشة حول الأخبار الكاذبة وكيفية تحاشي الوقوع في فخّها.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الكنديين يشككون بشكل متزايد في الأخبار التي يستهلكونها ويجدون صعوبة في التمييز بين الأخبار الحقيقية التي تستند على وقائع والأخبار الكاذبة أو الدعاية.
وكشفت الدراسة الاستقصائية التي شملت أكثر من 2.300 كندي بطلب من وكالة الصحافة الكندية أن عدد المشاركين الذين يشككون في صحة التقارير قد زاد بنسبة 10 ٪ خلال العام الماضي. ما يؤدّي إلى عدم الثقة في التقارير الصحفية وحتى في السياسيين.
ووجد الاستطلاع أن 40٪ من المشاركين قالوا إنهم يواجهون صعوبة في التفريق بين الأخبار الكاذبة والأخبار التي تعتمد على الحقائق. واعترف 53 ٪ من المستَطلَعين أنّهم صادفوا بالفعل "تقريرا كاذبا" يدعم قضية أو منتج ويبدو كأنه تقرير صحفي.
وهذه النتائج ليست حكرا على كندا، وفقًا لمنظمة اليونسكو التي ذكّرت باليوم العالمي لحرية الصحافة. ويُحتفل به هذا العام تحت شعار "الصحافة والانتخابات في عصر المعلومات المضللة: دور وسائل الإعلام في الانتخابات والديمقراطية".