تشارك الفنانة التشكيلية المعاصرة غادة فرّا مريمو بمعرض جماعي في مركز مونتريال للفنون في وسط مدينة مونتريال، وهي المشاركة الباكورة لها في كندا بعد عدة معارض إفرادية وجماعية قدمتها في دبي ولبنان. افتتح المعرض في السابع والعشرين من شهر نيسان/ابريل الماضي ويستمر حتى العاشر من شهر أيار/مايو الحالي.
وقد دفع تزامن افتتاح معرض مونتريال مع ذكرى الإبادة الأرمنية الفنانة التشكيلية ذات الأصول الأرمنية، وما اسم الشهرة فرّا سوى اختصار لفرّايان، إلى إدراج لوحة "الحرية" المستوحاة من الإبادة الأرمنية في المجموعة الفنية المشاركة بها من لوحات ثلاثية الأبعاد ومنحوتات.
و"الحرية" انشدتها ريشتها وألوانها غداة أول زيارة قامت بها غادة فرّايان إلى ارمينيا في العام 2016، زياراتها إلى المتاحف هناك أفاقت فيها القصص والحكايات على لسان آبائها وأجدادها عن سفر برلك وفصول الذل والهوان والإبادة التي عاشوها.
وتؤكد ضيفتي التي ولدت في سوريا وترعرعت في لبنان وربّت أطفالها في مونتريال وعاشت في دبي، أن انشودة الحرية التي نقشها إزميلها ونظمتها ريشتها لا تحكي لسان حال الشعوب الأرمنية فحسب بل كل شعوب العالم المضطهدة والباحثة عن الضوء والفرح.
لهؤلاء تقول غادة مريمو:" إن هناك بصيص نور دائما في نهاية النفق ولا بدّ لليل أن ينجلي".
تعيش ربّة العائلة والأم غادة مريمو اليوم متصالحة مع ذاتها مستسلمة لأهواء الفن عشقها الأول يُسيرها كيفما شاء وتبوح له بمكنوناتها واختلاجاتها، عشق نُذرت له منذ نعومة أظفارها ولكنها كانت تُرجأ مواعيدها معه.
في سبيل تربية ثلاثة أبناء وطفلة وحيدة امتنعت غادة مريمو ليس عن الرسم والإبداع التشكيلي، عشقها ودواء روحها فحسب، بل أيضا اعتزلت ضيفتنا الأعمال التي زاولتها بعد نيل شهادة إدارة الأعمال والمال من جامعة كونكورديا في مونتريال.
غادة مريمو تقول اليوم إن الفن هو الهواء الذي تتنفسه ومن دونه حياتها فارغة، جاء دوره لأتفرّغ له هو الذي طالما ناداني ودعاني إلى دروبه... إنني فرحة كل الفرح لوجوده اليوم في عالمي.